أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم. الزمان – 2014 المكان – مركز أخميم سوهاج الواقعة – قتل (إعدام صبر الجمال) العميد أحمد الراوى، رئيس المباحث الجنائية بأسيوط، يحكى لنا جريمة وقعت أحداثها منذ ست سنوات، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راح ضحيتها زوج مريض وأمه على يد زوجته بسبب علاقة آثمة مع شقيقه، لكن عناية الله عز وجل شاءت أن تكشف خيوط تلك الجريمة، وتنال المجرمة عقابها على أيدى العدالة، ولقد توافقت هذه الواقعة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل (إن ربك لبالمرصاد). يقول العميد أحمد الراوى: فى شهر مايو من عام 2014 م، عندما كنت أعمل رئيساً لفرع البحث الجنائى لقطاع شرق سوهاج، تلقينا بلاغا من أهالى مركز أخميم بعثورهم على جثة عامل بالوحدة المحلية قتيلاً فى نهر النيل، وأثناء التحقيقات ورد لنا بلاغ آخر بالعثور على جثة والدته قتيلة بحوش المنزل، فأخطرنا النيابة العامة التى أمرت بدفن الجثتين بعد تشريحهما لبيان سبب الوفاة وكلفتنا بالتحرى عن الواقعة وسرعة القبض على الجانى. بدأ فريق البحث الجنائى بإشراف اللواء خالد الشاذلى، مدير المباحث – آنذاك– عملاً متواصلاً لمدة أسبوعين متتاليين حول ظروف وملابسات الواقعة، وتبين أن القتيلة حسنة السمعة وابنها من أسرة طيبة وليست لهما خلافات مع أحد من الجيران، كما لم نتبين غياب شىء من محتويات المنزل فاستبعدنا أن تكون الجريمة بدافع السرقة، ما جعل عملية كشف الجريمة أمراً معقداً، وكادت القضية أن تقيد ضد مجهول لولا عناية الله التى شاءت ألا تضيع دماء هذه السيدة وابنها هدرا، وأن ينال المجرم عقابه على أيدى العدالة. فقد توصلت تحرياتنا إلى أن الزوجة ارتبطت بعلاقة آثمة مع شقيق زوجها, وأنها قررت التخلص من الزوج حتى يصفو لها الجو مع شقيقه, فقامت بقتله وإلقاء جثته فى مكانٍ بعيد عن السكن, وحررت محضرًا بغيابه، حتى تتمكن من الزواج بعشيقها، إلا أن حماتها كانت على دراية بعلاقة الزوجة بشقيق زوجها، فرفضت هذه الزيجة، ومن ثم قررت الزوجة أن تتخلص من حماتها أيضًا فقتلتها, وألقت بجثتها فى أحد الأماكن المهجورة. تم القبض على الزوجة القاتلة وبتضييق الخناق عليها ومواجهتها بالتحريات، انهارت واعترفت بجريمتها تفصيلياً، وبعرضها على النيابة العامة أمرت بحبسها على ذمة التحقيق، وأحالتها محبوسة إلى محكمة جنايات سوهاج، فعاقبتها بإجماع الآراء وموافقة فضيلة مفتى الجمهورية بإعدامها شنقاً، وقد تم تنفيذ حكم الإعدام بحقها، فى سجن استئناف أسيوط فى الشهر الماضى.