"لم أكن يوما معارضا لمبارك، وإنما عارضت سياسته التى تنتهك حقوق الإنسان، وبناء عليه فإننى خلقت معارضا لكل من يحاول أن ينتزع من الإنسان جزءا من حقه في كونه إنسانا"، عبارات قالها الناشط الحقوقى نجاد البرعى، رئيس المجموعة القانونية الاستشارية، ل"بوابة الوفد الإلكترونية"، موجها كلمات نارية للمسئولين الذين تناسوا أنهم رعاة للمواطنين ويعيشون "عيشة الملوك" في ظل مجتمع لا يجد فيه المواطن لقمة العيش. وإلى نص الحوار.. ما تقييمك لخطة المائة يوم الخاصة بالرئيس؟ أرى أن المائة يوم غير كافية للحكم على رئيس، كما أنها لا تكفى تحقيق نجاحات في خمسة قضايا هامة، ود. محمد مرسى أخطأ حين أسرف في الوعود أثناء ترشحه للرئاسة. ولكن كان خطؤه الأكبر عندما وقف أمام الشعب في الاستاد يوم ذكرى حرب أكتوبر يتحدث عن إنجازاته ونجاحه في خطة المائة يوما، فحالة الأمن ازدادت سوءا وما قاله الرئيس من نسب نجاح كذب يحاسبه عليه الله. ولكن الشعب المصرى اعتاد دائما على النسيان وألا يأخذوا وعود المسئولين بجدية وسنأخذ وقتا طويلا حتى يبدأ المصريون في محاسبة المسئولين بشكل فعال. هل استرد المواطن المصرى جزءا من كرامته في عهد مرسى؟ بالطبع هناك استرداد لجزء كبير من كرامته وحقوقه، ولكن الفضل يعود إلى الشعب الذى أصبح أكثر وعيا بعد ثورة يناير، وأصبح أجرأ وله رؤية واضحة، لكنى أخشى على حقوق الإنسان فهناك اتجاه لتقييدها من تكتيف الصحف وتقليص حقوق المرأة. كيف ترى الوضع السياسى في مصر؟ نحن نعانى من مشكلة سياسية حقيقية تكمن في هيمنة فصيل واحد على الحكم وضعف من المعارضة وهذا هو ما يحيل الأشخاص إلى فراعنة عندما لا يجدوا معارضة. ونحن في حال أسوأ من عصر مبارك الذى اعتمد على قوتين متعارضتين وهما جماعة الإخوان والحزب الوطنى وهو ما أحدث الموازنة، إلا أنه بعد انهيار الوطنى لم يكن هناك سوى الإخوان فأصبح الحزب الغالب، وهذا يجعلنا فى جو مثالى لخلق ديكتاتور. كيف ترى القضاء المصرى؟ القضاء هو أكثر مؤسسة خلت جزئيا من الفساد مقارنة بباقى المؤسسات وهو الحصن الأخير للشعب وعليه تقبل أحكام القضاء، حتى يتم إصلاحه. ونحن نريد ثورة حقيقية في التشريعات القانونية، فأنا أتحدى أن يعرف أحد عدد التشريعات فهناك من يقول 19 ألفا وهناك من يراها 24 ألفا.. وعليه فإننى أدعو المستشار أحمد مكى لأن يقيم لجنة تضم الخبراء لدراسة التشريعات وتقييمها وتعديلها للأفضل. وللأسف نحن تقدمنا كثيرا بمثل هذا المقترح، وقدم غيرنا إلا أن مصر أصبحت مكينة تنتج مقترحات وتحكمها حكومة لا تسمع سوى نفسها. كيف ترى منظمات المجتمع المدنى؟ منظمات المجتمع المدنى في أسوأ حالاتها، فهى أسوأ مما كانت عليه في عصر مبارك، نظرا لما تتعرض له من محاولات تقييد واستهداف من قبل الحكومة، وعلى الأحزاب أن يدعموا المنظمات ويتعاونوا معها لحل مشكلات الشعب، فعلى حزب الوفد مثلا أن يتقرب من الشعب ويعرف مشكلاته ويحاول معالجتها. بعد الجدل الذى أُثير حول الجمعية التأسيسية.. ما رأيك في عملها؟ اختيار التأسيسية من البداية ليس موفقا، والسبب في ذلك المجلس العسكرى الذى أصر على توصيلنا إلى الوضع الذي نحن عليه الآن، فكان لا بد من الاتفاق على مبادئ معينة يقوم عليها الدستور. وفي رأيي أن يتم التعديل في مواد نظام الحكم بدستور 1971 والعمل به حتى تتفاعل القوى السياسية بجميع أطيافها. وفي حالة أن يتم الانتهاء من الدستور الحالى فسأطلب من الشعب عدم التصويت عليه برغم أننى أعلم جيدا أنهم سيصوتون لصالحه، إلا أننى على يقين أن القوانين الوضعية مهما كانت ظالمة فإنها ستتغير إذا تغيرت المعادلة السياسية في مصر. طالبت بتطبيق التجربة الجورجية.. ما أدوات تحقيق تلك التجربة؟ طالبت بتطبيق تلك التجربة في إصلاح الشرطة، لأن النتائج التى نحن عليها الآن متردية تماما مقارنة بما نتوقعه، ولتطبيق تلك التجربة على الحكومة أن تضع كاميرات في الشوارع لمنع تعدى الشرطة على الشعب والعكس وإعادة تأهيل الضباط ورفع رواتبهم وتحديث المعدات والتدريب. كيف يتحقق ذلك في ضوء عجز الميزانية؟ على الحكومة أن تحدد أولوياتها وأن تبذل جهودها في تحقيق قضيتين كالصحة والأمن وأن تعيد النظر في السيارات الفخمة التى توفرها للوزراء والمستشارين، فلماذا يركب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان سيارة "بى ام 515" وهو أكثر من يشعر بالشعب، ويمتلك الوزراء أربع سيارات والشعب لم يجد لقمة العيش.. فنحن للأسف في دولة فقيرة تتعامل وتنفق وكأننا أغنى بلاد العالم. ما مدى العداوة الواقعة بين نجاد البرعى والإخوان بعد أن بدأها الإخوان بالتعدى عليه أمام مجلس الدولة؟ علاقتى جيدة مع الإخوان وتجمعنى بهم علاقات حميمة بعصام العريان صديقى من الثمانينيات ومحمد طوسون من أقرب أصدقائى وعلى عبد الفتاح أخى وأسعد بهم جميعا، ولكنى أرى أن المعارضة واجب وطنى فالنظام الذى لا تولد له معارضة يتحول إلى ديكتاتور. وأنا لا أنتمى إلى أي حزب أو فصيل سياسى لأننى آثرت أن أعمل للدفاع عن حقوق الإنسان، ولا يهمنى سوى الإنسان بكونه إنسانا ولا أتعارض مع أحد سوى من ينتهك حقوق الإنسانية. ما موقفك تجاه توفيق عكاشة؟ تضامنت معه في قضية قناة الفراعين، كما تضامنت مع قناتى الرحمة والناس عندما قام وزير المخلوع بإغلاقهما فأنا مع حرية التعبير، فالكلمة لا يرد عليها سوى بكلمة، على الرغم من أن عكاشة سبنى بالاسم إلا أننى اعتبرتها تكفيرا لذنوبى. كتبت فى تغريدة لديك على تويتر أن المجتمع المصرى تراجع ثقافيا إلى ما قبل عصر محمد عبده.. كيف ترى هذا التراجع؟ نعم..فنحن نناقش اليوم أشياء ناقشها محمد عبده وقاسم أمين وكانوا قد انتهوا منها مثل زواج الأطفال وعمل المرأة وعلاقاتنا مع العالم والفصل بين الجنسين ففي عصر محمد عبده كان يجلس مع النساء. نحن تراجعنا فكريا في السبعينيات بسبب الوهابين الذين غزو الشعب المصرى بعد سافر المصريين إلى السعودية وكان السادات السبب في ذلك. ونحن بحاجة إلى عصر نهضة حقيقى ولكن ليس الآن وإنما عندما نصل إلى الانحطاط حتى تقوم النهضة بصورة طبيعية لأننا وقتها سنشعر باحتياجنا لها، وعلينا أن نعيد البعثات إلى أوروبا حتى نشعر بالفروق بيننا وبينهم ونحاول الوصول إلى مركز وسط البلاد المتقدمة. عارضك البعض في تصريحك بأن من ينكر دور مبارك في الحرب مزيف للتاريخ.. ما ردك على ذلك؟ أنا أؤمن بأن من يعمل مثقال ذرة شر يره ومن يعمل مثقال ذرة خير يره، ومبارك حقا هو آخر رجل ممن تواجدوا في الغرفة السرية في حرب أكتوبر وهو قائد ضربة جوية، ومن ينكر ذلك فهو يزيف التاريخ كما طمسنا من قبل دور عبد المنعم رياض وسعد الدين الشاذلى وقد نجعل من مرسى قائدا للضربة الجوية. وعن هجوم البعض فأنا لا يهمنى ماذا يقول الناس عنى وإنما كل ما يهمنى هو كيف أرى نفسى كل يوم وما مدى إرضائى عن نفسى ومن يوصفونى بالفلول فأنا أرحب بهم . أما عن مبارك فأنا لم أعارضه ولم تجمعنى به أي مصلحة ولكنى عارضت سياسته في انتهاك حقوق الإنسان وكما عارضت الرئيس الراحل محمد أنور السادات وكما سأعارض أي رئيسا ينتهك الحقوق، وأنا مع المواطن في كل الأحوال ولو حفظ الرئيس كرامة الشعب سنحمله فوق الأعناق. إذا انتخبت رئيسا لمصر.. ما أول قرار ستتخذه؟ أنا لا أحب أن أكون في وضع المسئولية لأننى لا أقدر عليها، وأشفق كثيرا على كل من يتولى سلطة لأنها عبء عليهم ولو يعلم الملوك ما في أيدينا من نعمة لقاتلونا عليها. ولكنى أنصح الرئيس أن يحدد موارد البلد ويقوم بإلغاء جميع مظاهر الترف الذى بلغ العنان في مصر وأن يستغنى عن العربيات المنفوق عليها من أموال الدولة ويركب سيارته الشخصية أو ينزل إلى صفوف الشعب، ثم عليه أن يحدد قضيتين يتوعد بتحسينهما خلال الأربع سنوات وأنا أرجح الصحة والأمن لأنهما أكثر ما يزعج المواطن المصري الفقير. ماذا تقول لكل من د. محمد مرسى؟ ربنا يعينه المجلس العسكرى؟ ربنا ينتقم منه الإخوان؟ أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما النشطاء الحقوقيين؟ غيروا استراتيجيتكم عما كانت وقت مبارك واهتموا بالحقوق والنقابات وحرية التعبير. المستشار حسام الغريانى؟ لا أستطيع.. لأنه يمثل قيمة بالنسبة لى، وما أسند إليه من مراكز أخذت من وهجه ولم تضف إليه. د. محمد البلتاجى؟ انس أنك كنت مسئول الطلبة وعليك أن تعرف أنك في وضع المسئولية الآن. شاهد الفيديوهات: بوابة الوفد تحاور نجاد البرعى: