أعلنت شركة شنايدر إلكتريك عن بدء إطلاق نظام جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل فقد المياه العذبة في مصر بنسبة 30%، وبدأت الشركة تطبيق النظام الجديد بمحطة تحلية المياه بمشروع هضبة الجلالة، ويعتمد على نظام ذكي يستطيع الكشف عن الأعطال المتوقع حدوثها داخل شبكات المياه قبل وقوعها من خلال الاستخدام الأمثل للطاقة. وقال وليد شتا، الرئيس الإقليمي لشركة شنايدر إلكتريك، إن الشركة عرضت على الحكومة المصرية تطبيق هذا النظام في المشروعات القومية، وأبرزها العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بعد الاتفاق مع عدد من المطورين العقاريين والوحدات السياحية لتنفيذ هذا النظام داخل المدن الذكية. وخلال مائدة مستديرة عقدتها شركة "شنايدر اليكتريك"، بحضور كاسبر هيرزبرج، رئيس الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لعرض الحلول التكنولوجية التي تسعى الشركة لتقديمها وفق استراتيجية طويلة المدى للعمل فى مصر، أكد "هيرزبرج" أن الشركات العالمية لديها دور في المجتمعات التي تعمل بها يتجاوز الاستثمارات والأرباح، وهو المساهمة في جعل العالم مكانا أفضل واستمرار الحياة بشكل مستدام للأجيال القادمة، وهو ما يظهر في حرص الشركات العالمية على التواجد في المجتمعات ذات الاقتصاديات الناشئة أو المتأثرة بصراعات دارت على أرضها. وأشار "هيرزبرج" إلى مشاركته في فعاليات منتدى أسوان للتنمية والسلام في أفريقيا، والذي عقد بمدينة أسوان خلال الأيام الماضية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من كبار المسؤولين المصريين والأفارقة والدوليين بهدف الدعوة لاستثمار موارد القارة السمراء وتحفيز مؤسسات التمويل الدولية لمساعدة المشروعات التنموية بأفريقيا وجذب الاستثمارات إليها، ما يمهد لتحقيق التنمية المستدامة. وقال إن الوصول إلى طاقة موثوقة وبأسعار معقولة أمر ضروري للاقتصادات الناشئة، لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار السياسي، ولايزال الوصول إلى الطاقة يمثل تحديًا رئيسيًا في أفريقيا، فحتى الآن يوجد شخص من بين كل سبعة أشخاص لا يمكنه الوصول إلى الطاقة في المناطق الريفية بالقارة السمراء، بسبب افتقارها إلى البنية التحتية اللازمة، فضلا عن النمو السكاني السريع، وكذلك الصراعات الداخلية التي طالت العديد من الدول. وأوضح "هيرزبرج" إنه على الرغم من التحديات التي تواجهها أفريقيا إلا أنه توجد الكثير من الفرص لتحقيق التنمية، ومن خلال أعمال شنايدر إلكتريك في عدد من الدول الأفريقية مثل مصر وكينيا والجزائر نقدم حلولا لتأمين الحصول على الطاقة بالتعاون مع الحكومات تتناسب مع الظروف المحلية الخاصة بكل دولة، كما يمكن تصنيعها محليا حتى تكون الأسعار مناسبة لهذه الدول بدلا من استيرادها من الخارج، وهو ما يفتح المجال في هذه البلدان لتشجيع الصناعة وتوفير فرص عمل، فقارة أفريقيا غنية بالموارد الطبيعية غير المستغلة بشكل حقيقي حتى الآن، وأهم ما في هذه الموارد هم "البشر"؛ فأفريقيا قارة شابة وبحلول عام 2050 سيكون 50% من سكان القارة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 30 سنة، لذلك تعمل شنايدر إلكتريك كأحد الشركات الرائدة في مجال الطاقة والتحكم الآلي بما تمتلكه من إمكانيات تكنولوجية وكوادر بشرية عالية الكفاءة لتصبح جزءا من عمليات تحقيق التنمية وإحداث نقلة حقيقية في مستقبل المجتمعات الأفريقية، مؤكدا على أهمية أعمال شنايدر إلكتريك في هذه المناطق لتوفير الطاقة بما يضمن الحصول على المياه النظيفة الصالحة للشرب والزراعة، وزيادة مساحة الأراضي الزراعية وتوفير الغذاء، وفرص العمل، فالطاقة هي ما تغير وجه الحياة على الأرض، وهى من حقوق الإنسان الأساسية. كما أن أحد أهداف شنايدر إلكتريك في التواجد بالمجتمعات الأفريقية هو الاستثمار في البشر من خلال العديد من البرامج التدريبة التي توفرها للشباب حتى تخلق كوادر بشرية قادرة على مواكبة ما يحدث من تطور في العالم وتطبيقه بشكل يتناسب مع طبيعة الإمكانات المتاحة في كل بلد بما يضمن أفضل استفادة منها. وأشار "هيرزبرج"، خلال اللقاء، إلى ضرورة الاستثمار في مجال التكنولوجيا التي تمكننا من إحداث التوازن بين استغلال الموارد الطبيعية المتوفرة بكثرة في أفريقيا وفى نفس الوقت الحفاظ على استدامة هذه الموارد، فمثلا تقنية micro grid أصبحت تسمح بتوصيل الطاقة إلى المناطق النائية والفقيرة في قلب أفريقيا بشكل أكثر سهولة وهو ما جعل الوكالة الدولية للطاقة تتوقع أنه بحلول عام 2025 الوصول بالطاقة إلى 20% لمن لا يملكون الوصول إليها ، مؤكدا إن البلدان الأفريقية تحتاج إلى الاستفادة من إمكاناتها في مجال الطاقة المتجددة من خلال سياسات سليمة، وإدخال الإصلاحات التنظيمية المطلوبة، ومتابعة التعاون والتكامل الإقليمي لخلق بيئة مواتية للاستثمار من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص.