قال علاء شلبي، رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن الحكومات العربية يجب أن تعي أهمية دعوة المجتمع المدني بأن تعزيز احترام وحماية حقوق الإنسان هو حجر زاوية رئيسي في المسيرة المشتركة لحماية الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي. بالإضافة إلى إطلاق طاقات التنمية والتقدم، فلا مراء بأن إهدار حقوق الإنسان خلال العقود الأربعة الأخيرة شكل عاملاً حاكماً في تهديد المواطنة وإثارة الاحتقان والاستقطابات على أسس سياسية وعرقية ودينية، وبات يهدد وحدة بعض بلدان المنطقة، ويُقوض السلم الاجتماعي في بعضها الآخر، وفتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات الأجنبية غير الحميدة. وأضاف شلبي، أن إهدار التربية الجادة على قيم ومبادئ حقوق الإنسان والقيود المتعاظمة على حرية المجتمع المدني قد أفسحت المجال أمام تراجع القيم المدنية وتدني مفهوم الحوار ونمو ثقافة التطرف والحض على التعصب والعنف والعداوة، ما أسهم في تنامي البيئة الخصبة للإرهاب، وتحوله إلى أداة في الصراعات السياسية على الصعيدين الدولي والإقليمي. جاء ذلك خلال فاعليات أعمال المؤتمر الدولى، حول "التشريعات والآليات اللازمة لمناهضة التعذيب"، بأحد فنادق القاهرة، الذى يعقده المجلس القومى لحقوق الإنسان، بالتعاون مع كل من المنظمة العربية والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان. افتتح المؤتمر محمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وشارك فى أعمال المؤتمر 18 دولة عربية، ولفيف من ممثلى الهيئات الحكومية والتشريعية والقضائية المعنية بحقوق الإنسان، والمؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدنى المعنية بحقوق الإنسان، ومراقبين دوليين، وأساتذة القانون. ويهدف المؤتمر، إلى الوقوف على الفجوات والتحديات التى تعوق الجهود المبذولة لمكافحة جرائم التعذيب، وسوء المعاملة فى البلدان العربية، وخاصة فى سياق التشريعات وضمانات الحماية القانونية، والتوصل لمقترحات عملية لتعزيز جهود التصدى لهذه الانتهاكات. وتتضمن فعاليات المؤتمر 3 جلسات رئيسية تدور حول الفجوات والتحديات التى تواجه جهود مناهضة التعذيب، وجلسة عن مواءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية، بالإضافة إلى جلسة فعالية التدابير الإدارية والمؤسساتية لحماية حقوق الضحايا، على أن يواصل المؤتمر الانعقاد غدا الأربعاء، لتنظيم عدد من الجلسات.