بخطى ثقيلة ومترددة تخطت "مروة" الباب الحديدي المفضي إلى محكمة الأسرة بزنانيري، وبعد إرهاق وجدت الزوجة الثلاثينية ضالتها في كرسي معدني قابع وحيدًا في طرقة طويلة، هرعت ذات الثلاثين ربيعًا صوبه وعلامات الارتياح ترتسم على ملامح وجهها الخمري، سقطت عليه بجسدها المنهك من التنقل بين أروقة المصانع وبيوت العباد بحثًا عن بضعة جنيهات تسد بها جوع طفلتها بعد أن تركها والدها ميسور الحال - حسب قولها- دون مال ولا سند وتفرغ للهث وراء نزواته وشهواته في انتظار دورها للمثول أمام القاضي لنظر دعوى نفقة صغير التي أقامتها ضد زوجها. تقول الزوجة الثلاثينية في بداية حديثها: "حظي العثر أوقعني في شباك رجلين تفننا في إهانتي والتعدي عليَّ أمام العالمين وجرح كرامتي، فانتهت قصتي الأولى المعتمة بالطلاق لأواجه مصيري الأكثر عتمة بالزيجة الثانية، بعدما طُلقت من زوجي الأول اضطررت إلى الزواج مرة أخرى من أول رجل تقدم لخطبتي، لأتخلص من لعنات أهلي، هذة المرة كان حلَّاقًا، المال معه لا حدود له، وبلا تردد أطلقت صيحات قبولي". تتابع الزوجة حديثها: "مرت الشهور الأولى من حياتنا على ما يرام، قد يكون لأنه كان يجيد فن إخفاء سقطاته ويبرع فى أداء دور العاشق المخلص، وبعد إنجابي لابنتي"كنزي" تبدَّل حال زوجي، واندلس منه ستار المثالية، فطُلقت منه". وبصوت وهن اختتمت الزوجة الثلاثينية روايتها: "وليعاقبني على موقفي العدواني تجاهه امتنع عن الإنفاق على ابنته، رغم قدرته ويساره، فدخله الشهري من محل عمله لا يقل عن 5000 جنيه، وتركها بلا مال، فاضررت إلى السعي في بيوت العباد، فقد أجبرني على التسول، لأتحصل على ما يسد جوع ابنتي، وقادتني دموع ابنتي إلى محكمة الأسرة، كي أقيم ضده دعوى نفقة للصغيرة".