السرقة في مساكن النهضة تختلف عن أي مكان آخر ، فاللص لا يكتفي بسرقة ما هو غالٍ وثمين ويخف وزنه، ولكنه يجد من الوقت والإمكانيات والأمان ما يجعله يسرق محتويات شقة بالكامل من أثاث وأطقم الحمامات وخلع البلاط وأبواب الشقة الخشب والحديد على السواء والحديد الذي يتم تقفيل البلكونات به ومواسير الماء والصرف الصحي، لتكون معاناة سكان النهضة بالغة الصعوبة، وتزداد المعاناة عندما يكون صاحب الشقة من المعاقين . "بوابة الوفد" ذهبت لمساكن النهضة ورصدت بالصوت والصورة مساكن المعاقين التي تحولت إلى ملاذ أمن يأوي الخارجين عن القانون والهاربين ليمارسوا كافة أعمالهم غير المشروعة من بلطجة وسرقة ودعارة ومخدرات في غياب الامن وضعف وقلة حيلة المعاق. في بداية الجولة وعند الاقتراب من مدخل النهضة، تجد عششا من الخيش للعرب والبدو يرعون بها الغنم وتجد الحمير تسير في الشوارع لوحدها كما لو كانت تعرف المنطقة وتسير بحرية في تجمعات ومنفردة، وعند الاقتراب من عشش البدو قاموا بتوقيف السيارة والتحقق من هويتي تحت التهديد بكسر السيارة، وعندما استجبت لهم وجدت السيارة تم حصارها من جميع الاتجاهات من نسائهم وأطفالهم؛ خوفا من أن أصورهم ويتم إزالة عششهم في اطار حملة التنظيف التي تقوم بها الشرطة الأن على حد قولهم، ولم يتركوني إلا عندما أقنعتهم بأني أحاول رصد السلبيات بالمنطقة حتى يلتفت المسئولون لتحسينها ويتم توفير سكن مناسب وآدمي لهم .
وعند الدخول بالنهضة تجد مساكن أشبه بالعشوائيات فمياه الصرف الصحي امام اغلب العمارات، والزبالة وغرز الحشيش تزين الشوارع بدلا من الأشجار المنصوص عليها في العقود التي أستلمها السكان. وعند مقابلة المعاقين لمعرفة طبيعة معانتهم ، قالت سامية عبد العليم إنها فوجئت بأنه سرقة باب شقتها حيث إنها لا تسكن بها نتيجة بعد المسافة عن أهلها الذين يعيشون بوسط البلد، ولا تستطيع أن تعيش بعيدة عنهم بالنهضة بمفردها وهي معاقة مع غياب الأمن، وتضيف "فوجئت بأن الشقة أصبحت وكرا للممارسة الدعارة وتجارة المخدرات بعد دخول البلطجية وسرقة جميع محتوياتها"، وطالبت بضرورة ان يتم استبدال شقتها بأخرى قريبة من أهلها حتى يتمكنوا من رعايتها، مضيفة أن المحافظ السابق عبد العظيم وزير قام بنفيهم في مساكن لا تصلح للمعاقين، وأضافت بأن الشقة كانت من احد الأسباب التي أفشلت مشروع زواجها نتيجة عدم تمكنها من السكن بها . بينما قال دمين مفتاح محمد، إن الوضع لا يرضي ربنا فلا نستطيع أن نعمل او نسكن والحل لمن يريد العيش بالنهضة أن يصبح بلطجيا ، ويضيف دمين أنه استلم شقته منذ عام 2010 ، واضاف بأن المحافظ أعطاهم الشقق كنوع من العقاب لقيامهم باعتصامات أمام المحافظة والتصوير مع وسائل الإعلام لعرض طلباتهم . واوضح أن النهضة تعتبر ملاذا للمجرمين والهاربين من الأحكام القضائية والبلطجية ، موضحا أنه لايمكن أن يسكن بها لخوفه من غياب الأمن، بالإضافة إلى أنه لا يستطيع بيعها لأن المحافظة أعطتهم عقد حق انتفاع بدلا من عقد تمليك ، واوضح أن الحوائط بجميع الشقق مسوسة والسباكة والكهرباء لا تصلح ، بالأضافة إلى أن المحافظ جعلنا نعيش في حالة توتر مستمر وأرتباك بعدما أصدر قرار بضرورة متابعة المعاقين هل يسكنون بالشقق ام لا حتى تسحب منهم ،ونحن نيحث عن أكل عيشنا واماكن العمل بعيدة عن النهضة ، فهل نجلس بلا عمل بالشقة حتى لا تسحب منها ام نذهب لأعمالنا . بينما قال ياسر عنتر إن المواصلات تعتبر من أكبر المشاكل التي تواجهه، "فأنا أنفق في اليوم الواحد 12 جنيهت بمعدل 600 جنيه شهريا لأني أعمل بدار السلام خاصة وانه تم إلغاء كارنيه المواصلات الخاص بالمعاقين، بالإضافة لعدم وجود عقود تمليك لنا ولم تعطينا المحافظة إلى الآن ما يثبت ملكيتنا للشقة وإذا طردتنا المحافظة لن يستطيع احد منعها"، وأضاف بأنه تمت سرقته داخل منزله حيث فوجئ باللصوص يهددوه بالسنج وقتل أطفاله ليتركهم يسرقوا محتويات الشقة". وأضافت فاطمة سيف أن المحافظ أعلن أن الشقة تم تكلفتها 160 ألف جنيه، وهي كما ترونها شققا غير آدمية وإمكانيتها تكاد تكون معدومة، حتى الحوائط بالشقة لو أردت أن أضع بها مسمار يقع مربع كامل من الحوائط ، بخلاف الفواصل الموجودة أسفل الحوائط حيث تبلغ مساحة الفاصل أكثر من 10سم لدرجة امكانية ضوء الشمس منها، فضلا عن الشقوق الكبيرة الموجودة بالعمود المسلح بالعمارة ، وأضافت توجد مساكن بالمقطم وزينهم الجديدة وسوزان مبارك فلماذا التعنت مع المعاقين وأعطائهم منازل بالنهضة ،وأضافت بأنها لا تأمن على نفسها لأنها معاقة فكيف تتصرف لو أقتحم أحد منزلها لسرقتها، فضلا عن سوء المعاملة التي نعامل بها نتيجة قيامنا بإعتصامات للحصول على الشقة فكان رد المحافظ عينا "زي ما أخدتوها لوي دراع هتسيبوها لوي دراع بردو"، متسائلة انا مواطنة أقدم واجباتي فلا بد ان أحصل على حقي ، وعقد الإنتفاع يعطي للمحافظة 16 بند لفسخ العقد. وأوضحت سماح صلاح الدين أنها قدمت على طلب الشقة منذ 20 عاما، واستلمتها منذ عامين ، إلا ان الشقة لا تصلح للمعاقين بالأضافة إلى اننا ندفع إيجار 50جنيه شهريا، والعقد حق انتفاع وليس تمليك، وأضافت عندما أبلغنا القسم بتعرضنا للسرقة واننا سنقوم بكهربة الأبواب والشبابيك قالوا لنا "كهربوها وموتوا كل يوم واحد أحنا موافقين "، وأضح زوجها عصام ان الخدمات غائبة عن النهضة ولا تناسب الأنسان الطبيعي فما بالنا بالمعاق الضعيف الذي لا يستطيع العيش وحيدا وبعيدا عن أهله حتى يرعوه حتى لو تزوج. وأشار محمد المناديلي أنهم أجبروا بالمحافظة على توقيع عقد حق الأنتفاع مقابل أعطائهم خطاب عداد الكهرباء ،وما زالوا يماطلون وبالتزامن يتم تحرير محاضر سرقة الكهرباء ، مضيفا ان غياب الأمن موجود بالنهضة عامة ولكن البلطجية يعلمون أن المعاق لن يستطيع الدفاع عن نفسه لذلك يتربصوا به وبأسرته، وأوضح محسن محب انه قام بتركيب 15 باب للشقة ، بخلاف ان اللصوص قاموا بخلع البلاط ،وعندما نذهب للشرطة تطلب مننا كمعاقين أن نقبض لهم على البلطجية ، فضلا عن سوء المعاملة بالمحافظة للمعاقين حتى عندما طالبنا بتوفير تربة للمعاقين يعايرونا بأننا حصلنا على شقق مجاني وانه من الطمع ان نأخذ تربة تغنينا عن الحوجة لأحد ، خاصة وانه توفت زوجة أحد زملائنا من المعاقين ولم يجد مكان يدفنها به . وقال السيد عبد الرسول أن السرقة التي تحدث لهم قبل الثورة وبعدها حتى لا يتحجج المحافظ بالثورة ، مضيفا أن الوضع قبل الثورة كان أسوء من ذلك ، وعندما ذهب لعمل محضر ليخلي مسئوليته عن الشقة بعدما وجد سرنجة مخدرات داخلها ، وجد أمرأة ترقص داخل قسم الشرطة وسط تصفيق من الأمناء والظباط ولم يتمكن من تحرير المحضر إلا بعد 3 ساعات بعدما أنتهت وصلة الرقص ، أوضح عاطف محمود انه ليؤمن منزله قام بتقفيل البلكونة بالحديد وباب الشقة وبالرغم من ذلك تم سرقة الحديد من البلكونة والباب ، وهو ما يدل على ان السارق يسرق بأستخدام صاروخ وهو مطمئن من عدم ملاحقته، فأضطر إلى تقفيل البلكونات والشبابيك بالطوب لتصبح الشقة مثلها مثل التربة بدون أي فتحة للتهوية . وقالت فاطمة جلال إنه تم سرقة محتويات شقتها بالكامل مع جهاز ابنتها التي ادخرت من عملها حتى تتمكن من تدبير ثمنه ، وتتسائل هل هذه الحياة ترضي ربنا أو ترضي أي مسئول بالبلد، وطالبت من المحافظ الذي أعطاهم تلك الشقق بأن ياتي ويعيش يوم واحد بالنهضة وعندها ستتنازل له عن شقتها . شاهد الفيديو