خبراء يوضحون كيفية مواجهة أزمة غرق الشوارع والطرق بسبب الأمطار

رغم تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية منذ بداية الأسبوع بأنه من المنتظر سقوط أمطار قد تصل للسيول في بعض المناطق بداية من يوم الثلاثاء، إلا أن كافة استعدادات وزارة وهيئات الدولة سقطت في الاختبار ومواجهة هذه الأمطار، الأمر الذي أدى إلى غرق بعض الشوارع والطرق في المحافظات.
وفي هذا الصدد، أكد عدد من الخبراء أن لابد أن يكون هناك عدة إجراءات وخطة عاجلة لمواجهة أزمة غرق الشوارع نتيجة تساقط الامطار من خلال تسليك البالوعات وعمل صيانة لها، وزيادة معدات شفط المياه حتى لاتضر بالمواطنين وتعطل حركة السير.
وطالب الخبراء أن يكون هناك حلول سريعة وفورية إلى أن تجتمع الهيئات والوزارات المسئولة وتضع حلول جذرية لهذه المشكلة المتراكمة، وتوعية المواطنين بضرورة الالتزام بالقواعد المرورية أثناء هطول الامطار بغزارة.
قال الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية، إن هناك عدة إجراءت وتدابير لابد من اتخاذها لتفادي ما حدث بالأمس إذا ما حدثت الأمطار والسيول بهذا الشكل مستقبلًا، وعلى رأسها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب في الإدارات المحلية وشركات المياه والصرف الصحي، بحيث يكون لديهم فهم للأمور والقدرة على التخطيط.
وأضاف عرفة في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، لابد من تسليك البالوعات وأن يكون هناك استعداد للأمطار قبل سقوطها، وزيادة معدات الشفط، وكذلك وضع أهمية قصوى للتخطيط العمراني لأن المباني العشوائية تُحدث تكدس على شبكات الصرف الصحي فتصبح غير متحملة لهذه الأمطار".
وذكر عرفة، أن مصر لديها 129 ألف شركة مياه وصرف صحي على مستوى الجمهورية، غالبية
الموظفين فيهم مرتبهم فيها 1400 جنيه، ولابد من زيادة هذه المرتبات للعمل في بيئة صالحة، مؤكدًا أن ما حدث بالأمس مسئولية كل الوزارات ولابد من التعاون بينهم.
ورأى الدكتور إبراهيم مبروك، أستاذ النقل وهندسة المرور بجامعة الأزهر، إنه لابد أن يكون هناك خطة لمواجهة أزمة غرق الشوارع والطرق نتيجة تساقط الامطار التي شهدتها البلاد بالامس من خلال عمل مصارف للمياه على جانبي الطريق لمنع تجمعها.
وأضاف مبروك، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أنه مع بداية فصل الشتاء يجب عمل خطة طوارىء عاجلة بكل محافظة لادارة أزمات غرق الشوارع من خلال فتح البالوعات على الفور لمنع تجمع المياه على شبكات الطرق، ووضع خطة لعمل مصارف تكون متماشية مع ميزانية الدولة.
وذكر أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة الازهر، أنه يجب على الشركات التي تقوم بتنفيذ شبكات الطرق بعمل الميول اللازمة للطرق وفقًا للتصميم والخطة التي وضعت للطرق.
أكد اللواء يسري الروبي، الخبير الدولي في شئون المرور والانقاذ والتدخل السريع بالشرق الأوسط، على ضرورة قيام المحليات بدور رئيسي لمواجهة أزمة غرق الشوارع والطرق نتيجة تساقط الامطار والاستفادة منها في ري الحدائق والاراضي بدلا من إهدارها.
وأضاف الروبي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن يجب عمل خطة عاجلة لمواجهة غرق الشوارع من خلال عمل شبكات صرف
صحي لمحاصرة المياه، وفتح البالوعات، والتأكد من عمل مواتير الانفاق لشفط المياه ومنع تجمعها على الطرق، فضًلا عن تغطية أعمدة الانارة التي توجد على الطرق حتى لا تسبب ضرر للمواطنين وتعطل حركة السير.
ونوه الدكتور نضال السعيد، الإستشارى فى التنمية المحلية والتنمية المستدامة، إننا نعاني من مشكلة الأمطار وفشل التعامل معها في بداية كل شتاء، مؤكدًا أن ما حدث بالأمس يٌنذر بأن شتاء هذا العام سيكون قويًا.
ولفت السعيد، في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن هذا يستلزم أن يكون هناك حلول سريعة وفورية إلى أن تجتمع الهيئات والوزارات المسئولة وتضع حلول جذرية لهذه المشكلة المتراكمة منذ سنوات طويلة.
وأوضح الإستشارى فى التنمية المحلية والتنمية المستدامة ، من الحلول السريعة عمل بلوعات بشكل معين في الشوارع بحيث يدخل فيها المياه فقط وتسربها على البلاعات الرئيسية، وفي الأماكن تجمع المياه في المنحدرات وفي الأنفاق وكذلك في منازل ومطالع الكباري.
وذكر أن هذا سيأخذ تكلفة بلا شك لكنه أفضل بكثير من الموقف التي تعرضت له بعض المناطق في مصر بالأمس، مؤكدًا كذلك على أهمية تقليل استهلاك المواطنين للسيارات بحيث يتشارك كل 3 أفراد في سيارة واحدة في مثل هذه المواقف بدلا من التكدس.
وأكد المهندس عادل الكاشف، رئيس الجمعية المصرية لسلامة المرور، إن مصر ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تواجه أزمة غرق الشوارع والطرق نتيجة تساقط الامطار، ولكن هناك بعض الدول التي تعاني من تلك
الازمة مثل لندن، لذلك لابد من وضع خطة عاجلة لمواجهة هطول الامطار بغزارة.
وأشار الكاشف، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن أزمة غرق الشوارع ليست نتاج الحكومة الحالية ولكن حكومات متعاقبة، لذلك يجب مراعاة أثناء تصميم الطرق عمل شبكة لتصريف الامطار وعمل صيانة للبالوعات لتجميع المياه، ومتابعة الارصاد بدقة لمعرفة الاحوال الجوية لمواجهة أي طارىء، فضًلا عن دور المواطنين بضرورة الالتزام بالقواعد المرورية أثناء هطول الامطار الغزيرة.