الهمز واللمز من الا عمال التى يبغضها الله سبحانه وتعالى وقد نهى الله عز وجل عن الهمز واللمز في كتابه، وتوعد من يفعل ذلك، قال ابن تيمية: (اللمز: هو العيب والطعن، ومنه قوله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ } [التوبة: 58] أي يعيبك ويطعن عليك، وقوله: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ } [التوبة: 79] وقوله: {وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ} [الحجرات: 11] أي لا يلمز بعضكم بعضًا كقوله: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ } [النور: 12].. والهمز: العيب والطعن بشدة وعنف، ومنه همز الأرض بعقبه، ومنه الهمزة وهي نبرة من الصدر) . و(اللمز هو أن يعيب الإنسان أخاه في وجهه بكلام ولو خفي، ورب لمز خفي هو أشد من طعن صريح، وأعمق جرحًا في داخل النفس، لأن فيه بالإضافة إلى الطعن والتجريح بالعيب معنى استغباء الملموز واستغفاله، فكأن اللامز يشعر الذين في المجلس أن الملموز غبي لا يتنبه إلى الطعن الذي يوجه ضده في رمز الكلام. واللمز قبيحة اجتماعية تورث الأحقاد والأضغان، وتقطع أواصر الأخوة الإيمانية، وهو ظلم من الإنسان لأخيه الإنسان، وعدوان على حقه عليه) . قال سبحانه: {وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ } [الحجرات: 11] (فجعل اللامز أخاه لامزًا نفسه؛ لأنَّ المؤمنين كرجل واحد فيما يلزم بعضهم لبعض من تحسين أمره، وطلب صلاحه، ومحبته الخير) . وقال أبو السعود في تفسيره: (فإنَّ مناط الخيرية في الفريقين ليس ما يظهر للناس من الصور، والأشكال ولا الأوضاع والأطوار التي عليها يدور أمر السخرية غالبًا، بل إنما هو الأمور الكامنة في القلوب، فلا يجترئ أحد على استحقار أحد، فلعله أجمع منه لما نيط به الخيرية عند الله تعالى، فيظلم نفسه بتحقير من وقره الله تعالى، والاستهانة بمن عظمه الله تعالى) . وقال اهل العلم ان الفرق بين الهمز واللمز: (قال اان المبرد: الهمز هو أن يهمز الإنسان بقول قبيح من حيث لا يسمع، أو يحثه ويوسده على أمر قبيح أي يغريه به، واللمز أجهر من الهمز، وفي القرآن {هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: 97] ولم يقل لمزات؛ لأنَّ مكايدة الشيطان خفية، قال: المشهور عند الناس أنَّ اللمز العيب سرًّا، والهمز العيب بكسر العين، وقال قتادة: يلمزك في الصدقات يطعن عليك، وهو دال على صحة القول الأول. الفرق بين الهُمزة واللُّمزة: قيل هما بمعنى. وقيل بينهما فرق. فإن الهمزة: الذي يعكس بظهر الغيب. واللمزة: الذي يعكس في وجهك. وقيل: الهمزة: الذي يؤذي جليسه بسوء لفظه. واللمزة: الذي يكثر عيبه على جليسه، ويشير برأسه، ويومئ بعينه) . وقيل: (الهُمَزَة: الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللُّمَزَة: الذي يَلْمِزهم بلسانه، قاله ابن زيد. أن الهُمَزَة: الذي يهمز بلسانه، واللُّمَزَة: الذي يلمز بعينه، قاله سفيان الثوري) .