تحتفل جامعة الدول العربية هذا العام 2020 بالعيد الماسي لنشأتها التي تشير الى مرور 75 عاماً على وضع هيكل مؤسسي للنظام الإقليمي العربي وترسيخ الهوية القومية العربية، حيث اتسعت عضويتها من سبع دول عربية هي جملة الدول العربية المستقلة في أواسط الأربعينيات لتشمل اثنتين وعشرين دولة عربية حالياً. و بدأت الجامعة العربية بالعمل من خلال جهاز مجلس الجامعة والأمين العام، ثم تطورت هذه الهيئة بما يواكب احتياجات الشعوب العربية ويرسخ التكامل العربي لتصبح بعد 75 عاماً منظومة إقليمية ضخمة شديدة التشابك تعنى بكل أوجه التعاون والعمل العربي المشترك وتتكون من أكثر من عشرة آليات مستقلة وإن كانت مترابطة ومتكاملة تعمل معاً في تناغم لتنسيق الشؤون العربية من كافة الجوانب. نشأة الجامعة العربية بالتزامن مع نهاية الحرب العالمية الثانية عرف العرب مدى أهمية الوحدة العربية في عالم تسوده التكتلات السياسية، فكان لزاماً عليهم التقارب والتعاون ليتسنى لهم الحصول على ظهير قومي ودعم حقيقي في سبيل استكمال مسيرة الاستقلال والتحرر، وعلى صعيد آخر تعززت الحاجة إلى الوحدة مع الوعي بمخاطر الحركة الصهيونية وتقاطر الهجرات اليهودية إلى فلسطين بشكل استوجب توحد العرب في مجابهتا من أجل دعم فلسطين. حيث جاءت من هنا فكرة إنشاء جامعة الدول العربية والتي نادى بها عدد من الزعماء العرب مثل مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر، والأمير عبد الله حاكم الأردن في حينه. حرص رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس على الأخذ بزمام المبادرة ودعا كلا من رئيس الوزراء السوري (جميل مردم) ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة "إقامة جامعة عربية لتوثيق العرى بين البلدان العربية المنضمة لها". وقد كانت هذه أول مرة تثار فيها فكرة الجامعة العربية بمثل هذا الوضوح، وبدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب وممثلي كل من العراقوسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية والأردن واليمن من جانب آخر. وعندما اجتمعت لجنة تحضيرية من ممثلين عن كل من سوريا ولبنان والأردنوالعراق ومصر واليمن في الفترة 25/9 إلى 7/10/1944 رجحت الاتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها. كما استقرت على تسمية الرابطة المجسدة لهذه الوحدة ب "جامعة الدول العربية" وآثرته على مسمى "التحالف" و "الاتحاد" كون الأول يشير إلى علاقة عارضة والثاني يعبر عن علاقة تجب الاختصاصات المتفق على تحويلها للمنظمة العربية الناشئة. وفي ضوء ذلك تم التوصل إلى بروتوكول الإسكندرية الذي صار أول وثيقة تخص الجامعة، ولقد مثّل هذه البروتوكول الأساس لميثاق جامعة الدول العربية. وقد تألف ميثاق الجامعة من ديباجة وعشرين مادة، وثلاثة ملاحق خاصة: الملحق الأول خاص بفلسطين وتضمن اختيار مجلس الجامعة مندوباً عنها للمشاركة في أعماله لحين حصولها على الاستقلال. والمحلق الثاني خاص بالتعاون مع الدول العربية غير المستقلة وبالتالي غير المشتركة في مجلس الجامعة. أما الملحق الثالث والأخير فهو خاص بتعيين السيد عبد الرحمن عزام الوزير المفوض بوزارة الخارجية المصرية كأول أمين عام للجامعة لمدة عامين. وأشارت الديباجة إلى أن الدول ذات الصلة وافقت على الميثاق بهدف تدعيم العلاقات والوشائج العربية في إطار من احترام الاستقلال والسيادة بما يحقق صالح عموم البلاد العربية. وتم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية فى 22/3/1945 من قبل مندوبي الدول العربية، وحضر جلسة التوقيع ممثل الأحزاب الفلسطينية وأصبح يوم 22 مارس/آذار من كل عام هو يوم الاحتفال بالعيد السنوي لجامعة الدول العربية. ورغم تعاقب الأحداث وتغير الأنظمة والسياسات في الدول العربية على مر 75 عاماً، كان من الملاحظ تمسك كافة الدول الأعضاء بالانتماء إلى هذه المنظمة، ودفعها لتضطلع بالدور التكاملي الذي نشأت من أجله، فاستمرت المنظمة في التوسع والتطور واستمرت الدول العربية في الانضمام إليها كلما حصلت دولة منهم على استقلالها، لتصبح جامعة الدول العربية هي بيت العرب الجامع لكل أعضائه والحامل لآمال وطموحات شعوبه. هيكل الجامعة تتكون جامعة الدول العربية من عدة آليات هي: يعتبر مجلس جامعة الدول العربية بمثابة الجهاز الرئيسي في جامعة الدول العربية وهو المسؤول عن اتخاذ القرارات، ويتكون من ممثلي الدول العربية كافة، ويجتمع المجلس على عدة مستويات ليتباحث المسؤولون العرب في شتى القضايا المعروضة عليهم، وقد بدأ باجتماع للمندوبين الدائمين، ثم أصبح يجتمع مرتين في العام اجتماعا دوريا على مستوى وزراء الخارجية، ليتسنى التباحث حول القضايا السيادية وسرعة اتخاذ قرار فيها، ثم، ولتحقيق تكامل وتنسيق أعلى، أصبح يجتمع المجلس على مستوى الملوك والرؤساء العرب مرة في العام، فيما يعرف باسم "القمة العربية". تنظم اجتماعات مجلس الجامعة في مقر الأمانة العامة، أما القمة العربية فتتبادل الدول الأعضاء استضافتها ورئاستها كل في دوره حسب الترتيب الهجائي. أما الأمانة العامة فتعد القلب النابض في جسد منظومة العمل العربي المشترك. الأمانة العامة هي الجهاز المعنى بتنسيق العمل العربي المشترك، من حيث تجهيز الوثائق والأوراق التي تعرض على مجلس جامعة الدول العربية والمجالس الوزارية المتخصصة، كما تتابع تنفيذ اتخاذ القرارات الصادرة عن تلك المجالس، إضافة إلى ذلك فإن الأمانة العامة هي "بيت الخبرة العربي" بالنظر إلى ما تحمله من خبرات متراكمة منذ نشأة الجامعة العربية، مما يجعلها مرجعا هاما للدول الأعضاء لدى مناقشة الشأن العربي العام. يرأس تلك المؤسسة "أمين عام" يختاره مجلس الجامعة، وتتكون الأمانة العامة من عدد من القطاعات كل منها معنية بمجال محدد من مجالات العمل العربي المشترك، مثل القطاع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وغيرهم. ومن بين المهام التي أوكلها الميثاق إلى الأمين العام: تنظيم أعمال الأمانة العامة ومتابعة تنفيذ قرارات المجلس وعرض البيانات والتقارير التي يطلبها المجلس، إعداد ميزانية الجامعة وإقرارها من المجلس، توجيه نظر المجلس إلى المسائل التي يقدر بخبرته أهميتها، تمثيل الجامعة لدى المنظمات الدولي والتحدث باسمها. الأذرع الفنية لجامعة الدول العربية وأجهزتها المتخصصة: المجلس الاقتصادي والاجتماعي: يمثل العمل الاقتصادي والاجتماعي جزءً أساسياً من التكامل بين الدول العربية التي تجمعها وحدة اللغة والثقافة والشكل الاجتماعي، من هذا المنطلق نشأ المجلس الاقتصادي والاجتماعي، بموجب "معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية" التي أقرت عام 1950، ليتسنى للوزراء العرب المعنيين بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية الاجتماع بشكل دوري سريع لمناقشة وبحث الموضوعات التي تنهض بالعمل التنموي العربي. وفي عام 2009، تقرر عقد قمة عربية دورية تخصص فقط للمسائل التنموية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وتقوم الأمانة العامة على إدارة شؤون هذا المجلس. المجالس الوزارية المتخصصة: من أجل تحقيق تكامل أعلى في شتى المجالات، يجتمع الوزراء المتخصصين في شتى المجالات في اجتماعات دورية، تتولى الأمانة العامة تنظيمها ومتابعة تنفيذ ما يصدر عنها من قرارات. يبلغ عدد المجالس الوزارية حتى الآن 15 مجلس، تقوم أمانة فنية متخصصة في إطار الأمانة العامة بتنظيم كافة شؤونها، من تحضير لاجتماعاتها ومتابعة تنفيذ قراراتها، وهي: (وزراء الإسكان والتعمير العرب - وزراء الشئون الاجتماعية العرب - وزراء النقل العرب - الوزاري العربي للسياحة - الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة - وزراء الإعلام العرب - وزراء الداخلية العرب - الوزاري العربي للكهرباء - وزراء الشباب والرياضة العرب - المجلس الوزاري العربي للمياه - وزراء العدل العرب - وزراء الصحة العرب - الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات - الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية والمناخ - المجلس العربي للسكان والتنمية) المنظمات العربية المتخصصة: هي الأذرع الفنية للجامعة وبيوت الخبرة العربية التي تقدم المشورة والخبرة والنصيحة في شتى القضايا والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية، وتقوم بدور محوري لتحقيق طموحات الدول العربية في التعاون والتنسيق في جميع مجالات تخصصها التي تتصل بالمواطن العربي، يبلغ عدد المنظمات المتخصصة 14 منظمة إضافة إلى عدد من مؤسسات التمويل، تتمتع كل منها بهيكل إداري ومالي مستقل تماما عن الأمانة العامة. من بين تلك المنظمات (الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري - اتحاد إذاعات الدول العربية - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - منظمة العمل العربية - الهيئة العربية للطيران المدني - منظمة المرأة العربية - الهيئة العربية للطاقة الذرية - ..... البعثات والمكاتب الخارجية: نشأت المكاتب والبعثات الخارجية للجامعة العربية كمكاتب إعلامية بالأساس ثم أصبحت تقوم بمهام سياسية ودبلوماسية، بغية نشر المواقف والأفكار العربية وحشد التأييد الدولي اللازم لها، كما ان عدد من تلك المكاتب موجود في دول عربية ليكون مصدر دعم مباشر لتلك الدول، ومن ذلك مكتب الجامعة في ليبيا، ومكتب الجامعة في الصومال. ويبلغ عدد مكاتب وبعثات الجامعة العربية في الخارج حتى الآن سبع وعشرون، وتقع مسؤولية إدارة شؤونها على عاتق الأمانة العامة. آليات ومؤسسات أخرى: نشأت في الجامعة العربية عدد من الآليات المتخصصة الأخرى، منها: البرلمان العربي: محكمة الاستثمار العربية: اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان: المحكمة الإدارية: منتديات التعاون العربي-الدولي: دور الجامعة العربية تمكنت جامعة الدول العربية طوال تاريخها من القيام بعدد من الأدوار التي نص عليها الميثاق، كان أول تلك الأدوار صيانة استقلال الدول الأعضاء، فمن ناحية يعد الاتحاد قوة دفاعية تمكّن الدول المشتركة فيه من مجابهة الأخطار التي تتعرض لها. وتطلعت الجامعة بدور كبير ومهم في مجال تقديم كل عون ممكن لمساعدة البلاد العربية في صراعها ضد الاستعمار، وثانيها التعاون في الشؤون الثقافية والاجتماعية والصحية، من أجل دفع التقدم الاجتماعي وتحقيق التنمية، وثالثها النظر في شؤون البلاد العربية ومصالحها، وهو جزء من استجابة الجامعة للرأي العام في جميع الأقطار العربية وكان آنذاك يعني الدعم السياسي للدول الطامحة إلى الحصول على استقلالها والانضمام إلى الجامعة. وقد تطورت أدوار الجامعة العربية وتوسعت، في إطار نصوص الميثاق الأصلية، فمن أجل دعم الدول العربية سياسيا والدفاع عن القضايا والمصالح العربية في الخارج كان لازما تطوير العلاقات مع العالم الخارجي، فنشأت منتديات التعاون العربية الدولية، مثل منتدى التعاون العربي الصيني، ومنتدى التعاون العربي الروسي وغيرها، ووقعت اتفاقيات التعاون مع عدد من المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، كما عقدت الجامعة العربية عدد من القمم المشتركة التي تهدف إلى تعميق التعاون الدولي على أعلى المستويات، مثل القمة العربية الأوروبية، القمة العربية الأفريقية، القمة العربية مع دول أمريكا الجنوبية، وغيرها. كما توسعت الجامعة العربية في إنشاء المنظمات المتخصصة، وفي ضم الاتحادات المهنية تحت مظلتها مثل اتحاد الأطباء العرب، اتحاد المحامين العرب، وخلافه، من أجل تعميق التعاون بين الدول العربية على كافة الأصعدة، الرسمية وغير الرسمية، السياسية والعملية. أبو الغيط ..الأمن القومي العربي لا يتجزأ وقد وجه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، رسالةً هنأ فيها الأمة العربية بالعيد الماسي للجامعة ومرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيسها في نفس هذا اليوم في عام 1945. وجاء في رسالة أبو الغيط أنه في مثل هذا اليوم منذ 75 عاماً اتخذ العربُ قراراً تاريخياً بتأسيس بيت جامع يضمهم في رحابه، ونظام مؤسسي يُترجم الرابطة الحضارية التي يشعرون بها إزاء بعضهم البعض.. تلك هي الجامعة العربية التي جسدت وعياً جديداً سرى في أوصال هذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها بأن لسانها عربيٌ، وثقافتها عربية، وشعورها وضميرها ووجدانها عربيٌ. وأضاف أبو الغيط أن المنظمة قطعت رحلة طويلة من التحديات، ومن الإنجازات والإخفاقات، وأنها عبّرت عن صوت العرب الجماعي وجسدت دفاعهم من قضاياهم ومقدراتهم .. "ماوسعهم جهدهم، وفي ضوء مُعطيات زمانهم". وأكد أبو الغيط أن الجامعة لا تُعاني أزمة وجود؛ إذ لم تكن هذه الأمة لم تكن أحوج إلى هذا البيت الجامع في أي وقتٍ مضى أكثر مما هي الآن، ذلك أن الدولة الوطنية العربية تواجه اليوم تحدياتٍ غير مسبوقة في حدتها وخطورتها.. تحدياتٍ تتعلق، في بعض الحالات للأسف، بوحدة ترابها وسيادتها ووجودها ذاته، مُضيفاً أنها تحدياتٌ لن تستطيع الدول العربية مواجهتها فُرادى. وتابع الأمين العام للجامعة في رسالته: "ولن يستطيع العرب اللحاق بالعصر وحماية مقدراتهم المادية والبشرية -وهي أكثر مما نتصور- إلا لو اقتنعوا بأن أمنهم القومي هو وحدة واحدة .. وكلٌ لا يتجزأ .. من هُرمز إلى جبل طارق.. ومن النيل إلى الجولان.. وأن الطيور الجارحة التي تتربص بهذا البلد أو ذاك، تُشكل خطراً على الجسد العربي كله .. وهو جسد واحد وروح واحد.. لو جُرح عضوٌ فيه هنا أو هناك .. لسال منه دمٌ عربي.. ولأصابَ الألمُ الجسدَ كلَه" وشدّد الأمين العام أن الدول العربية لا زالت بحاجة إلى مفهوم متطور وشامل للأمن القومي العربي، وأن المسافة بين الطموح والواقع لا زالت كبيرة فيما يتعلق بتحقيق التكامل الاقتصادي، مُشيراً إلى أن إصلاح العمل العربي المشترك مطلوب بل واجب، شريطة أن يكون هذا الإصلاح بمنطق البناء لا الهدم، وبهدف تطوير ما هو قائم وليس تبديده، خاصة وأن أحداً لا يملك برنامجاً بديلاً لما توفره الجامعة، بمجالسها ومنظماتها المتخصصة، من آليات وأدوات للتنسيق والتعاون بين الدول العربية. وقال أبو الغيط في ختام رسالته: "يظل دورنا وقد تسلمنا الراية أن نواصل المسيرة وأن نضمن أن يبقى علم هذه الجامعة خفاقاً عالياً، وأن تبقى جامعتنا منيعةً ضد معاول الهدم، حصينة في مواجهة دعاوى التفتيت" وفي سياقٍ متصل، أشار مصدر مسئول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن أبو الغيط اغتنم فرصة العيد الماسي للجامعة وأطلق مناشدة بإسكات المدافع ووقف الصراعات على كافة الجبهات العربية المشتعلة، في سوريا واليمن وليبيا. وجاء في مناشدة الأمين العام "أن بعض هذه الأزمات، وبالذات في سوريا واليمن، كانت له كُلفته الإنسانية الهائلة. وفي سوريا على وجه الخصوص، أجمع الكثيرون على أن البلاد تواجه أخطر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية مع وجود نحو نصف السكان بين أماكن اللجوء والنزوح. ومنذ اشتعال المواجهات في شهر ديسمبر الفائت، شُرد نحو مليون سوري. ولا ينبغي أن يُنسينا الوباء الحالي أن أهلنا في اليمن يُعانون بالفعل، ومنذ ثلاثة أعوام، من تفشي وباء الملاريا الذي تجاوز عدد المصابين به نحو 116 ألفاً حتى أكتوبر الماضي". وقال الأمين العام: "إن هذه الأوضاع الإنسانية الخطيرة هي عرضٌ للمرض الأصلي وهو استمرار النزاعات. لقد آن للمدافع التي يقتل بها أبناء الوطن الواحد بعضهم البعض أن تسكت، خاصة وأن الوضع العالمي في مواجهة جائحة "كورونا" يجعل من استمرار مثل هذه النزاعات نوعاً من العبث". ودعا أبو الغيط كافة الأطراف إلى وقفة صادقة مع النفس، مطالباً بإيقاف القتال على كافة الجبهات العربية المشتعلة، مضيفاً أن الأزمة التي تواجه العالم ستضغط على جميع الموارد المتاحة، وستحتل مواجهة الجائحة الأولوية المطلقة بين برامج المساعدات، بما يُرتب معاناة أكبر على الجماعات التي تُعاني بالفعل من أزماتٍ إنسانية، واللاجئين والنازحين والفئات الأضعف.