زكي رستم وأحد من أهم عمالقة السينما المصرية، عٌرف بقوة شخصيته وجديته في أدواره الفنية ولم يكن يخطر في باله يوماً أن يكون من أهم رواد الفن المصري الذين تركوا بصمة كبيرة في فن التمثيل تزداد قيمتها بمرور الزمن. تميز رستم بأداء الأدوار الهامة في تاريخ السينما، حيث اعتبره العديد من النقاد العالميين أحد أكثر الفنانين موهبًة في الشرق والعالم، ورائداً لمدرسة الاندماج في الأداء لإجادته اللافتة في كل أدواره سواء أكان شريراً، أو طيباً، أو أباً مكافحاً، أو باشا وشخصية أرستقراطية، أو فتوة، أو لصاً حتى أكد النقاد بأنه أفضل ممثل في تاريخ الفن المصري. امتلك باشا السينما المصرية عدد كبير من الإيفهيات التي اعتبرت ضمن أشهر الإيفيهات في تاريخ الفن المصري منها: روح يا شيخ إلهي يعمر بيتك، و دقيقة واحدة يانوال تحدد مصير أمم، وعرضت عليه شركة كولومبيا بطولة فيلم عالمي بعد إعجابهم بتمثيله وبفضل إتقانه الإنجليزية إتقان تام، لكنه رفض بشدة بسبب أن هذا العمل كان به رسائل تعادي العرب. وكانت البداية حين التقى رستم مصادفة مع عبدالوارث عسر الذي أعجب بموهبته وضمه لفرقة مسرحية للهواة، وبعد وفاة والده تمرد على تقاليد أسرته، وانضم لفرقة جورج أبيض العام 1924، وبعد عام انتقل لفرقة رمسيس مع أحمد علام، ثم عمل في الفرقة القومية»التي كان يرأسها خليل مطران وظل فيها عشرة أعوام. شارك الفنان القدير بالتمثيل في 45 مسرحية، منها كرسي الاعتراف ومجنون ليلى والوطن ومصرع كليوباترا وتحت سماء إسبانيا والشيطانة واليتيمة. بدأت علاقته بالسينما العربية في سنواتها الأولى، حين اختاره المخرج محمد كريم العام 1930 ليشارك في بطولة الفيلم الصامت زينب أمام بهيجة حافظ وإنتاج يوسف وهبي، ثم اختاره ليشارك في أول أفلام محمد عبدالوهاب الوردة البيضاء 1933. وتوالت أفلام رستم بعد ذلك وبلغت 240 فيلماً، ولكن المشهور منها والموجود في المكتبة السينمائية 55 فيلماً، وقدم الأدوار الشريرة وبرع فيها حتى كرهه الناس وظنوا أنه شرير بالفعل، ولكنه قدم كذلك الأدوار الخفيفة التي تميز فيها برقة القلب، مثل دوره في فيلم ياسمين1950، والموظف الفقير المحب لأولاده في أنا وبنات، وخولي الوسية القاسي الذي تتغلب عليه طيبته في الحرام، والأب الضرير في امرأة في الطريق. تعرض زكي رستم في حياته الشخصية للعديد من المواقف الصعبة التي جعلت من حياته مملوءة بالدراما، حيث انتحرت حبيبته خوفًا من رفض أسرتها زواجها منه لأنه مشخصاتى، فأغلق هو صفحة الزواج من حياته بعدها وقضى حياته بأكملها أعزب. وعانى رستم في سنواته الفنية الأخيرة من ضعف السمع، ثم اعتزل التمثيل نهائياً عام 1968م وابتعد عن السينما بعد أن فقد حاسة السمع تدريجياً. ولد محمد زكي محرم محمود رستم في 5 مارس عام 1903، بحي الحلمية بالقاهرة لعائلة أرستقراطية راقية وكان والده وجده من باشوات مصر فنشأ فى قصر يملكه جدّه اللواء محمود باشا رستم أحد رجال الجيش المصري البارزين، وكان والده "محمود بك رستم" من كبار ملاك الأراضي الزراعية ومن أعضاء الحزب الوطنى وصديقًا شخصيا لمصطفى كامل. وفي يوم 15 فبراير عام 1972م أُصيب زكي رستم بأزمة قلبية حادة نقل علي أثرها الي مستشفي دار الشفاء حتى وفاته دون أن يشعر به أحد ولم يمشِ في جنازته أحد.