ذكرت صحيفة "وورلد تريبيون"الأمريكية اليوم أن الاستراتيجيات والسياسات التي يعتمدها قادة إيران حاليا لم تتغير عن العام الماضي وهى تعتمد بشكل أساسي على تقويض النفوذ الامريكي في منطقة الشرق الاوسط وإقصاء الولاياتالمتحدة من تلك البقعة في العالم لحل محلها . وأضافت الصحيفة -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- أن الاستراتيجية الإيرانية العظمى تعتمد على هدفين رئيسيين، يتمثل الاول في كبح طموحات الولاياتالمتحدة الرامية لتعزيز نفوذها داخل المنطقة،والثاني هو تطوير وتعزيز قدرات إيران المحلية. ورأت أن ما يتضح من التحركات الإيرانية على الصعيدين:الداخلي والخارجي،أن طهران تسعى في المقام الأول إلى ردع التهديدات والضغوط التي يمارسها الغرب ضدها،وتعزيز قدراتها من أجل السيطرة على الجهات الإقليمية الفاعلة والحد من نفوذ واشنطن. وأشارت الصحيفة إلى أن النظام الإيراني أقتنع بأن مواجهة الولاياتالمتحدة سيعزز مكانة طهران السياسية، كما إن اللعب على ورقة الوحدة الإسلامية العالمية وتشجيع الآخرين على رؤية الثورة الإيرانية التي اندلعت عام 1979 كعامل محفز لانتشار المصالح الإسلامية في جميع أنحاء العالم قد تكون ورقة رابحة. واستدلت الصحيفة في هذا الطرح على محاولات إيران لاستخدام أحداث الربيع العربي كوسيلة لدعم الجماعات الإسلامية المعارضة للتوسع الأمريكي في المنطقة. وتابعت الصحيفة تقول:أن إيران أصبح لها دورا بارزا في عدة دول عربية كان لواشنطن نفوذا قويا عليها-ففي العراق -على سبيل المثال-أصبح النظام الإيراني على اتصال وثيق مع القادة العراقيين،وقامت طهران بتدعيم بشكل مباشر الميليشيات الشيعية والعناصر المتشددة في العراق ووفرت لهم الأسلحة والمال والتوجيه الاستراتيجي من خلال الحرس الثوري الإيراني. وألمحت الصحيفة إلى أن طهران تسعى للحصول على موطئ قدم لها بين عوام الناس في العراق من خلال توفير المساعدات الإنسانية والاقتصادية والثقافية. وأردفت تقول إن محاولات إيران في بسط نفوذها في أفغانستان لا تختلف كثيرا عن العراق،حيث تطوع طهران طرق متعددة الأوجه لاكتساب النفوذ في كابول،وذلك عن طريق تقديم المساعدة للحكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي،بالرغم من الدعم الذي تقدمه للجماعات المتمردة المختلفة هناك بهدف إضعاف نفوذ الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) هناك.