رأت صحف أمريكية وبريطانية أن الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس المصري محمد مرسي للولايات المتحدة جمعت بين النقيضين، وهو السعي لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين وبلغت ذروتها بعد أحداث السفارة الأمريكية، وتحذير واشنطن من سياساتها في الشرق الاوسط والمنحازة دائما لإسرائيل على حساب مصالح وشعوب المنطقة ستزيد المشاعر المعادية وتدفع الانظمة الجديدة للسير في ركابها، خاصة أن الشعوب أصبح صوتها مسموع منذ ثورات الربيع العربي. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الولاياتالمتحدة ومصر تسعيان لإصلاح العلاقات المتوترة بشدة منذ نحو عام ونصف وبلغت ذروتها في الأسبوعين الماضيين مع مهاجمة متظاهرين مصريين باجتياح السفارة الأميركية في القاهرة، وهو ما دفع الرئيس باراك أوباما للقول إن مسر وأمريكا ليسوا أعداء ولا حلفاء. وأضافت إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أجرت محادثات مع الرئيس المصري محمد مرسي ليلة الاثنين لمحاولة تخطي هذا التوتر والسعي لتعزيز العلاقة التي يعتبرها الطرفين حيوية، حيث أكدوا بصفة خاصة على أهمية ضمان أمن المنشآت الدبلوماسية. وتابعت إنه بعد وقت قصير من الاحتجاجات في القاهرة، أعرب أوباما عن استيائه من تعامل مصر مع الوضع، وقال في مقابلة مع شبكة "تيلموندو" الاسبانية:" لا أعتقد أننا نعتبرهم حلفاء، ولكننا أيضا لا نعتبرهم عدوا". ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله :إن كلينتون ومرسي تحدثا عن تحسين الأوضاع الأمنية في سيناء القريبة من حدود إسرائيل، ومساعدة الاقتصاد المصري، وتزايد انعدام الامن في سيناء منذ ثورة يناير 2011 والتي انتهت بالاطاحة بحليف الولاياتالمتحدة حسني مبارك، مشيرا إلى أن كلينتون شددت على ضرورة أن تحسن مصر اتصالاتها مع جارتها إسرائيل. أما صحيفة "الديلي تليجراف" فقالت إن الرئيس المصري محمد مرسي حذر الولاياتالمتحدة من إستمرار سياساتها في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنها يجب أن تتغير بعد الثورات العربية. وأضافت إن مرسي يسعى لجعل أمريكا تغير سياساتها في المنطقة لأن أنحيازها الدائم للمصالح الإسرائيلية بغض النظر عن المصالح العربية وخاصة الشعب الفلسطيني يعزز المشاعر المعادية لأمريكا بين الشعوب العربية، وأن الأوضاع أختلفت كثيرا بعد الثورات فقد أصبحت الشعوب هي من تسير الانظمة وأصبحت كلمتها مسموعة، وأنظمتها تطيعها بعكس السابق. وأوضح مرسي إن واشنطن فشلت في تحمل مسؤولية خاصة بالنسبة للفلسطينيين بصفتها دولة موقعة على اتفاقات مثل كامب ديفيد والتي تلتزم الولاياتالمتحدة بالإشراف على انسحاب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية وقطاع غزة. وشددت الصحيفة على أن الرئيس مرسي لا يريد حربا مع إسرائيل أو أن تسوء علاقات بلاده مع واشنطن ولكنه لكنه يريد أن يفهم كلا الطرفين أن لديه مطالب مستقلة.