رحبت ملايين الأسر بقرار رئيس الجمهورية بتعليق الدراسة في الجامعات والمدارس لمدة أسبوعين، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الحكومة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد. ورغم الترحيب بالقرار، إلا أنه أثار العديد من الأسئلة التى تتعلق بمصير المناهج الدراسية فى التيرم الثانى الذى سيكون قصيرا للغاية، إضافة الى موعد الامتحانات وكيفية أداء الطلاب لتلك الامتحانات. وأكد خبراء التعليم أن هناك بدائل عديدة لطرق التدريس يمكن بها تخطى عقبة الإجازة الإجبارية التى فرضتها إجراءات الوقاية من فيروس كورونا. قال الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ العلوم التربوية بكلية التربية جامعة عين شمس، والخبير التربوي، إن التعليم الجامعي يتم منذ أعوام كثيرة عن بُعد، لطلبة الدراسات العليا، لافتًا إلى وجود العديد من الدروس والمناهج والكورسات على الإنترنت، ولكن الطلبة كانوا قليلي التفاعل والدراسة من على صفحات الإنترنت. وأوضح «عبد الحميد»، أنه لا توجد مشكلة على الطلبة من ناحية المناهج الدراسية وكيفية دراستها، لافتًا إلى أنه لم تظهر بعد ملامح آليات تنفيذ الامتحانات للطلبة، لأنها المرة الأولى على الإطلاق لطلبة الجامعات التى يحدث فيها تأجيل الدراسة لمدة «15 يوما» عقب إجازة نصف العام. ولفت إلى أن الدراسة في مصر منذ أكثر من 40 عاما في سنة 1980، كانت عن طريق التليفزيون في القناة الثانية، وكان هناك برنامج لتأهيل المعلمين، غير الحاصلين على الشهادات العليا وبكالوريوس التربية، فكانت هناك شهادة معادلة يدرسونها أثناء عملهم عن طريق شرح المحاضرات عبر برامج تبثها القناة الثانية بالتليفزيون المصرى، ويتم لقاؤهم كل أسبوعين مرة واحدة، لعرض أسئلتهم ومناقشتهم المختلفة على الدروس والمحاضرات المشروحة، وفي النهاية يتم تحديد موعد الامتحان للطلاب. واختتم الخبير التربوي، أن الأسرة المصرية والطلاب الجامعيين متخوفون من هذه الخطوة، مؤكدًا أنها ليست مشكلة، بل هي مجرد تطوير والسير على طريق التكنولوجيا. وأكد خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المهندس حسام صالح، أن شبكات الإنترنت في مصر، ستستوعب جميع الطلاب المتواجدين بالجامعات، والذين سيقومون بأداء الامتحانات عن طريق الإنترنت. وأوضح أنه تم إنشاء شبكة الجامعات المصرية عام 1987 بمقرها الرئيسي بمبنى المجلس الأعلى للجامعات بجامعة القاهرة، بهدف ربط الجامعات المصرية بعضها ببعض بحيث يمكنهم المشاركة فى الموارد المختلفة المتاحة لدى كل جامعة، ومن ثم أصبحت شبكة الجامعات هى أول شبكة محلية وقومية للجامعات المصرية. وأضاف «صالح»، أن شبكات الإنترنت بمصر لا تحتاج إلى دعم لاستيعاب الطلاب المصريين، بل إنها تتميز بكفاءة وقدرة عالية، لافتًا إلى أن الطلاب الدارسين يمكنهم أداء الامتحانات عن طريق الشبكات الداخلية المتواجدة بمصر، لذا لن يكون هناك استهلاك للإنترنت، مؤكدًا أن الشبكات الداخلية لا تعتمد على شبكات الإنترنت أو المحمول، وبالتالي سنضمن أن يكون الأداء نفسه في جميع الجامعات، لافتًا إلى أن وزارة التعليم العالي، تتعاون مع وزارة الاتصالات لإتمام هذا الأمر بشكل احترافي بمتابعة من رئيس الجمهورية، وبالتالي لا يمكن القلق بشأن الشبكات في ظل هذا العمل الجماعي المؤسسي.