بأمر الجمهور.. حدوتة مصرية فى مهرجان الموسيقى العربية

92 فنانًا يتغزلون فى الأغنية الطربية على مدار 12 ليلة بدءًا من الغد

تنطلق مساء بعد غد الجمعة، فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بدورته الثامنة والعشرين، على مسارح دار الأوبرا المصرية المختلفة «القاهرة ودمنهور وإسكندرية ومعهد الموسيقى العربية»، بمشاركة نخبة من نجوم الفن والغناء فى الوطن العربى، والذى ستستمر فعالياته خلال الفترة من 1 نوفمبر حتى 12 من نفس الشهر.
تبدأ مراسم حفل الافتتاح، بكلمة للفنانة جيهان مرسى، مدير المهرجان، يليها الدكتور مجدى صابر، رئيس الأوبرا المصرية والمهرجان، ثم تعتلى خشبة المسرح الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، لتوقد شعلة المهرجان بتكريم 12 شخصية ساهمت فى إثراء الحياة الفنية فى مصر والعالم العربى، وهم : محمد منير، الشاعر الكبير فاروق جويدة، الموسيقار البحرينى وحيد الخان، المطربة ريهام عبد الحكيم، المطربة مى فاروق، الشاعر والكاتب العراقى كريم عودة، الموسيقار عمرو إسماعيل، المايسترو عادل إسكندر، عازف الكمان محب فؤاد مهنى، عازف الإيقاع الدكتور هشام العربى، والباحثة سلوى الشوان، وفنان الخط العربى حمدى زايد.
دائما ما يثبت مهرجان الموسيقى العربية عاما بعد آخر، أنه منصة بارزة لتقديم أفضل وأهم نجوم مصر والعالم العربى فى الموسيقى والغناء، ويبدو أن الدورة ال 28 هذا العام مميزة ومختلفة، حيث تتضمن عددا كبيرا من نجوم الغناء على رأسهم الكينج محمد منير، الذى يشارك لأول مرة فى مهرجان الموسيقى العربية، وتأتى مشاركته فى إطار خطة دار الأوبرا برئاسة دكتور مجدى صابر، الهادفة لتقديم نماذج وتجارب غنائية جديدة، فقد نجح الكينج بأغانيه المتفردة واستايله المميز وطريقة أدائه التى يصعب على أى فنان آخر محاكاتها، التنقل من فضاء إلى فضاء دون أن يغويه أو يستثير فضوله ما وراء الأفق، بأغانيه التى تتبادلها القلوب، وترددها الأفواه، بلغات عدة. إذ صنع لنفسه حالة منفردة لا تعرف حدودًا ولا حواجز وبوابات، لذلك لا يحمل جواز سفر، فهو إبداع إنسانى نسج من فنه حدوتة مصرية عنوانها الإبداع والحرية.
لم تأت مشاركة الكينج منير من باب الصدفة، فقد جاءت مشاركته بناءً على طلب الجماهير، وما كان على دار الأوبرا غير تلبية النداء، ولأن الأمر لم يكن سهلا على إدارة الأوبرا كما يعتقد البعض، خاصة أن منير فنان يحظى بشعبية جماهيرية جارفة، فكان هناك تخوف من حشد جماهيره، مثلما نرى فى حفلاته الخاصة. لذا مشاركته كان تحتم على الإدارة فى إعداد دراسة أمنية للحفاظ على سير الحفل، فلم يتم التواصل معه إلا بعدما تم الوصول إلى خطة محكمة لتأمين الحفل، وما كان على الطير المهاجر أن يلبى الدعوة خاصة أنها عامة تأتى من جمهور متعطش لموهبته التى آمن به عبقرى النغم بليغ حمدى قديما وتوقع له مستقبلًا باهرًا فى المجال الفنى.
«وأنا دايما عارف أنك هتحن» لم أجد أبلغ من هذه العبارة المأخوذة من أشهر أغنياته «اشمعنى بتحب» لوصف حالة الحنين الدائم بينه وبين الأوبرا، فلم يكن الكينج محمد منير جديدا على دار الأوبرا المصرية، فكثيرا ما أقام حفلات على المسرح المكشوف، ولكن لأول مرة يقف على المسرح الكبير ويشارك فى مهرجان الموسيقى العربية.
ينضم إلى صف الكينج، 91 فنانًا من 7 دول عربية، هى مصر، ولبنان، والعراق، والأردن، والمغرب، وسوريا، وسلطنة عمان وتأتى فى
المقدمة أنغام، وأصالة، على الحجار، مدحت صالح، عاصى الحلانى، مروان خورى، هانى شاكر، وائل جسار، فايا يونان، محمد الحلو، محمد ثروت، إلى جانب نجوم الأوبرا الذين حققوا نجاحا كبيرا فى الآونة الأخيرة منهم مروة ناجى، ريهام عبد الحكيم، مى فاروق، أحمد عفت، رحاب مطاوع، كارمن سليمان، نهى حافظ، حنان ماضى، سعيد عثمان، سوما وغيرهم. إلى جانب 11 صوليست منهم عازف البيانو عمرو سليم، وعازف العود الدكتور ممدوح الجبالى، وعازف الكمان حسن شرارة، و22 فرقة موسيقية منها فرقة المايسترو صلاح غباشى، وفرقة عبد الحليم نويرة، والفرقة العمانية وغيرها من الفرق من مختلف أنحاء الوطن العربى.
إلى جانب الحفلات، يعرض المؤتمر العلمى الذى يقام بعنوان «الموسيقى والمجتمع فى العالم العربي»، ويناقش ثلاثة محاور هى جدلية العلاقة بين الشباب العربى وتراثه الموسيقى، والموسيقى والطفل العربى بين الماضى والحاضر، وأثر الحراك المجتمعى على إبداع المرأة فى الموسيقى، بالإضافة إلى المسابقات الفنية التى تحمل اسم الدكتورة رتيبة الحفنى، والتى تم تخصيص قسم الغناء منها للشباب والأطفال وقسم آخر للعزف المنفرد على آلات التخت الشرقى «الناى، القانون، العود، الكمان، التشيللو»، بالإضافة إلى معرضين لفنون الخط العربى الأول للفنان المكرم حمدى زايد بقاعة صلاح طاهر والثانى بعنوان عاشقات الخط العربى.
مجدى صابر : مهرجان الموسيقى العربية يحتضن جميع الفنون
قال الدكتور مجدى صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية، إن هناك 92 مطربا ومطربة، و22 فرقة موسيقية، و37 حفلة، يشارك بها سبع دول عربية وهى مصر، لبنان، العراق، الأردن، سوريا، المغرب، سلطنة عمان من خلال ستة مسارح تقام عليها حفلات المهرجان يشاركون ضمن فعاليات الدورة ال28 لمهرجان الموسيقى العربية.
وعن مشاركة الكينج فى فعاليات المهرجان قال : محمد منير إضافة كبيرة فى المهرجان، وتواجده بناءً على طلب الجمهور، ونحن فى الأوبرا نمتلك روادًا 70% منهم شباب، يحملون على عاتقهم الحفاظ على الموسيقى العربية والمقامات الشرقية، ولا شك أن تواجد منير سيساهم بشكل فى تضاعف جمهور الأوبرا، خاصة أنه يحظى بشعبية محلية وعالمية.
وأضاف: مشاركة منير تعكس رسالة الأوبرا والمهرجان فى احتضان جميع الفنون.
وعن الدورة الجديدة من المهرجان قال: دائما ما يثبت المهرجان انه منصة هامة وبارزة كما انه يؤكد مكانة مصر فى مجال الفنون بشكل عام- والموسيقى العربية بشكل خاص.
وأشار إلى أنه يحرص دائما على التجديد والتطوير حتى يشعر الجمهور بفارق ولو طفيفًا، إيمانا منه بقيمة التغيير وتأثيره على المستمع، وفى هذه الدورة جدد من دماء المهرجان بشكل كبير لمواكبة المشهد الغنائى والتطور الموسيقى. حيثُ تحتضن الدورة الجديدة من عُمر المهرجان، 22 فرقة موسيقية من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب استضافة 12 صوليست، 82 نجما ونجمة من أنحاء الوطن العربى.
وبسؤاله حول احتمالية زيادة أسعار تذاكر حفلات المهرجان مقارنة بسابقتها قال: لا توجد زيادة فى أسعار تذاكر الحفلات مقارنة بسابقتها، باستثناء نجم أو اثنين يمكن أن ترتفع قليلا، هذا بالإضافة إلى مشاركة بعض النجوم الكبار من المصريين والعرب فى فعاليات المهرجان بالإسكندرية ودمنهور.
وعن الإجراءات الشرطية والأمنية التى تم اعتمادها للحفاظ على سير فعاليات المهرجان قال: تم عقد عدة اجتماعات مع مسئولى الأمن داخل الأوبرا وخارجها، لضمان الحفاظ على أمن وسلامة المهرجان، وتسهيل إجراءات دخول الجماهير وخروجهم والمحافظة على أمنهم.
وعن خطته للتطوير من أنشطة الأوبرا قال: نجحنا هذا العام فى استقطاب فئة الشباب الذين باتوا يرتادون على أنشطة الأوبرا المتنوعة، وتبين أن هناك فئة كبيرة من الشباب يتمتعون بذائقة فنية جميلة، ومتذوقين لجمال الموسيقى الشرقية، فقد حرصنا فى خطة التطوير أن ننوع فى الفرق الموسيقية، فقد أشركنا فرق الأندرجراوند، التى تتبنى نوع موسيقى جديدًا ومختلفًا، وأقحمنا ألوانًا غنائية جديدة على مسارح الأوبرا.
وأكد صابر أن مهرجان الموسيقى العربية يعكس ريادة مصر الفنية، ومنارة للحفاظ على الفنون الراقية. مستشهدا بشهادة الجمهور والنقاد الذين يشيدون بقيمة المهرجان الفنية باعتباره اكبر مهرجان للغناء العربى فى المنطقة العربية.
وأثنى على دور الأوبرا فى توطيد العلاقات وتحقيق الترابط والتقارب بين الشعب المصرى وشعوب العالم، حيثُ حرصت فنون الأوبرا على مواكبة المشهد السياسى، إذ استضافت فنونًا وفرقًا أفريقية وفرنسية، لتوطيد العلاقات بين الشعبين.
جيهان مرسى: جمهور الأوبرا متعطش للتراث النوبى
أبدت الفنانة جيهان مرسى، مديرة المهرجان تفاؤلها بشأن الدورة الجديدة من مهرجان الموسيقى العربية، الذى يشهد إقبالا كبيرًا من جانب الجمهور عاما بعد آخر، مؤكدا أنهم يحرصون كإدارة فى إعداد خطة سنوية لفرق الموسيقى العربية تمتاز بالتجديد حتى لا يمل الجمهور، ربما كان هذا السبب وراء مشاركة الكينج محمد منير لما يحظى به من شعبية جارفة. مشيرة إلى أن جمهور الأوبرا متعطش للتراث النوبى الذى يقدمه منير.
وأكدت أن المهرجان وصل إلى مرحلة مهمة فى مشواره الممتد نحو 28 عاما، فبعد أن كان المهرجان يسعى للتواصل مع كبار الفنانين هم الآن الذين يسعون للمشاركة فيه، وبعضهم من النجوم الكبار يتبرعون بأجورهم من أجل المشاركة، ما يعكس قيمة المهرجان فى الأوطان العربية.
وعن الانتقادات التى تطال المهرجان بسبب تكرار أسماء بعض الفنانين فى دوراته قالت: هناك مطربون لا يمكن أن نتخلى عنهم فهم أبناء للمهرجان وليسوا ضيوفًا عليه، مثل الفنان الكبير محمد الحلو ومحمد ثروت وعلى الحجار، وهانى شاكر، ومدحت صالح والموسيقار الكبير عُمر خيرت، فهم أعمدة المهرجان ولهم جمهور كبير وعريق.
وحرصا منها على استقطاب عدد كبير ومتنوع من شرائح الجمهور، تم الاستعانة بمجموعة من الشباب من مختلف أنحاء الوطن العربى لتجديد دماء الحفلات والمهرجان، حيثُ يشارك من لبنان سعد رمضان، ومن العراق همام إبراهيم، وفايا يونان من سوريا، ونداء شرارة من الأردن، ومن مصر أبناء الأوبرا.
وطالبت «مرسى» الإعلام، بتسليط الضوء على جميع مسارح الأوبرا التى تقام عليها فعاليات المهرجان «دمنهور والإسكندرية ومعهد الموسيقى ومسرح الجمهورية» وليس المسرح الكبير فقط.
وردا على انتقادات البعض بأن المهرجان انحرف عن رسالته إلى حد ما وهى إحياء التراث الشرقى بعد أن أصبح قبلة يعرض فيها المطربون أعمالهم الخاصة على حساب أغانى التراث قالت :المهرجان ليس دوره فقط إحياء التراث الشرقى القديم، فهناك أغانٍ جديدة تحمل هوية مصر جملا ولحنا وموسيقيا، لأننا راعينا عندما تم وضع خطتنا لتجديد دماء المهرجان أن نأتى بكل ما يتعلق بالموسيقى العربية ويبرز جمال مقاماتنا الشرقية، فلا يقف على مسارح الأوبرا سوى الفنانين الجادين مثل أنغام وأصالة وعلى الحجار ومدحت صالح وصابر الرباعى وغيرهم دون أن أستثنى أحدًا، ورغم ذلك نضع شرطا قبل التعاقد مع أى فنان بأن يشدوا بواحدة أو اثنتين من أغانى التراث القديم بجانب أعمالهم الخاصة. وخير دليل على قولى أن أغلب برنامج الفنان مدحت صالح مأخوذ من أعمال الكبار وردة ومحمد قنديل.