زفرات ودموع وابتسامات ونسوة وشباب يلتفون حول مقام الحسين، أنات وصرخات مكبوتة تفيض بالشكوى وتبتهل إلى الله متوسلين بصاحب الفرح مولانا الامام الحسين. شي لله يا حسين ... مجموعة من البسطاء "المجاذيب "بلغة أهل التصوف يصيحون بأصواتهم العالية بحالة من الوجد شي لله يا حسين بعضهم يمسك الأرغفة فى يديه والآخر فى انتظار" نفحته" فهو مولد للتراحم والتواصل حول مسجد الامام الحسين بالقاهرة الفاطمية انتشرت الزينات والانوار احتفاءً واحتفالاً بذكرى ميلاده التى يحتفل بها ما يقرب من 4 ملايين متصوف ومحب لآل بيت المصطفى من كل عام فى الثلاثاء الأخير من شهر ربيع الثانى . فرضت الثورة حضورها بقوة على المولد هذا العام فقلت الذبائح وخفت عدد المترددين على المولد بشكل لم يسبق له مثيل فى تاريخ الاحتفال به ، حتى أحاديث البسطاء لم تخل من الحديث عن الثورة بل وأكد البعض أنه شاهد بنفسه الأولياء يقودون لواء المتظاهرين !!! حتى المنشدين لم تخل قصائدهم من ذكرى الشهداء والتغيير وحال البلد وانتفاضة الشعب المصرى. ورغم قلة تواجد أفراد الامن من وزارة الداخلية مقارنة بالسنوات الماضية إلا أن المولد خلى من مظاهر الشغب أو السرقة ، الأمر الذى فسره أحد زائرى المقام بأن الصوفية يحبون بعضهم البعض ولا خوف عليهم من بعض. اما المسجد فازدحم عن آخره بالاحباب الذين يفدون كل عام لسماع المنشدين والاقتراب من رحاب الامام الحسين. ولم تخل السرادقات فى الحوارى الجانبية من مسجد الحسين من المتصوفة الذين افترشوا الطرقات أمام هذه السرادقات فى رحلتهم السنوية وكأنها تلبية لنداء الحج بالطواف حول المشهد الحسينى. أحد المجاذيب أو الدراويش المتيمين حبا بآل البيت وقف يداعب شيخا ُ طاعنا فى السن يطلب منه النفحة المعتادة. وآخر يقف تحت صورة للأمام الشعراوى ويخاطبه طالبا منه أن يرحمهم من مشايخ التلفاز ، وثالث منهمك فى استجداء صاحب أحد الخدمات طالبا منه العشاء الذى تأخر والاول يبتسم له قائلا الصبر يا سيدنا وهذا لا يعنيه من قدوم المولد سوى سماع الشيخ ياسين التهامى ويقسم أنه لا يفوت ليلة للشيخ سواء فى الاسكندرية أو فى أسوان. المولد حلم البسطاء فى عشوة وكباية شاى ولقيا الأحبة من العام للعام ,, ببساطة مولد الامام الحسين كرنفال تشاهد فيه كل شيء ولكن صعب على من لم يكن متصوفا ً أو درويشاً بالمعنى الموالدى أن يفهم أو يعي كنهه.