أيام ترحل وماضٍ يبتعد. . وتظل الذكريات قصصًا صامتة. . وأحداثًا تنطوى. . وحوادث تمضى. . إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول. . ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى. . وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم. الزمان - 2016 المكان - دار السلام بسوهاج الواقعة - خطف وقتل (إعدام ريا وسكينة) العميد أحمد شوقى، رئيس فرع بحث جنوبسوهاج، يحكى لنا جريمة وقعت أحداثها منذ حوالى أربع سنوات، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راح ضحيتها ثلاثة أطفال فى عمر الزهور على يد سيدة لا تنجب ذكوراً، بتحريض من حماتها، فقامت باستدراجهم وقتلهم وإشعال النيران فى جثثهم، وشاءت إرادة الله تعالى أن تكشف خيوط تلك الجريمة البشعة، وتنال المجرمتان عقابهما على أيدى العدالة، ولقد توافقت هذه الواقعة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل (إن ربك لبالمرصاد). يقول العميد أحمد شوقى : فى شهر أكتوبر من عام 2016 م، عندما كنت أعمل وكيلاً لفرع البحث الجنائى بقطاع شرق سوهاج، تلقينا ثلاثة بلاغات من أهالى قرية الدنافقة التابعة لمركز دار السلام باختفاء الطفل يوسف أحمد، 5 سنوات، والطفل محمد عبدالله، 4 سنوات، والطفلة حنين السيد 5 سنوات، ثم قام أهالى القرية بقطع الطريق السريع القاهرة – أسوان، بعدما ترددت إشاعة قوية بوجود عصابة لخطف الأطفال، فانتقلنا إلى موقع الأحداث برفقة اللواء عمر عبدالعال مدير الأمن -آنذاك- والقيادات الأمنية بسوهاج، وقمنا بتهدئة الأهالى وفتح الطريق السريع وبدأنا بالتحقيق فى الواقعة. بدأ فريق البحث الجنائى الذى تم تشكيله برئاسة اللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج - آنذاك - فى العمل ليل نهار للوصول للحقيقة وسرعة كشف غموض اختفاء الأطفال الثلاثة، وكانت المهمة شاقة لعدم العثور على أى شىء من متعلقات الأطفال أو جثثهم، كما أن أهالى الأطفال المختفين لم يتهموا أحداً بارتكاب واقعة الخطف، ما جعل عملية البحث معقدة للغاية، واستمر العمل لأسبوعين متتاليين، وكادت القضية تقيد ضد مجهول لولا عناية الله التى شاءت أن تكشف غموض تلك الجريمة البشعة وينال المجرم عقابه على أيدى العدالة. فقد أبلغنا أحد مصادرنا السرية بأن سيدة تدعى حنان، 33 سنة، ربة منزل مقيمة بالمنطقة كانت تعيش فى حالة نفسية سيئة بسبب عدم إنجابها أولاداً ذكوراً، وأن حماتها كانت تعايرها بذلك، ونظرا لمحاولة الوصول لأى معلومة تساعد فى حل غموض الواقعة قمنا بالقبض عليها ومحاولة التوصل لأى خيط يكشف تلك الجريمة البشعة، وبتضييق الخناق عليها انهارت واعترفت بأنها من وراء خطف الأطفال الثلاثة وقتلهم وإحراقهم داخل الفرن البلدى على سطح منزلها بتحريض من حماتها التى شاركتها فى التخلص من جثث المجنى عليهم. ألقينا القبض على الحماة المحرضة واصطحبناها مع زوجة ابنها إلى المنزل، فأرشدتا عن مكان الفرن وقمنا باستخراج رفات الأطفال، وقامت المتهمتان بتمثيل الجريمة أمام النيابة العامة، فأمرت بحبسهما على ذمة التحقيق وأحالتهما محبوستين إلى محكمة جنايات سوهاج، فعاقبتهما بإجماع الآراء وموافقة فضيلة مفتى الجمهورية بالإعدام شنقاً.