قال الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري إنه لم يعد أمام الرئيس السوري بشار الأسد: "إلا التسليم المنظم لسلطة منظمة". وأضاف بن جاسم في حوار مع صحيفة "الرأي" الكويتية نشرته اليوم الأربعاء أنه: "بعد سيلان الدم الحاصل في سوريا، فلم يتبق للرئيس بشار الأسد إلا أن يتخذ قرارا شجاعا، وهو التسليم المنظم لسلطة منظمة، شريطة ألا يكون هناك انتقام من طرف ضد طرف". لكن بن جاسم شكك في إمكانية نجاح مهمة المبعوث العربي الدولي إلى سوريا قائلا: "نحن على ثقة تامة في المبعوث العربي الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي، لكننا في الوقت نفسه لا نثق في الطرف الآخر، ولذلك أخشى أن يكون هناك استخدام سيئ لهذه العملية يخلف مزيدا من القتل، ومع ذلك فإننا نأمل أن يكون هناك حل على الرغم من صعوبة الأوضاع هناك". وحول التردد الأمريكي في الملف السوري وعدم وجود مواقف حاسمة كما حدث في مصر وليبيا، رد بقوله: "اعتقد أنه في النهاية سيكون هناك حل لمصلحة الشعب السوري، ولكن متى وكيف؟ فهناك الانتخابات الأمريكية على الأبواب، وأيضا هناك مواقف مختلفة لدول أخرى، لكن أتوقع ان الجميع سيجد في النهاية ان عليه اتخاذ قرار لمصلحة الشعب السوري". ولفت رئيس الوزراء القطري إلى أنه التقى الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل الغزو الأمريكي، ووجه له النصح "بالتنحي لحقن دماء العراقيين"، كما التقى الرئيس السوري الأسد وفعل معه المثل، وأيضا دارت بينه وبين القذافي اتصالات عدة في سياق مماثل لكن دون أن يلتقيه. غير أن بن جاسم أشار إلى أنه :"كان من الواضح أن كل واحد من هؤلاء الزعماء يعتقد في قرارة نفسه أن له وضعا يختلف عن الآخرين، وخير دليل على ذلك الآن بشار الأسد يعتقد نفسه هو الآخر مختلفا عن الآخرين، وكأنه يرى أن ما حصل في الدول الأخرى حصل منذ مئتي أو ثلاثمئة سنة، أنا أعتقد أن كل رئيس يجنب بلده الدمار والقتل فهو شجاع، وهناك مرحلة مهمة يمكن التوصل فيها إلى حلول بين هذا الرئيس وشعبه". وحول تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين بخصوص تواجد عناصر من الحرس الثوري في سورية ولبنان، قال: "سمعنا هذا الخبر، ولا نعرف مدى صحته، ولكن ما نتوقعه ونتمناه أن تكون إيران جزءا من الحل في سورية. ونحن لدينا علاقات وثيقة وصريحة مع إيران وكما نتفق في اشياء نختلف في أخرى".