ثمانية قرون وإثنا عشر عامًا مضت على رحيل واحد من أبرز وأعظم الشعراء المتصوفين في التاريخ الملقب ب"ملهم العاشقين"، حيث كتب الشعر باللغة العربية والفارسية بل كان محبًا للإنسانية ويتصف النقاء ، إنه شاعرنا "جلال الدين الرومي". وترصد"بوابة الوفد"، في التقرير التالي أهم المعلومات عن فارس الشعر"جلال الدين الرومي". ميلاده ولد محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي يوم 30 سبتمبر عام 1207م بمنطقة بلخ بخراسان "أفغانستان حاليًا"، وتلك الفترة كانت مليئة بالصراعات بين رجال الدين والامبراطورية وكذلك النزاعات بين الشرق والغرب آنذاك. تعليمه تلقى الرومي تعليمه بالمدرسة المستنصرية في بغداد عندما انتقل مع والده في الرابعة من عمره، ولكن لم تطل إقامته هناك طويلا فسرعان ما قام والده برحلة واسعة لبعض البلدان، ثم استقر في قونية سنة 623هجريًا في عهد الاتراك. عرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس بقونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه عام 628 ه ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوف عام 642 ه أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها. تلقى الرومي العلم على يدي والده والشيخ سيد برهان الدين محقق من بعد وفاة والده لمدة 9 سنوات ينتهل علوم الدين والتصوف منه، وفي عام 1240م توفي برهان الدين فانتقل الرومي إلى مزاولة العمل العام في الموعظة والتدريس في المدرسة. وخلال هذه الفترة توجه الرومي إلى دمشق، وألتقى فيها الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي صاحب كتاب الفتوحات المكية وأهداه بعض أعماله العربية، وقضى فيها أربع سنوات حيث درس مع نخبة من أعظم العقول الدينية في ذلك الوقت. كان جلال الدين الرومي صديقًا لشمس الدين التبريزي وجمعتهما صداقة قوية، وبعد وفاة الاخير نظم الرومي عدة أشعار ودواوين أسماه بديوان شمس الدين التبريزي أو الديوان الكبير، حيث يضم ستين ألف بيت شعري، فضًلا عن مؤلفات مثنوية المعاني، الرباعيات. كما كان للشعر نصيبًا من مؤلفات جلال الدين الرومي حيث اشتمل كتابه "المثنوي" على ستة مجلدات ضخمة وترجم بعضها إلى العربية والتركية وكثير من اللغات الغربية. وفي 17 ديسمبر عام 1273م رحل الرومي عن عالمنا عن عمر ناهز السبعين عامًا، ودفن في ضريحه المعروف في "قونية" في تلك التكية التي أنشأها لتكون بيتا للصوفية. ومن أبرز أقوال جلال الدين الرومي: الحب لا يمكن أن تتعلمه أو تدرسه، الحب يأتي كنعمة. القلب جوهر، والقول عرَض، القول زائل والقلب هو الغرض. الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذي يحب بروحه وقلبه فلا ثمة انفصال أبدًا. ما تبحث عنه يبحث عنك. والجميل يجذب الجميل، إن شئت فاقرأ الطيبات للطيبين. والنور الذي في العين فليس إلا أثراً من نور القلب. بالأمس كنت ذكياً فأردت أن أغيّر العالم.. اليوم أنا حكيم ولذلك سأغيّر نفسي. إظهر كما أنت وكن كما تظهر. للمرأة حضور خفي لا يراه ويهتدي به إلا رجل متفتح عارف.. فهناك نوع آخر من الرجال بداخلهم حيوان محبوس، ليت هؤلاء يقومون أنفسهم أولا.. ليتهم يعرفون أن المحبة والتفهم هي ما تجعلنا بشرًا، أما الشهوة والحمية.. فلا..ربما كانت المرأة نورًا من نورالله..ربما كانت خلاقة وليست مخلوقة، ربما هي ليست مجرد ذلك الشكل الأنثوي الناعم الذي تراه. مهمتك هي عدم السعي وراء الحب، بل أن تسعى وتجد كل الحواجز التي كنت قد بنيت بينك وبينه. ليس كل ما في القلب قابل للبوح ، هناك ما يولد ويموت ولا يفصح عنه. الحب الذي لا يهتم إلا بالجمال الجسدي ليس حبًا حقيقيًا