تنبثق من بين أسراب وجدران الكنائس رائحة وعبق التاريخ لحضارة نقشت أعمالها ودونت إنجازاتها ثرواتها من قديسين بين أسطر الكتب التراثية لتحيا في وجدان أبنائها على مر العصور. وتطوى الكتب التاريخية التي تناولت من مروا في تاريخ الكنيسة القبطية تاركين أثار مؤثرة، لترفرف سيرهم بريق يشع بالإنجازات والمحطات التي لا تنسى في سيرته كأحد آباء الكنيسة الرسوليين وأول من بعثوا من آباء الكنيسة الأوائل تخرج سيرة القديس إغناطيوس لتروى المعاني اللاهوتية ومحبة المسيح وكيفية تقديم الخدم الإيمانية لأبناء الكنيسة في عهده الذي شهد تطور رعوي وخدمى وتعليمي زاهر. لثقب القديس إغناطيوس بالنوراني أو الأنطاكي كما عرف في بعض الروايات ب"ثيوفوروس " والتي تعنى حامل الإله، ولعل السبب وراء هذا اللقب يعكس مدى تأثرة وحرص طيلة حياته على محاكيا حياة السيد المسيح، وتعترف جميع الكنائس الرسولية بقداسته، وعلى رأسهم الكنيسة القبطية الارثوذكسية، والكنيسة الشرقية والغربية التابعة للطائفة الكاثوليكية. وروت الكتب التاريخية حول سيرة هه القديس أنه أحد تلامذة الرسولين بطرس ويوحنا، كما أنه ثالث أساقفة أنطاكية خلفًا لكل من بطرس وإفوديوس الذي رحل عام 68 م، وتناولت سير القديسين العديد من المصادر التاريخية إلى أن أبرز ماتناول قصة القديس إغناطيوس هو المؤرخ المعروف ب"أبو التاريخ الكنسي" أوسابيوس القيصري، أن إغناطيوس خلفًا لإفوديوس بشكلا جعل فيه تسلسله الرسولي أكثر قربًا، أبدى من الخدمة الرعوية الكنيسة الكثير ما دفع "بطرس" لأقامته على كرسي أنطاكيا. تحرص الكنيسة القبطية الارثوذكسية على الاحتفال بتذكار ونهضة هذا القديس في تاريخ 20 ديسمبر سنويًا، بينما تقيم الكنائس الكاثوليكية في الشرق والغرب القداسات الاحتفالية بذكرى رحيله 17 أكتوبر. إقرا ايضًا: من صحراء مصر إلى العالم ..القديس أنطونيوس ينير المسيحية بالفكر الرهباني اثرى القديس إغناطيوس التاريخ الكنسي بالاعمال الرعوية والمبادئ الدينية التي حرص على بثها داخل قلوب أبناء الكنائس في عهده من خلال الدروس والعظات الروحية، إلا أنه قدم العديد من الرسائل التي عكست فلسفة وعلم خاص به لاتزال تفتخر بها الكنائس التابعة لهذا القديس، ولعل السبب وراء إقامة الأكادميات الحاملة لإسم هذا القديس ما عكسته فلسفته فقد تمحورت فلسفة إغناطيوس في الحياة هو ان يعيش عمره محاكيا حياة المسيح، وتعرض هذا القديس إلى الاعتقال من قبل السلطات الرومانية كما نقى إلى روما تحت ظروف اعتقال شديدة القسوة وشهدت هذه المرحلة تنقلات من سوريا إلى روما روت الكتب التاريخية حول هذه المرحلة أنه عانى من شتى أوجه التحديات وحارب على الأرض وفي البحر، في الليل والنهار مسوخ متوحشة، وبدى ماواجهه هذا القديس خلال سيرته من تحديات وعذابات متنوعة، واضحًا من خلال الرسائل التي أرسالها في هذه الفترة مثل رسالة إغناطيوس إلى أهل روما المعروفة والتي روى بها هذه الصراعات. إقرا ايضًا: 10 معلومات حول أشهر الكنائس القبطية "سانت تريزا "بشبرا مصر واسدلت الستار على سيرة هذا القديس الذي لقى مصرعة وانتقل إلى السماء شهيدًا في عاصمة الامبراطورية في عهد الإمبراطور ترايانوس الذي أمر بإلقائه في أحد المسارح الرومانية لتلتهمه الأسود، لذلك تقيم الكنائس مبادئ وتعاليم وسيرته سنويًا، كما تتأسس الأكاديميات والكليات اللاهوتية تحت شعار هذا القديس أحد آباء الكنيسة الأوائل، وواضع أسس الابوية الكنيسة.