أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم. الزمان: 2016. المكان: دار السلام بسوهاج. الواقعة: خطف وقتل. «سفاحة سوهاج» اللواء حسن محمود نائب مدير أمن سوهاج، يحكى لنا جريمة وقعت أحداثها منذ حوالى عامين، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راح ضحيتها ثلاثة أطفال فى عمر الزهور على يد سيدة لا تنجب ذكوراً، عندما نشبت بها نار الغيرة فقامت باستدراجهم وقتلهم وإشعال النيران فى جثثهم، وشاءت إرادة الله تعالى أن تكشف خيوط تلك الجريمة البشعة، وتنال المجرمة عقابها على أيدى العدالة، ولقد توافقت هذه الواقعة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد». يقول اللواء حسن محمود: فى شهر أكتوبر من عام 2016م، تلقينا ثلاثة بلاغات من أهالى قرية الدنافقة التابعة لمركز دار السلام باختفاء الطفل يوسف أحمد 5 سنوات والطفل محمد عبدالله 4 سنوات والطفلة حنين السيد 5 سنوات، ثم قام أهالى القرية بقطع الطريق السريع القاهرة- أسوان، بعدما ترددت إشاعة قوية بوجود عصابة لخطف الأطفال، فانتقلنا إلى موقع الأحداث برفقة اللواء عمر عبدالعال مدير الأمن والقيادات الأمنية بسوهاج، وقمنا بتهدئة الأهالى وفتح الطريق السريع وبدأنا بالتحقيق فى الواقعة. بدأ فريق البحث الجنائى الذى تم تشكيله برئاسة اللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج فى العمل ليل نهار للوصول للحقيقة وسرعة كشف غموض اختفاء الأطفال الثلاثة، وكانت المهمة شاقة لعدم العثور على أى شيء من متعلقات الأطفال أو جثثهم، كما أن أهلية الأطفال المختفيين لم يتهموا أحداً بارتكاب واقعة الخطف، ما جعل عملية البحث معقدة للغاية، واستمر العمل لأسبوعين متتاليين، وكادت القضية أن تقيد ضد مجهول لولا عناية الله التى شاءت أن تكشف غموض تلك الجريمة البشعة وينال المجرم عقابه على أيدى العدالة. فقد أبلغنا أحد مصادرنا السرية بأن سيدة تدعى حنان 33 سنة ربة ومنزل مقيمة بالمنطقة كانت تعيش فى حالة نفسية سيئة بسبب عدم إنجابها أولاداً ذكوراً وأن حماتها كانت تعايرها بذلك، ونظراً لمحاولة الوصول لأى معلومة تساعد فى حل غموض الواقعة قمنا بالقبض عليها ومحاولة التوصل لأى خيط يكشف تلك الجريمة البشعة، وبتضييق الخناق عليها انهارت واعترفت بأنها من وراء خطف الأطفال الثلاثة وقتلهم وإحراقهم داخل الفرن البلدى على سطح منزلها. أصطحبناها إلى المنزل فأرشدت عن مكان الفرن وقمنا باستخراج رفات الأطفال، وقامت بتمثيل الجريمة أمام النيابة العامة فأمرت بحبسها على ذمة التحقيق وإحالتها محبوسة إلى محكمة جنايات سوهاج، فعاقبتها بإجماع الآراء وموافقة فضيلة مفتى الجمهورية بالإعدام شنقاً.