فى إطار تعليق الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، على عمليات تسريب الامتحانات الإلكترونية، التى كانت بدايتها السبت 11 يناير. أشارت مصادر قضائية إلى الحكم القضائى التاريخى لمحكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية والذى يعد سابقة قضائية تتصدى لظاهرة الغش الإلكترونى عبر الإنترنت وبلوتوث الهواتف، الذى وضع أربعة مبادئ. فقد قضت محكمة الدائرة الأولى بالبحيرة، برئاسة القاضى المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة فى ثلاثة أحكام سابقة بإلغاء امتحان مجموعة من طلاب الثانوية العامة فى جميع المواد سواء فى حالتى التلبس بالغش الإلكترونى أو الشروع فيه وبأى وسيلة إلكترونية أو هاتفية أو عبر الإنترنت. تضمنت الأحكام 4 مبادئ جوهرية أرستها المحكمة فى مجال الغش الإلكترونى: أولها أن التعليم ليس حرثاً فى البحر ولا يجوز أن يكون موقف المسئولين عن التعليم منه سلبياً أو متراجعاً أو محدوداً، بل فاعل ومؤثر فى تطويره. وتضمن المبدأ الثانى أن رسالة التعليم عظيمة الشأن لا يقتصر نطاقها على أطراف العملية التعليمية بل يمتد ليشمل الأسرة إذا أردنا جيلًا قويمًا متسلحًا بقوة العلم ودرع القيم والأخلاق. وقال المبدأ الثالث إن الغش كارثة تربوية تستلزم إصلاح منظومة التعليم ويجب اتباع الطرق غير التقليدية لوضع الامتحانات لاختبار قدرات الطلاب والابتعاد عن نمط الحفظ والتلقين لتلافى الغش. وأضافت المحكمة أن الدعاوى الماثلة كشفت عن تسريب الامتحان عبر الإنترنت بقصد الغش بواسطة البلوتوث، وتلك الظاهرة باتت كارثة تربوية تحتاج من المتخصصين فى التعليم للتشخيص والعلاج، وهى أزمة أخلاقية وتربوية وتعليمية بسبب الفشل الذى أصاب دور المعلم وإدارة المدرسة والطلاب وأولياء الأمور، وأصبحت معه منظومة التعليم فى مصر فى خطر يستلزم استنهاض همم الأجهزة التعليمية والتنفيذية والتربوية لتغيير النظام التعليمى بإعادة دور المدرسة، وإعداد المدرس إعدادًا جيدًا واتباع الطرق الحديثة غير التقليدية لوضع الامتحانات لتختبر قدرات الطلاب وتبتعد عن نمط التلقين والحفظ حتى يمكن السيطرة على ظاهرة الغش داخل المدارس فضلًا عن وجوب ملاحقة ركب التطور فى مجال البرامج التعليمية وأسس تقديم المناهج بما يناسب روح العصر وما يواكب التكنولوجيا، وهو ما يتوجب معه على الجهات التعليمية اتخاذ الإجراءات الرادعة لمواجهة تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها بغرض الغش خاصة الغش الجماعى، صونًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب وردعاً للخارجين عن القانون وحماية للأمل والطموح فى نفوس الطلاب المجتهدين. وتضمن المبدأ الرابع أن الطالب الذى يعتاد الغش سلوكًا فى حياته التعليمية يتحول هذا السلوك إلى منهاجٍ له فى حياته العملية مستقبلًا، فتنهار معه مثل وقيم المجتمع. هذا وقد اعتبر مراقبون أن هذا الحكم من قبيل السوابق القضائية وأنه جازم وحاسم وجرس إنذار لكل طالب يحاول الغش الإلكترونى فى امتحانات الثانوية العامة حتى لا يضيع عليه جهد عام كامل بهذا الفعل المشين وواجب الأسرة المصرية تبصير أبنائها به , وواجب وزارة التربية والتعليم عن طريق علمائها التربويين دراسة ما جاء هذا الحكم الذى لامس قضية واقع الغش الإلكترونى ووضع العديد من المبادئ.