أكد عدد من الخبراء أن جرائم الشرف، الأكثر انتشارًا في البلدان العربية المرتبطة فضلصا عن إرتباطها بالعُرف والعادات والتقاليد القديمة، التي تحتاج إلى تغيير حتى شامل حتى تتلائم مع المجتمع، مشددين على الدور المُهم للأسرة والإعلام والمؤسسات الدينية بكافة طوائفها من المساجد والكنائس، في غرز القيم السليمة للتخلص من هذه الظاهرة. ويحيي العالم، اليوم في ال 29 من أكتوبر، من كل عام، ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف، حيثُ يتم في هذا اليوم تكريس الجهود لمناهضة العنف ضد مرتكبي جرائم الشرف وبخاصة في الدول العربية. وفي تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، قالت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع، إن جرائم الشرف تُعد من أبشع الجرائم الإنسانية التي تُخالف الشرع والقانون، كما أنها من الظواهر المرتبطة بالعُرف والعادات والتقاليد العربية، مؤكده أن القضاء عليها يحتاج إلى تعظيم دور الأسرة من البداية. وأضافت عز الدين، أن ثقافات المجتمع من أكثر الأمور التي تؤثر تأثيراً مباشراً على إتجاهاته وميوله وتصرفاته الاجتماعية، موضحة أن إتخاذ الفرد هذا السلوك الغير إنساني، وإرتكابه لمثل هذه الجرائم البشعة بهدف الإنتقام للشرف، يرجع إلى النشئة التي نبع منها والثقافته التي تربى عليها. وأكدت "عز الدين"، أن التخلص من جرائم الشرف في جميع بلدان العالم تحتاج إلى تغيير الثقافات، مشيرة إلى دور الإعلام المهم والمؤسسات الدينية بكافة طوائفها من المساجد والكنائس، بالإضافة إلى مسئولية الأسرة في غرز القيم داخل أبنائهم ومنحهم التوعية الكاملة منذ بداية النشأ. وأوضحت، أستاذ علم الاجتماع، أن أغلب مرتكبي جرائم الشرف في العالم، ينتمون إلى المجتمعات الغير متقدمة التي تفتقر الثقافة والثقة، ودور القانون والعدالة الناجزة في أخذ الحقوق، مشددة على ضرورة الاهتمام بالجانب التعليمي من الصغر وصولًا إلى الجامعة، كعامل رئيسي في غرز القيم والمبادىء الجيدة التي تخلق إنسان سوي. ومن جانبها قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن جرائم الشرف تُعتبر من الجرائم غير الإنسانية التي تُرتكب ضد المرأة بدعوى الشرف، حتى أصبحت أزمة تواجها النساء في المنطقة العربية على الأخص، مؤكدة دور الإعلام المهم في معالجة هذه القضية. وأوضحت "خضر"، دور الإعلام في محاربة جرائم الشرف، التي يستخدمها الرجال ضد النساء بإسم الشرف، وذلك من خلال نشر الثقافة الجيدة داخل الأعمال الدرامية التي تستطيع أن ترفع من قدر الثقافات وتغير في السلوكيات والعادات والتقاليد القديمة الغير سليمة، مشددة على ضروورة عرض ذلك دون إظهار المشاهد الخارجة والإنحطاط في الالفاظ. وأكدت "خضر"، أن جرائم الشرف في مصر تنتشر بكثرة بين الأوساط الاجتماعية الموجودة في الصعيد والقرى البعيدة التي تفتقر الثقافة والتطور، لافتة إلى أن سبب ذلك هو الإختلاط والمقاربة الشديدة بين العائلات، والتي تستخدم أسلوب الضغط على الرجال من أجل الحصول على الثأر. وتابعت: أن الرجال يتوجهون إلى إستخدام العنف ضد النساء عن طريق القتل، من أجل حفظ هيبتهم فقط أمام المجتمع الشرقي المحيط بهم، خوفًا من النظرة المجتمعية فقط، وليس من أجل الحفاظ على الشرف. وأشارت، إلى طرق القضاء على جرائم الشرف، من خلال معالجة السلوكيات الخاطئة التي تربى عليها الذكور، وتغير ثقافة القتل من أجل الإنتقام. وشددت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، على ضرورة مراجعة العادات والتقاليد والتخلُص بما لا يُلائم المجتمع، بالإضافة إلى الاهتمام بتدريس السلوكيات الصحيحة بجميع المراحل الدراسية من خلال العلوم النفسية والاجتماعية.