وقفت الزوجة مذهولة فاقدة القدرة على النطق حزناً على كرامتها التى أهدرت على يد زوجها... الدموع تساقطت من عينها فوق وجنتيها كأنها حمم بركانية كادت أن تحرق وجهها.. حاولت التماسك لكن العجز كان حليفها بعد اكتشافها بأن زوجها وحبيب العمر ضرب بكل حب السنين وتضحياتها عرض الحائط وتزوج من فتاة عربية منساقاً وراء غرائزه وشهواته بعد أن سيطرت عليه امرأة لعوب. جلست الزوجة المطعونة فى حبها على كرسى صغير قريب من شرفة غرفتها تعيد رؤية شريط حياتها القصير. تذكرت كيف وقعت فى حب زميلها بالجامعة الشاب الوسيم الرقيق صاحب الكلام العذب والأسلوب الراقى. وقعت الجميلة فى حبه وهو أيضا شعر بشرارة الحب تمنيا ان يكونا أسرة صغيرة رسما الأحلام الوردية وبعد انتهائهما من الدراسة تقدم لطلب يدها من والدها والذى رفض بسبب إمكانيات الشاب الضعيفة. تذكرت الزوجة كيف حاربت من أجل أن تتم تلك الزيجة ثلاثة اعوام عاشتها الفتاة فى حزن وهم بسبب رفض أسرتها وفى نفس الوقت عمل الشاب ليل نهار وتمكن من تأجير شقة وتأثيثها لتكون عش الزوجية وفى النهاية وافق والد الفتاة أمام إصرار أبيه سعدت بخطبتها وأسرعا فى إعداد عش الزوجية وبالرغم من صغره، فإنها اعتبرته قصراً كبيراً بالحب التى ملأ قلبها وحبيبها. عام مر سريعاً على الخطوبة وتم عقد القران فى أحد المساجد الكبرى لتنتقل الفتاة منتصرة بحبها إلى بيت الزوجية مرت الايام الاولى على زواجهما شعرت خلالها بأنها تعيش حلماً جميلاً ترفض الاستيقاظ منه حتى اصيبت بوعكة صحية صغيرة لتكتشف أنها حامل. طارت من الفرح توجهت لعمل زوجها وانتظرت خروجه وأخبرته بخبر حملها. شعر الزوجان بأن الله يكافئهما على صبرهما وتمسكهما ببعضها الشهور. مضت شهور الحمل سريعة حتى جاء موعد الولادة. وقف الزوج أمام غرفة العمليات، منتظراً خروج ولى عهده يتلو بعض آيات القرآن متشبثاً بالأمل وبالفعل خرجت الزوجة بصحبة ابنها طار الزوج فرحاً. تصورت الزوجة أن سفينة حياتها راسخة لن تهتز من أى رياح عاتية مرت الاعوام والزوجان المتحابان يتغلبان على كل خلافات زوجية عابرة حتى لا يصاب الحب بالفتور. لكن فجأة تبدل الحال تماماً ولاحظت الزوجة تغيب الزوج كثيراً عن البيت بدأ الشك يتسلل إلى قلبها بسبب تغير زوجها المفاجئ ويوماً بعد يوم تطور الأمر إلى الأسوأ بعد أن دب الفتور الشديد فى علاقتهما ببعض وبحاسة الزوجة التى ترى بها الخبايا شعرت بأن هناك طارئاً على علاقتها بزوجها، متمثلاً فى وجود امرأة أخرى فى حياته. قررت مراقبته كى تكتشف تبدل أحوال قلبها يتمنى أن تكون مخطئة فى حق زوجها وعقلها يصر على معرفه الحقيقة، لكن دائما الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن فقد رأت زوجها مع فتاة ويدخل بها إلى أحد المراكب السياحية الكبيرة ممسكاً بيدها بقوة ويده الأخرى ملتفة حول جسدها شعرت الزوجة بصدمة شديدة وبدوار يكاد يعصف بها وتمنت أن تكون فى كابوس مفزع سوف تستيقظ منه سريعا لكن سرعان ما اكتشفت أنها تعيش حقيقة مريرة، وواقعاً قاسياً على قلبها. غلى الدم فى عروقها قفز لمخيلتها أطفالها الثلاثة ثمرة تلك الزيجة التى حاربت بكافة الطرق لإتمامها وتمكنت من كتم غيظها لبعض الوقت حتى حانت لحظة الانفجار فى زوجها ومواجهته بما اكتشفت، أصاب جسدها رعشه أصيبت ببرودة شديدة. دقات قلبها كادت تخترق ضلوعها وجهت إليه كلمات اللوم والعتاب تتهمه بالنذالة ونكران الجميل تذكره كيف وقفت فى وجه أسرتها لكى ترتبط به وتحملت صعوبات الحياة من أجله وأجل أسرتها الصغيرة ليشتد النقاش شعرت الزوجة بأنها على فوهة بركان لتنهار فوق أقرب مقعد بعد أن أخبرها زوجها بأن تلك الفتاة زوجته، لم يكتف الزوج بتلك الاعترافات الساخنة بل أخبرها بأنه تزوج منها رغبة فى إقامة بعض الأعمال معها والزواج غطاء لتلك الاعمال. نظرت الزوجة إلى زوجها باستغراب شعرت بأنها تراه للمرة الأولى لسان حالها يقول كيف ومتى تغيرت وأين أنا من تلك التغيرات وحتى تضع حداً لتلك الظنون التى كادت تفتك بها وقفت أمام زوجها تخيره بين زوجته الثانية وبينها وبدون أى تردد فوجئت به يختار تلك المرأة ويضحى بها ويطردها من حياته. تركها الزوج تحمل لقب مطلقة وثلاثة أبناء تحمل خيباتها بين ضلوعها منكسرة القلب مهدورة الكرامة فكرت أياماً كثيرة فى التخلص من حياتها بعد أن غدر بها حب عمرها بسبب حفنة من الأموال لكن أطفالها الصغار وقفوا عائقاً بينها وبين رغبتها فى الانتحار. حاولت البحث عن حقوقها المالية وحقوق أبنائها والذين اهملهم زوجها تماماً ونسى أنه ترك ثلاثة أطفال وفضل الركض وراء زوجته الجديدة وأموالها لكنها عجزت عن الحصول على أى حقوق نظراً لتنقل زوجها الدائم وسفره من الحين للآخر فما كان منها التوجه إلى محكمة الأسرة وأقامت دعوى نفقة لأطفالها الثلاثة وهذا كل ما تحلم به بعد أن دمر زوجها كل سنوات الحب وهدم العش الصغير الهادئ تحاول التشبث بالحياة من أجل صغارها.