مستشفيات سوهاج تعانى.. والوحدات الصحية خارج نطاق الخدمة تعانى المستشفيات العامة والمركزية والوحدات الصحية بسوهاج من حالات التردى فى كافة الخدمات التى تقدمها للمواطنين وبات ملف الصحة هو الملف الملغوم، الذى يسجل العجز الصارخ فى الأطباء والأدوية والأمصال والأجهزة الطبية فى ظل وجود المستشفيات الحكومية المنتشرة بمراكز المحافظة لا تقدم أى خدمة طبية للمرضى والوحدات الصحية بالقرى معظمها مغلقة تعانى عجزاً صارخاً من الأطباء والمستلزمات الطبية بكافه أنواعها بالإضافة إلى عدم النظافة التى باتت عنواناً للقطاع الطبى الحكومى. ونظراً لخروج المحافظة من قطاع المناطق النائية أدى الى عجز فى تعيينات الأطباء وكذلك سنة الفراغ فى الثانوية العامة تسببت أيضاً فى عدم وجود خريجين وتوجه الأطباء للنيابات والماجستير بالإضافة الى سفر الكثير من الاطباء للخارج والإجازات أثر على عدد الأطباء بالمستشفيات مما أدى إلى عجز صارخ فى الأطباء بالمستشفيات والوحدات الصحية. وتسبب قرار وزير الصحة الاسبق إسماعيل سلام، وزير صاحب النهضة المعمارية لوزارة الصحة على حساب النهوض بالصحة البشرية لأنه وجه بإنشاء صروح طبية مناظرة للصروح الطبية بالدول الأوربية كما قام بتحويل الوحدات الصحية الى وحدات طب أسرة ما سبب معاناة شديدة للأهالى فاليوم حسب الإحصائية هناك طبيب لكل ثلاث وحدات صحية لذلك تحاول مديرية الصحة والسكان بسوهاج الاستعانة بالإخصائيين ومساعديهم فى سد العجز لحين التكليفات الجديدة. وكانت فكرة الدكتور سلام للنهوض بالصحة تعتمد على ثلاث مستويات المستوى الأول الوحدات الصحية فكل أربع وحدات صحية يخدم عليها مستوى أعلى هو المستوى الثانى بمستشفيات المركز والذى يمكن التحويل منها عند العمليات الكبيرة الى المستوى الثالث وتعنى المستشفيات العامة أو الجامعية بالمحافظة ولكن الفكرة لم تكتمل لتغيير الوزير وتغيير توجه الدولة . وما زاد الطين بلة معاناة المستشفيات بالمحافظة من نظام المركزية فى توفير وشراء احتياجاتنا من المستلزمات الطبية والأدوية والأجهزة الطبية وكان الأفضل العودة لنظام اللامركزية حتى تستطيع كل مستشفى توفير وشراء ما تحتاجه لان كل مستشفى له متطلبات خاصة وهناك عجز واضح بالموازنة العامة للمستشفيات وميزانية أى مستشفى لا تكفى توفير احتياجاتها لمدة ثلاثة شهور . وقال مدير أحد المستشفيات إن الدولة والقطاع الصحى لا يحتاج الى مبان جديدة، فإنفاق الموازنة على الإنشاءات إهدار لأموال الدولة لأن المطلوب والأهم من تلك الإنشاءات الجديدة إعادة تشغيل المستشفيات الموجودة على أرض الواقع بجميع الأجهزة والأقسام. فالكثير من مستشفيات سوهاج منها ما هو قديم، ومنها ما هو متهالك، ومنها ما هو تحت الإحلال والتجديد . وقال مدير مستشفى آخر إذا أردنا النهوض بالقطاع الطبى لا بد من إعداد برنامج تدريبى للأطباء وفرق التمريض فلا يمكن أن تنهض مصر فى كل القطاعات سوى بالتدريب ولابد أن يكون التدريب المناسب لطبيعة العمل فسوهاج تحتاج إنشاء فرع تابع للمعهد القومى للتدريب على مستوى الصعيد يعطى تدريباً معتمداً بشهادة معتمدة. وأضاف أن شكوى الأهالى الدائمة من قصور فى منظومة الإسعاف وتأخرها فى نقل المرضى ولكن سبب ذلك تحولها الى هيئة خارج منظومة الصحة فلابد من التنسيق مع المستشفيات المحول اليها . وقال أنور بهادر، رئيس لجنة الوفد بسوهاج وعضو الهيئة العليا، لدينا كارثة كبرى بكافة نواحى المحافظة وهى عدم تواجد الإسعاف داخل المستشفيات وتأخرها عند الطلب لمدة ساعتين على الأقل ما يعرض حياة الحالة المحولة لأى مستشفى للخطر وقد خاطبنا المسئولين كثيراً لإيجاد حلول لهذه المشكلة دون جدوى. تعطيل الأجهزة الطبية بالمستشفيات الحكومية لصالح المراكز الخاصة سادت حالة من الاستياء الشديد بين أهالى محافظة البحيرة، نتيجة لسوء حالة المستشفيات المركزية التى أصبحت لا فائدة منها، وإجبار المرضى على شراء الأدوية من الصيدليات الخارجية وكذا الأعطال الدائمة والمتعمدة لأجهزة المناظير والأشعة لإجبار المرضى على اللجوء إلى المراكز الطبية والمستشفيات الخاصة التى يملكها بعض الأطباء وتستنزف أموال المرضى الغلابة الذين أصبحوا فريسة للأمراض المختلفة التى تفتك بأجسادهم الضعيفة لعدم قدرتهم على العلاج. وفى أبوالمطامير قال شعبان عزوز، مزارع: إنه مصاب بالفشل الكلوى ويضطر للغسيل فى مستشفى أبوالمطامير المركزى ويذوق الأمرين أثناء الغسيل نتيجة الأعطال المستمرة للماكينات ويستمر لساعات طويلة بسبب توقف ماكينات الغسيل، الأمر الذى يصيبه بإرهاق شديد. وطالب «عزوز» بإحضار ماكينات غسيل كلوى جديدة رحمة بالمرضى بدلا من الماكينات القديمة التى عفا عليها الزمن. وفى سياق متصل، قالت سامية رجب، ربة منزل: ابنتى الصغيرة مصابة بمرض فى التنفس وتحتاج بشكل دائم إلى جلسات أكسجين لإنقاذ حياة ابنتى وعندما تصيبها الأزمة خاصة فى ساعات الليل المتأخرة وأسرع بها إلى استقبال المستشفى للحصول على جلسة أكسجين، وأنتظر حتى ينزل الطبيب من الإستراحة الخاصة به لتوقيع الكشف على ابنتى وحصولها على الجلسة، وكلما تأخر الطبيب فى الحضور، عانت ابنتى من الأزمة وتتعرض للموت أمام عينى مرات عديدة، ولا أملك حينها سوى الصراخ وأنا أرى ابنتى تتألم بشدة وتكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة. وأضاف على صبحى، مزارع، أصبت منذ عدة سنوات بدوالى فى المريء وأحتاج بشكل منتظم لإجراء عمليات مناظير لمتابعه الحالة أولا بأول وعندما اتوجه إلى المستشفى يكون الرد أن المناظير معطلة وفى الصيانة، ولا أجد أمامى سوى التوجه إلى المراكز الطبية الخاصة لإجراء عمليات المنظار وأضطر إلى سداد مبالغ كبيرة رسوم العملية تفوق طاقتى، حيث إننى أعمل مزارعا باليومية وأقوم بالاستدانة من الأقارب والجيران، ويضيف قائلا: فى النهاية علمت أن أجهزة المناظير يتم تعطيلها بشكل متعمد حتى يضطر المرضى للذهاب إلى المراكز الطبية الخاصة التى يملكها الأطباء، مشيرا إلى الطب تحول إلى سبوبة واستنزاف جيوب المرضى الفقراء. «الصحة» ترفض استلام وحدة صحية فى فرشوط منذ ما يقرب من أكثر من 8 سنوات مضت، شرعت محافظة قنا بأجهزتها المعنية، ببناء مبنى مكون من ثلاثة طوابق، على قطعة أرض فضاء لتكون بمثابة الوحدة الصحية لنجع مبارك التابع لقرية كوم البيجا بمركز فرشوط بمحافظة قنا. أهالى القرية بدورهم ذكروا أن المحافظة، منذ ثمانى سنوات قامت ببناء هذا المبنى وأعلنت حينها، أنه سيكون مبنى لوحدة صحة بالقرية، ليفاجأ الأهالى بعدما تم الانتهاء من المبنى وتشطيبه، أن مديرية الصحة لا تعلم عنه شيئاً، ورفضت استلامه، على حد تعبير المواطنين من أهالى القرية وسكانها. يقول خالد تركى، أحد سكان قرية نجع مبارك، إن وزارة الصحة قامت بإيفاد لجنة منذ عدة سنوات، لمعاينة المبنى بعد شكاوى تقدم بها أهالى النجع، أوضحت خلالها أن المبنى غير تابع لها، بل إنه غير مدرج ضمن أعمالها ولا تعلم عنه شيئاً. وأضاف تركى أن المبنى لم يتم استغلاله فى أى شىء حتى الآن، بالرغم من احتياج القرية للعديد من الهيئات والمكاتب الخدمية والحكومية، فضلاً عن عدم وجود وحدة صحية بداخل القرية حتى الآن، وهو ما يطرح أسئلة عدة عن أسباب هذا الإهمال والتهميش، الذى وصل إلى حد أن هناك مبنى تم إنشاؤه ولم يتم استغلاله حتى الآن. وتابع تركى حديثه ل«الوفد» أن المحافظة بأجهزتها المعنية، قد قامت منذ قرابة ال8 سنوات باستغلال قطعة أرض فضاء، قالت حينها إنها تشرع فى بناء وحدة صحية، وبعد اكتمال المبنى لم يتم افتتاحه، بل فوجئنا أن مديرية الصحة لا تعلم عن هذا المبنى شيئاً. كما ذكر سيد عوض، أن رئيس مجلس مدينة ومركز فرشوط، ينوى تحويل المبنى إلى مكتبة عامة، وهو ما أثار غضب وحفيظة الأهالى، بعد علمهم بناء على الإشارة الواردة من صندوق مكتبات مصر العامة، والتى ذكرت فيها عدم امتناعها من تحويل المبنى وضمه إليها ليصبح مكتبة عامة، موضحين أن القرية لا توجد بها مدرسة حتى الآن، أو حتى وحدة شئون اجتماعية، وهو ما يستوجب فرضية استبعاد تحويل المبنى لمكتبة عامة. مطالباً بضرورة استغلال المبنى الاستغلال الأنسب لاحتياجات ومتطلبات اهالى القرية فى الوقت الحالي، مضيفاً أن نجع مبارك فى أمس الحاجة حالياً لوحدة شئون اجتماعية، تخدم السكان، كما أن النجع يفتقد لوجود وحدة صحية بداخله حالياً، مطالباً بتحويل المبنى لوحدة صحية، لكى تؤدى دورها فى تقديم خدمة طبية للمواطنين. كما أوضح حمادة محمود من أهالى نجع مبارك، أن المبنى أصبح مأوى للأشباح والكلاب الضالة والقوارض والحشرات السامة، مضيفاً أن وجود مبنى مكون من ثلاثة طوابق خاوٍ على عروشه يعد أمراً غير مقبول. وطالب سيد أحمد عباس، من سكان القرية، المسئولين وعلى رأسهم اللواء أشرف غريب محافظ قنا، بضرورة فتح هذا الملف بشكل عاجل وفورى، لمعرفة أبعاد وجوانب تلك المشكلة، ومن المتسبب فى بناء هذا المبنى وتركه، طيلة تلك المدة.