«ريماس.. وجمال زهرتان ينبتان وسط الشوك، قصة غدر يعجز القلم أن يسطر حروفها، الذى يذرف دمًا بديلًا للدموع لرحيلهما عن الدنيا القاسى، والذى قتل حلم البراءة فى مهدها، وسطر النهاية قبل أن تبدأ لترتعش الأيدى، وتعجز الكلمات فى وصف هذه القسوة والحقيقة المرعبة والتى يرفضها العقل. وحتى المنطق فكلاهما عجز عن وصف هذه الجريمة التى تحجر فيها قلب الأم لتقتل طفليها بدم بارد، ولتتحول صور الرحمة والعطف، إلى كلمات تهاوت أمام رغبتها الشيطانية، ليزين لها الشيطان حلاوة الحرام بالتخلص من فلذتى كبدها، بدس السم لهما، لتنهى حياتهما فى قصة لم نرها فى هذا العالم الذى يعلن عن أن ما نراه من جرائم سراب والحقيقة أن الأم أصبحت أسيرة لشيطانها. تبدأ فصول هذه القصة الوحشية والتى مازلت أسطرها بحروف من اللامنطق وآهات ودموع الألم تعتصرنى، حيث جاءت أحداثها من داخل قرية الأحمدية إحدى قرى مركز شربين بمحافظة الدقهلية، التى بدأت بزواج تقليدى جمع بين سامى عبدالعزيز رأفت، بائع أنابيب الغاز، ولمياء عطية سعد عبدالمقصود، ربة منزل، واتفقا الأهل فهم أبناء قرية واحدة، لتعلن أولى فرحتهما وعقب شهور بسيطة بقدوم أول مولود «جمال» 5 سنوات، وبعدها بعامين، رزقهما الله بريماس 3 سنوات، ورغم أن الزواج لم يمر عليه سوى 8 سنوات ونصف فقط، إلا أن الحياة لا تعطى الخير، ومؤشراتها من حلو ومر، فقد ابتلى الله الزوج بمرض القلب، ثم فيروس الكبد، وهو ابتلاء لو أتى على قلوب مؤمنة، لعرف أنه اختبار من الله لنحمده على نعمه والتى لا تحصى فلديه عصفوران «ريماس وجمال» اللذان تتمناهما أى أسرة وتدفع الملايين لتنجب طفلًا واحدًا فقط وقد لا يتحصلون علية لأنها إرادة الله. وهنا يدخل الشيطان فى رأس الزوجة «لمياء» التى تتمتع بقسط وافر من الجمال والشباب جعلاها تتمرد على زوجها الذى أضعفه المرض، وبدلًا من أن تتحمل كزوجة وأم ظروف زوجها انجرفت وراء شهوتها، وتعرفت بشيطان آخر ارتبطت به عاطفيًا، وزرع فى قلبها فكرة التخلص من حياتها الزوجية، مرددًا كلمات شيطانية بوجود طفليها واللذين يعرقلان ارتباطهما. واندفعت لمياء وراء شهوتها ورغبتها فى أن ترتبط بهذا العشيق، وجسد لها الشيطان أحلام العشق والهوى، وتناست طفليها بل وجسّد لها الشيطان فكرة التخلص منهما بسيناريو وخطة محبوكة بدس السم، بحيث لا تدع مجالًا للشك فى رحيلهما، حيث زين لها الشيطان بالخروج منها بدون عقاب لتنعم مع شيطانها بزواج سعيد لولا إرادة الله، وشك الزوج فى الزوجة والتى طلبت الطلاق وكانت تلح عليه فى طلبها، والذى رغم دفن طفليه عاوده الشك بتقديم بلاغ ضد الزوجة والتى استعجلت تجديد طلب الطلاق ليفتضح أمرها، وشاءت الأقدار لتلفت نظر الزوج «سامى» إذ عثر بمنزله على علبة دواء فيها 4 شرائط فارغة لعقار «الاندرينال»، مما دعاه للشك فى أن وفاة أطفاله جنائيًا. وكان اللواء فاضل عمار مدير أمن الدقهلية، قد تلقى إخطارًا من اللواء السيد سلطان مدير مباحث المديرية، بورود بلاغ لمركز شرطة شربين، من المدعو «سامى عبدالعزيز رأفت» 30 سنة بائع أسطوانات بوتاجاز مقيم قرية الأحمدية دائرة المركز، أنه كان لديه طفلان ريماس 3 سنوات، وجمال 5 سنوات، الأولى توفيت فى 30 أكتوبر الماضى، وقام باتخاذ إجراءات الدفن لها، والثانى توفى فى 11 نوفمبر الماضى، وتم اتخاذ أيضًا إجراءات الدفن له، وأنه يشتبه فى وفاتهما جنائيًا نظرًا لعثوره بمنزله على علبة دواء بها 4 شرائط فارغة لعقار مما دعا الشك فى وفاتهما جنائيًا نظر إقامته فى منزل عائلته. على الفور أمر اللواء سيد سلطان مدير مباحث المديرية، بتشكيل فريق بحث برئاسة رئيس مباحث المديرية، والرائد محمد الأرضى رئيس مباحث المركز. وتوصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة الزوجة؛ لمياء عطية سعد عبدالمقصود، وتم ضبطها وبمناقشتها اعترفت بارتكابها الواقعة قاصدة الطلاق من زوجها، فقررت التخلص من نجليها حتى لا يكونا عائقًا أمام رغبتها فى الزواج من عشيقها. وأنها قامت بشراء هذا العقار من صيدلية بذات القرية لعلمها أن تعاطى كمية من هذا العقار يؤدى إلى هبوط فى الدورة الدموية؛ ويسبب الوفاة فقامت بإعطاء كمية منه لنجلتها «ريماس» ثم أعطت كمية أخرى لنجلها «جمال» ما أدى إلى وفاتهما. وأنهما ماتا أمام عينيها ولم يتحرك لها ساكن، بل كانت تستجعل دفنهما وبدلًا من أن تعيش حزنهما على فقدهما بعد أسابيع قليلة من موتهما طلبت الطلاق من زوجها وفورًا. قامت الأم بتمثيل جريمتها أمام النيابة العامة، واعترفت بكل تفاصيل الجريمة، لتروى تلك المتوحشة قصتها، فهى ليس أمًا بل شيطانة مرددة بأنها كانت على علاقة برجل آخر وأنها خططت للتخلص من طفليها لتحصل على الطلاق من زوجها المريض، مضيفًة أنها تعبت من مرض زوجها بالقلب والكبد وطلبت منه الطلاق أكثر من مرة لارتباطها عاطفيًا برجل آخر من القرية، إلا أن زوجها رفض بحجة ضرورة وجودها لتربية الأولاد. وأضافت فى اعترافاتها بأنها خططت للتخلص من طفليها دون أن تثير الشبهات حولها واختمرت الفكرة برأسها عندما وجدت بين أدوية زوجها دواء تحذر نشرته الداخلية من أنه إذا تناوله الأطفال بكثرة يؤدى إلى الوفاة، مشيرة إلى أنها ذهبت وقامت بشراء كمية منه، وقامت بإعطائه داخل العصائر والطعام حتى توفت الأولى، وأعقبها بشهر الطفل الثانى جمال. وشرحت بقلب من حجر كيفية شرائها الدواء من الصيدلية بالقرية، وكذا طريقة دس الدواء لهما داخل العصير، لكى تظهر طبيعية، كان كل همها أن يدفن الطفلان وأن تحصل على حريتها وتتزوج من شيطانها.. لم تتحرك قلبها ولو لحظة لم تذرف دموعها.. لم تنحصر على فقدهما.. حتى الآن لم تندم من فعلتها الشنعاء.. كيف فعلت ذلك الكل حائر، الجميع لا يصدق هل هى أم.. إنسانة ربما تكون مريضة حتى إذا كانت كذلك لا يمكن أن تكون بهذا الثبات أثناء تمثيل جريمتها، لذلك زجت وراء القضبان والكل يلعنها على قتلها طفلين لا حول لهما ولا قوة.