50 ألف امرأة في المنيا يعشن «بره الدنيا»، لا تأمين ولا وعي ولا ثقافة ولا حتي بطاقة شخصية.. 50 ألف فتاة وسيدة من 15 إلي 45 عاماً خارج حدود الأمان، يحاربن العنف ويطاردن شبح الختان والزواج المبكر.. هذا العدد من النساء والفتيات كشفت عنه دراسة أعدتها جمعية الحياة الأفضل علي ما يقرب من 1600 عينة من قري نزلة حسين والشرف وزاوية سلطان ونزلة العساكر والداودية والمقرقر والحوارتة ونزلة عبيد وسوادة ودبرسوادة ونزلة فرج الله وطهنا الجبل وعرب الشيخ بقري شرق النيل. أكد ماهر بشري رئيس منظمة الحياة أن العمالة غير الرسمية إحدي أبرز المشكلات والعوائق التي تواجه السيدات بمنطقة شرق النيل، التي تؤدي إلي صعوبة وصول السيدات إلي بر الأمان، وذلك للشروط التي تتصف بالبيروقراطية والتعجيزية. وكشفت الدراسة أيضاً أن 21٪ من السيدات المبحوثات لا يترددن علي الوحدات الصحية لظروف اقتصادية وتدني نسب الوعي الصحي، وأن هناك ما يقرب من 25٪ من السيدات المبحوثات لا يتمتعن بوعي كاف بوسائل تنظيم الأسرة.. فضلاً عن وجود علاقة قوية بين تزايد العنف ضد المرأة وغياب الثقافة المدنية بين النساء والرجال علي السواء. وتأتي النظرة المتدنية من قبل أفراد المجتمع المنياوي للمرأة، التي لم يتم ختانها خطراً آخر يداهم تلك القري وأن هناك الكثير من العادات السيئة التي تفاقم من حدة العنف ضد المرأة مثل ظاهرة الزواج المبكر لدي الفتيات وظاهرة الدخلة البلدي. كما أوضحت الدراسة أن جميع نساء قري شرق النيل لم يتم استخراج بطاقة شخصية لهن، وبالتالي لم يتمكن من وصول أي خدمات، سواء الاجتماعية أو التأمينية، خاصة في حالات العجز والشيخوخة.