مساحة العطاء والإبداع عندها مثل مياه نهر النيل دائما متجددة وسارية لا تتوقف عند الزمن بل تزيد توهجا وبريقا.. هكذا كانت ومازالت الفنانة القديرة سميحة أيوب سيدة المسرح العربي التي تطل علي جمهورها دائما من خلف نافذة الأمل في فن نظيف وراقي ويعكس رؤية ثاقبة تجاه قضايا المجتمع ورغم ردود الأفعال الطيبة من الجمهور والنقاد لدورها في فيلم «تيتة رهيبة» مع الفنان محمد هنيدي الذي عادت به السينما بعد غياب أكثر من 17 عاما.. لكنها تعيش لحظات ترقب وانتظار وقلق من الحالة التي يمر بها المجتمع وتري إنها حالة انتهاك لحرمة الشارع المصري وانكسار لأخلاق الشعب لا نعلم متي تنتهي وتري أنها بحاجة لتخطيط محكم وضمير حي كي تعود الحياة لأمنها وهدوئها، وقالت سميحة أيوب انها عادت للسينما بعد أن رأت أن الفيلم من نوعية الفيلم النظيف وأبدت استياءها من كم البذاءات في دراما رمضان. وكان معها هذا الحوار: * «تيتة رهيبة» فيلم حقق ردود أفعال جيدة كيف ترين هذه التجربة؟ - بالنسبة لي التجربة سبقها كثير من الرفض بسبب طبيعة الأعمال والأدوار المعروضة وقررت الابتعاد للحفاظ علي مكانتي وعندما جاءني الفيلم رأيت أنه شيء عادي لكن بعد قراءة السيناريو وجدت الدور مختلفا وأمام نجم كنت ومازلت معجبة به هو ومؤلفه ومخرجه وبعد اتصالات وافقت علي التجربة والحقيقة سعدت بها وبردود أفعالها لكن ما نعيشه من تقلبات للأوضاع السياسية في مصر جعلني أشعر بهذا النجاح أنه شيء عادي. * وهل ترين أنها جاءت فرصة مع سينما الشباب؟ - بالتأكيد لأنني عدت بعد اقتناع خاصة بعدما ابتعدت السينما عن جيلي لكني كنت «حالة خاصة» لأني كنت أرفض ما يعرض عليّ، والحقيقة وجدت أن السينما كلها تغيرت بفعل الشباب الذي أثراها ورأيت أن أكسر حالة الجمود التي كنت أعيشها. * وهل ترين أن الكوميديا في الفيلم مناسبة لفك حالة الانكسار التي يعيشها الشارع؟ - والله لو عملت 100 فيلم ما نحن فيه لا يخرجنا منه فيلم كوميدي لكن المسألة تحتاج لحسن تخطيط سياسي واقتصادي واجتماعي وأمني حتي نستعيد الثقة في وطننا وأنفسنا، لكن بالتأكيد التخفيف عن الجمهور من حالة الملل التي يعيشها هو دور الفنان خاصة بفيلم نظيف ليس به إسفاف أو ابتذال ومشاهد خارجة يعني فيلم «أسري» لفنان متميز مثل محمد هنيدي وفريق العمل الذي عملت معه ونتمني أن نكون نجحنا في التخفيف عن الناس. * وبمناسبة الألفاظ البذيئة ما رأيك في دراما رمضان وما حملته من هذه النوعية؟ - بالتأكيد شيء صعب جدا وليس من المعقول أن ننقل «المواخير» في الشارع المصري لسطح الشاشة بحجة أنه واقع نعيشه لأن نقل الواقع بالحدث وليس اللفظ وليس من المنطق أن ينقل الفن هذه الألفاظ الصعبة وكان لابد أن ترفع هذه المواقف لأن هذا ليس المذهب الطبيعي وعلينا أن نحاول تعليم أولدنا شيء اسمه «فن الإبداع» وكان للدراما أن تخرج أعمالا أفضل من ذلك فليس منطقيا أن نري عملا مثل «سبق الإصرار» مليء بالألفاظ السيئة المخجلة، وأضافت: لا ننكر أن هناك أعمالا كانت جيدة مثل «باب الخلق» و«معالي الوزيرة» و«عرفة البحر» و«نابليون والمحروسة» و«الخواجة عبدالقادر». * هل كنت تتمنين تواجدك دراميا في رمضان؟ - بالتأكيد وسط هذا الزحام الفج لا أتمني تواجدي في رمضان رغم مشاركتي في عملين «الخفافيش» و«مولد وصاحبه غايب» لكن الزحمة خلقت حالة من البلبلة ولم نعد قادرين علي متابعة أكثر من عملين بخلاف أن الصدمة في ألفاظها وموضوعاتها أفقدتنا الرغبة في المتابعة. * وهل ترين إضافة للعائدين للدراما كبارا وشبابا؟ - بالتأكيد خلقوا حالة صحية في كثير من الأعمال وكان بينها تنافس شريف وعودتهم حق طبيعي لأن شغلتهم التمثيل وعندما ضاقت بهما السينما عادوا للدراما. * «سيدة المسرح العربي» كيف تري حال المسرح في مصر؟ - حاله مثل حال البلد «مش مستقر» وبالتأكيد صعب يحصل استقرار في المسرح رغم ما يبذل إلا عندما تنضبط البلد وتستقر الأمور وبالتأكيد حزينة علي هذه الحالة المتردية للمسرح الذي أصبح مضطربا مثل ظروف البلد. * وكيف ترين الخروج من مأزق اضطراب المجتمع الذي ترينه؟ - محتاجين تخطيط محكم ومحترم وأشياء كثيرة علشان نعدي الأزمة وهذا لن يكون بيد تيار أو حزب واحد ومحتاجين عودة الضمير والأخلاق وعدم المحاباة لأي حد ومحتاجين للاستقرار وعودة الهدوء للشارع لأن كل 15 دقيقة يحدث جديد سواء إضراب أو اضطراب ولا تضمن بعد ساعة ماذا سيحدث. البلد محتاج سياسة واضحة وصريحة فلا يوجد شخص يستطيع تحليل الموقف أو وضع تصور فردي لأنه بأمانة نحن نعيش بدون تخطيط ونعيش عصر اللا معقول ونواجه كل يوم أزمة وبلطجة ونافورة أخلاق سيئة والانتهاك للقيم والأخلاق في الشارع يسير من سيئ لأسوأ وحالة التردي الأمني كشفت المستخبي وكسرت حاجز الحياء. * عودة للدراما.. هل ترين أنها ظلمت جيلك خاصة دور الأم؟ - بالتأكيد ظلمتنا لكنها لم تهمشنا فرغم الأدوار التي تأتينا لكننا كممثلين كبار نعلو بها ونضيف لها قيمة وألوم علي كتاب وصناع الدراما الذين يتناسون هذه الأدوار المهمة خاصة دور الأم الذي يعطي قيمة درامية وندوة للمشاهد خاصة الأدوار الإنسانية منها. * هل تم دعوتك للقاء الرئيس وماذا كنت ستطلبين منه؟ - بصراحة كلموني لكني قدمي في الجبس ولم أتمكن من الحضور ولو كنت سليمة بالتأكيد كنت سأذهب وكنت سأطلب من الرئيس أن يردع أصحاب اللحي أو الشيوخ من التطاول علي الفن والفنانين لأننا لا نعيش في غابة. * وكيف ترين هذا اللقاء؟ - والله في ظل هذا الحال المنقلب وعدم الاستقرار لم أتوقع جديدا أو يصعب علي أي شخص تحليل الواقع وكما قلت المسألة كلها تحتاج لتخطيط شامل علي كافة المستويات حتي نعبر هذه المرحلة. * وماذا تتمنين للوطن في هذه المرحلة؟ - الاستقرار وعودة الأمن والأمان وعودة الأخلاق والالتزام النابع من ضميرنا وأن نحب ونخلص لهذا الوطن الكبير وأن نحتويه كما يحتوينا فمصر أكبر من هذه المصالح الفردية وأن تسمو أخلاقنا ويكون للفن دور أكبر في جو هادئ.