لا شك أن السناتر والدروس الخصوصية من أولويات البيت المصرى، فى أيامنا التى نمر بها، خاصة مع اقتراب امتحانات الفصل الدراسى الأول، حيث باءت محاولات الحكومة فى القضاء على تلك السناتر بالفشل ففى وقت سابق أعلنت وزارة التربية والتعليم عن القضاء على مراكز الدروس الخصوصية من خلال مجموعة من الضوابط والإجراءات وذلك لإغلاقها ولكن سرعان ما توقفت الحملة والضبطية القضائية منذ عام 2017م. ولذلك فلا يملك المسئولون بالمديريات أى صلاحيات لمداهمة هذه السناتر لتزداد توحشا والتهام دخول الأسر المصرية حيث لا يجد رب الأسرة مفر ا من تدبير المصاريف المطلوبة لهذه السناتر حفاظًا على مستقبل أبنائه، مما ساعد على عدم ذهاب الطلاب إلى المدارس والاكتفاء بالذهاب إلى هذه المراكز والتى أصبحت منتشرة فى كافة أرجاء الجمهورية بشكل ملحوظ. ناهيك عن عدم إصدار تراخيص للعديد من هذه السناتر بكافة المحافظات خلافا لارتفاع أسعار الحصص داخل هذه المراكز وتحكم القائمين عليها فى كافة الأسعار مما يضطر أولياء الأمور إلى تلبية مطالبهم حفاظًا على مستقبل أبنائهم. ورصدت «الوفد» فى العديد من المحافظات معاناة أولياء الأمور مع سناتر أو مراكز الدروس الخصوصية. 30 ألف جنيه لطالب الثانوية فى الدقهلية ففى مدينة المنصورة على سبيل المثال والتى تتواجد بها مقرات تلك السناتر، وتتركز فى عدة شوارع بوسط المنصورة مثل «الجلاء، والترعة، واحمد ماهر، وترى الكثافة الطلابية لرواد الدروس الخصوصية ذهبا،وإيابا منذ الصباح الباكر». يؤكد «فوزى عقل» ولى أمر طالبة بالثانوية العامة، ويعمل موظفًا، قائلا ما يحدث لنا هو افتراس لدخل كافة الأسر بالكامل حيث لم تنفع ما قمنا به من جمعيات وادخار استعدادًا لهذا اليوم، حيث يحتاج طالب الثانوية العامة حوالى 30 ألف جنيه للدروس الخصوصية وهذه هى تسعيرة أباطرة سناتر الدروس الخصوصية بالدقهلية والتى يصل عدد طلاب الحصة الواحدة من 100 إلى 150 طالبا، ويشترط مقدم الحجز والذى يتعدى 800 جنيه حسب الأستاذ وشهرته والمادة. وتسعيرة لكل مادة، فاللغة العربية يتراوح المقدم من 500 حتى 800 جنيه، والشهر من 120 حتى 200 جنيه، واللغة الفرنسية مقدمها يتراوح من 300 وحتى 600 جنيه، والشهر من 120 وحتى 150 جنيه للطالب الواحد. أما فى المواد العلمية « فيزياء وكيمياء والجيولوجيا « وحتى الرياضيات فالمقدم يبدأ من 600 جنيه وحتى 1000 جنيه، إضافة إلى أن الشهر يتراوح من 150 وحتى 200 جنيها للطالب الواحد. مشيرا إلى أن المقدم هذا يتكرر مع النصف الثانى للعام الدراسى، علاوة على قصة المراجعة ليلة الامتحان، والتى تتراوح من 300 حتى 500 جنيه، وذلك بحجز احدى قاعات الأفراح،لاستقبال اكبر اعداد فى المجموعة الواحدة والساعة بمبلغ 150 جنيها، وذلك بدءا من الصباح الباكر للمراجعة قبل الامتحان، ناهيك عن قدرات أخرى للدروس « برا يفيد» خاص فى المنزل، والحصة لا تتعدى خمسة طلاب ولمدة ساعة بواقع من 500 إلى 900 جنيه تقسم عليهم بالتساوى،هذا بخلاف المذكرات. وتضيف «سناء محمد حمزة» ولى أمر أحدى الطالبات قائلة بأننا جميعا نلجأ مضطرين لتلك المفرمة نظرا لأن غالبية المدرسين فى المدارس لا يرغبون فى أن نحضر ويشجعوننا على الغياب، وعدم الشرح السليم من البعض، حتى يلجأ الطلاب لتلك الدروس الخصوصية،كما أن هناك عجزا فى المدرسين، كما أن تطبيق نظام التابلت والقصور فى تطبيقه من حيث المشاكل والتى يساهم أباطرة الدروس الخصوصية من المعلمين باستغلال تلك المشاكل فى إحباط الطلاب رغم أنهم مدربون على النظام وحين سؤالهم يكون الرد لا نعلم وذلك لإفشال التجربة. ونظرا لان ابناءنا فى مرحلة فارقة لتحديد مستقبلهم، وان فقدان درجات يعنى اللجوء إلى الجامعات الخاصة،والتى تحتاج إلى أضعاف ما يتم صرفه على الدروس الخصوصية فى الثانوية العامة، وبالتالى يضار أولياء الأمور بالإرهاق من تدبير مصاريف الدروس الباهظة ولكن ليس هناك بديل.. فيما يرى العديد من أولياء أمور الطلاب أنه بدون الدروس الخصوصية لن ينجح أبناؤهم، بعدما أصبحت المدارس «مضيعة للوقت»، على حد قولهم، مشيرين إلى أنه من الأولى النهوض بالمنظومة التعليمية، ورفع المستوى المعيشى للمدرسين للارتقاء بحياتهم، حتى يمكنهم الاستغناء عن الدروس الخصوصية. واعتبرت المهندسة هدى السيد مدير إدارة زراعية بأن ما يحدث فى سناتر الدروس الخصوصية يُعد إهداراً للمال العام، وأوضحت أن الدولة تتكلف الكثير من الأموال من أجل نجاح العملية التعليمية، من كتب ومدرسين وإداريين وإنشاءات، وفى النهاية يهجرها الطلاب ويذهبون إلى السناتر الخاصة، لأنهم يجدون فيها المادة العملية الحقيقية والتلقين وحل المسائل، وهو ما لا يجدونه فى المدرسة، التى أصبح معظم المدرسين يذهبون إليها تأدية واجب. .. وفى قنا الحصة من 30 إلى 50 جنيهاً ومحافظة قنا من أكثر الأسواق إقبالا وربحاً، هى مراكز الدروس الخصوصية التى تعمل بكل اريحية وبكامل طاقتها الاستيعابية على مدار العام، دون أن يلتفت إليها أحد، تلك الظاهرة قد استشرت فى أغلب مراكز محافظة قنا واعتاد عليها أغلب طلاب وتلاميذ المراحل التعليمية المختلفة بمن فيهم تلاميذ المرحلة الابتدائية دون رقيب أو حسيب. يقول سيف عبدالراضى محمد طالب بالصف الثالث الثانوى، أذهب كل يوم لأحد المراكز الخصوصية، التى تضم عدداً من المدرسين لأغلب التخصصات الدراسية، نعلم انها مكلفه جداً ولكن اعتدنا عليها، ذاكراً إلى أنه يقوم بتحصيل الدروس الخصوصية لأغلب المواد الدراسية، موضحاً أن ثمن الحصة الواحدة يتراوح ما بين 30 إلى 50 جنيهاً فى بعض المواد، لطالب الثانوية العامة وذلك بحسب مدرس المادة ونوعية تخصصه. كما أوضح مهاب جمال أن المادة الواحدة تكلف الطالب أكثر من 2000 جنيه، يبدأ بالذهاب لدروس الخصوصية من شهر يوليو وحتى انتهاء الفصل الدراسى، بواقع حصتين فى الاسبوع، بجانب ثمن الملخصات الخاصة لكل مادة والمذكرات التى يتم تصويرها، ونماذج الأسئلة والإجابات، وتكلفة وسائل التنقل والمواصلات، خاصة لطلاب القرى الذين يتوافدون على مراكز الدروس الخصوصية الموجود معظمها بالمدن. وأوضح عبدالعاطى مواطن، على ضرورة مواجهة تلك المراكز وغلقها، والتى تعمل حالياً بدون سند قانونى، مطالباً الدولة بسن قوانين بعقوبات رادعه تجرم فتح مثل هذه المراكز وإعطاء الدروس الخصوصية بها. وتحدث على محمود، مدرس عن معاناة المعلمين قائلاً: إلى أن اغلب المدرسين حالياً لا ينعمون بحياة كريمة نتيجة تدنى أجورهم والتى لا تفى بمتطلباتهم ولا بمتطلبات أسرهم، وهو ما يجعل البعض منهم يلجئون لإعطاء الدروس الخصوصية لزيادة دخولهم، والبعض الأخر يفضل السفر إلى الدول العربية لزيادة أجور المعلمين هناك لأضعاف ما عليه حالياً فى مصر.