قمة جديدة، تأتي ضمن سلسلة من القمم الدولية التي تحرص مصر على المشاركة بها لدعم أواصر الروابط مع الدول المجاورة، وتعزيز سبل التعاون، إذ تستضيف مصر قمة ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان غدًا بالقاهرة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس. وتأتي هذه القمة في ضوء التطورات التى شهدتها منطقة شرق المتوسط على مدار الفترة الماضية، فضًلا عن البناء على ما اتفق عليه فى الاجتماعات السابقة إزاء تعزيز التعاون الاقتصادى والتنسيق السياسى بين الدول الثلاثة. وفي هذا الصدد، قال السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الاسبق، إن القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص التي ستعقد غدًا في القاهرة تهدف لتعزيز علاقات التعاون التنموي والدفاعي والامني في مجال الطاقة والمناورات المشتركة بين الدول الثلاث، مؤكدًا أن تلك اللقاءات تعد أداة فاعلة لتعزيز التعاون في المجال الاقتصادي. وأضاف حجازي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن حرص قادة الدول الثلاث على انعقاد هذه الاجتماعات بشكل دوري يؤكد أن هذه الدول تسعى لتحقيق أهداف الاطراف الثلاثة وفي مقدمتها أمن واستقرار البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن العلاقات بينهم قد اكتسبت عمقًا وبعدًا استراتيجيًا بعد دعوة مصر لانشاء منتدى غاز المتوسط لاتاحة الفرصة لدراسة سبل التوسع والتطور في هذا المجال. وأكد مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن التقارب المصري اليوناني القبرصي قد فتح أفق جديدة وأسواق متكاملة للغاز في شرق المتوسط، لافتًا إلى أن أهداف مصر ودعوتها لانشاء المنتدى يأتي في إطار الاستفادة من خيرات المنطقة وتحقيق النفع والرفاهية للشعوب، منوهًا إلى أن تعزيز آليات الحوار مع هذه الدول يعزز من الحوار مع الاتحاد الاوروبي من خلال التوصل مع أحد الاطر الهامة والمؤثرة في أوروبا، مؤكدًا أن منتدى شرق المتوسط يلبي احتياج استراتيجي هام لاوروبا. ولفت حجازي، إلى أن القمة الثلاثية تأتي في توقيت هام تشهد فيه المنطقة تهديدات وقلاقل مما يتيح تبادل الرؤى لتقديم إسناد للحل السياسي بشأن القضايا المطروحة على الساحة مثل قضية فلسطينوسوريا وليبيا والارهاب والهجرة الغير شرعية وملف التعاون مع الاتحاد الاوروبي، مؤكدًا ان القادة سيسعون لبعث رسالة خير ونماء ودعوة للاستقرار والبعد عن دعم الارهاب والتطرف والعنف. وتابع حديثه، قائًلا" هناك أبعاد متعددة لالية الحوار الثلاثي حيث إنه فرصة للتشاور بشأن القضايا الاقليمية، وأداة من أدوات الاتفاق على المشروعات التنموية وإزالة المعوقات، مشددًا على أهمية استمرار المناورات العسكرية لحماية مصادر الطاقة، فضًلا عن أن هذا التعاون يؤسس لتعاون جديد في مجال السياحة والنقل البحري والزراعة وغيرها، مشيرًا إلى أن مصر وقبرص واليونان قدمت نموذجًا جديدًا لامن المتوسط من خلال التواصل الثقافي والسياسي والامني للاستفادة من الموارد والخيرات. ورأى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص التي ستعقد غدًا في القاهرة تهدف للتنسيق بين الدول الثلاث فيما يتعلق بغاز البحر المتوسط، وكيفية مواجهة التدخل التركي في مياه البحر المتوسط. وأضاف بدر الدين، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن اللقاء الثلاثي يتم عقده بصورة دورية لمناقشة تعزيز العلاقات ذات الاهتمام المشترك بين الدول الثلاث ودعم التعاون المثمر، واتخاذ مواقف مشتركة تجاه التدخلات التركية، مؤكدًا أن أنقرة تخالف القانون الدولي، وتثير حملات إعلامية وسياسية ضد مصر. وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التنسيق الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان يهدف للاستفادة من حقول الغاز بمنطقة بحر المتوسط واستغلال ثرواتهم التي تقع في المياة الاقتصادية التي يحددها القانون الدولي. وأوضح الدكتور جمال أسعد، الخبير السياسي، إن القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان التي ستعقد غدًا بالقاهرة تأتي في توقيت شديد الاهمية في ظل البلطجة التركية التي يثسرها الرئيس التركي رجب أردوغان في منطقة شرق المتوسط. وأشار أسعد، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن القمة الثلاثية ستناقش كيفية تعزيز العلاقات بين الاطراف الثلاثة في المجال الاقتصادي والامني والسياسي، ومدى إمكانية التعاون لاكتشاف حقول الغاز والبترول، مشيرًا إلى أن اللقاء سيتطرق مناقشة القضايا الاقليمية وعلى رأسها سوريا والعراق وليبيا وقضية فلسطين. وأكد الخبير السياسي، أن هناك توافق بين الدول الثلاث لتكثيف الجهود للتنقيب عن الغاز وحماية حقوقهم من مصادر الطاقة، لافتًا إلى أن استمرارية انعقاد القمة الثلاثية يؤكد إصرار الدول الثلاث على الحفاظ على حقها البترولي بعيدًا عن الاطماع التركية وتدخلاتها التي تخالف القانون الدولي.