«السمنة والتقزم» حملة قومية استهدفت نصف مليون طالب وطالبة حملة «جيل بكرة» تكافح أمراض سوء التغذية فى المدارس الباعة الجائلون ينشرون أمراض السمنة والتسمم لأبنائنا الحديدى: تناول الخضراوات مهم للشباب.. مختار: الزيوت المكررة وراء أمراض المعدة تغذية تلاميذ المدارس قضية على درجة كبيرة من الأهمية، فهى أساسية فى عملية االتعليمب كونها تتعلق بشكل مباشر بصحة أبنائنا الجسدية والنفسية أيضاً. والمشكلة لا تقتصر على اسندويتش المدرسةب الذى أصبح تحديًا حقيقيًا لكل الأمهات مع شروق شمس كل يوم فى العام الدراسى، بل دخلت عوامل أخرى عديدة تساهم فى إضعاف صحة وسلامة أبنائنا وتصيبهم بأمراض سوء التغذية التى تتعلق أساسًا بالنمط الغذائى داخل كل بيت. الدولة تنبهت لأهمية قضية غذاء التلاميذ فدشنت العام الماضى حملة قومية للكشف على التلاميذ االسمنة والتقزمب استهدفت نصف مليون طالب وطالبة على مستوى الجمهورية ضمن حملة ا100 مليون صحةب التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى إيمانًا من كون الصحة العامة أحد أهم مكونات تنمية المجتمع وبناء الإنسان. وأكدت حملة «جيل بكرة» التى استهدفت الكشف وعلاج ضحايا الأنيميا وأمراض سوء التغذية أن هذه الأمراض ليس لها علاقة بالحالة الاجتماعية والاقتصادية بقدر ارتباطها بالوعى الغذائى وثقافة التغذية الصحية السليمة. بات على كل أم مسئولة عن غذاء وصحة أبنائها أن توفر وجبة مدرسية أو «سندويتش» يحتوى على كل العناصر الغذائية التى يحتاجها أبنائها وبأقل التكاليف. كما أصبح عليها أن تحارب أسواق الغذاء المدمرة للصحة سواء عبر الباعة الجائلين الذين ينتشرون بكافة أنواع الأغذية الملوثة حول أسوار المدارس وعلى الأرصفة، وكذلك الوجبات السريعة التى يعشقها الأطفال و«المراهقين» بشكل خاص، والتى تعد المسئول الأول عن أمراض السمنة وسوء التغذية، لكنها تحظى بإعجاب الأبناء بغض النظر عن أضرارها الصحية بسبب التوابل والمنكهات والإضافات «الضارة جدًا بالصحة» لكنها تمنح هذه الوجبات مذاقًا خاصًا يدفع من أجله الأبناء معظم مصروفهم ومدخراتهم من أجل الظفر بها. خبراء الصحة والتغذية والاقتصاد المنزلى يناقشون فى هذا التحقيق، أهمية غذاء تلاميذ المدارس ويضعون روشتة لوجبة صحية لكافة الأعمار فى سن المدرسة. بداية.. أكدت التقارير أن بعض الباعة فى الشوارع يستخدمون مواد كيميائية لتسوية الطعام منها كربونات الصوديوم والشبة أما عن الصبغات فيتم استخدام ألوان صناعية لتعطيه اللون الأحمر أكثرها خطورة مادتا «سوداناى» و«e127» وهى صبغات تنتج مواد سرطانية عند تداخلها مع الأمعاء. تناول طبق الفول فى الصباح يقبل عليه أبناء الأغنياء أيضًا وليس محدودى الدخل، فيما يفضل البعض منهم تناول سندويتشات السجق والكبدة، فيتم استخدام منتجات مجهولة المصدر يتم خلطها بكمية كبيرة من التوابل لإخفاء عيوبها ورائحتها وهى سبب رئيسى فى أمراض المعدة والقولون وفيروس الكبد الوبائى سى. الوجبات السريعة خطورة الوجبة المدرسية ليس من طبق الفول فحسب بل مع وجبات السريعة مثل سندويتشات البورجر والبانية، والتى تسبب السمنة للأطفال فيما بعد، ولهذا كان الدافع وراء إطلاق وزارة الصحة العام الماضى حملات للكشف المبكر عن علاحج السمنة والأنيميا لتلاميذ الابتدائى بجميع المحافظات وبالمجان، وأجرت وزارة الصحة مسحًا جزئيًا لطلاب المدارس الابتدائية وتجربة استطلاعية على مستوى الجمهورية. كما شنت وزارة التربية والتعليم حملات مكثفة العام الماضى ضد أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم بين طلاب المدارس الابتدائية الحكومية الرسمية والرسمية المتميزة والخاصة، ضمن مبادرة «100 مليون صحة» واستهدفت الحملة نحو 11٫5 مليون طالب وطالبة، هم مجموع طلاب المرحلة الابتدائية فى مصر فيما يزيد على 22 ألف مدرسة فى 27 محافظة، وتم الكشف بموجب موافقة كتابية من ولى أمر الطالب وصورة من شهادة الميلاد، وشددت الوزارة على أن عدم موافقة ولى الأمر على الفحص لا تعنى عدم إعفاء الطالب من الفحص، فحال رفض ولى الأمر يتم إخضاع ابنه لهذه الفحوص فى أحد المستشفيات الحكومية. وشملت المرحلة الأولى محافظات: الإسكندرية ومطروح والبحيرة ودمياط والقليوبية والجيزة والفيوم وأسيوط وبورسعيد وجنوب سيناء وقنا، بإجمالى نحو 5 ملايين طالب وطالبة فى خمسة آلاف مدرسة. وضمت المرحلة الثانية: القاهرة والسويس والإسماعيلية والمنوفية وكفر الشيخ وبنى سويف وسوهاج والأقصر وأسوان والبحر الأحمر وشمال سيناء، بإجمالى 3 ملايين و979 ألف طالب، أما المرحلة الثالثة فتضم 5 محافظات هى الغربية والدقهلية والشرقية والمنيا والوادى الجديد وتضم 2.5 مليون طالب. الدكتورة مها راداميس، خبيرة التغذية، تؤكد أن الوجبات المنزلة أفضل بكثير للأطفال من شراء السندويتشات بالشوارع لضمان سلامة صحتهم، مشيرة إلى ضرورة توافر الفول والبيض والسلطة والخضراوات. وأشارت إلى ضرورة عدم الإكثار من السكريات فى وجبات الأطفال حتى لا يتعرضوا للسمنة، كما يجب عدم تناول أطعمة بها مكسبات طعم ولون. ووجهت خبيرة التغذية النصيحة للأمهات بضرورة الحرص على تجهيز كافة السندويتشات من الأكل البيتى، وعمل البانية حال تفضيله من الأبناء بشكل يدوى وعدم شرائه جاهزًا من المحلات، وتابعت: «العيش البلدى فى الساندوتشات أفضل من الفينو علشان صحى ولا يتواجد فيه النشا كما هو فى الفينو». وأردفت: «سعر السندويتش البيتى صحى وأرخص من الشارع فلا تزيد تكلفة السندويتش على 5 جنيهات، كما أنه صحى، فى حين سندويتشات الشارع تصل ل10 جنيهات ومليئة بالسموم». وشددت خبيرة التغذية على ضرورة التنوع فى الوجبة المنزلية للطفل حتى يقبل على تناولها، وقالت: هناك السندويتشات الملفوفة، حيث يمكن استخدام الخبز الشامى، أو التورتيلا، أو أى نوع يفضله الطفل، يدهن بالجبن ويمكن وضع الطماطم أو الخيار أو الخس، أو شرائح اللانشون، ثم يلف السندويتش بشكل أسطوانى، وهناك السندويتشات متعددة الطبقات، ما يفتح شهية الطفل، ويمكن إعداده بخبز التوست، واختيار المكونات التى يحبها الطفل مثل التونة، والبيض المسلوق، والبرجر، والفراخ البانية، وغيرها. عذاب يومى تستيقظ مبكرًا وفى عُجالة تُحضر وجبة الإفطار لزوجها وأبنائها الثلاثة، ثم تضع السندويتشات فى الأمتعة، وتؤكد على أبنائها بضرورة تناولهم فى منتصف اليوم الدراسى، سيناريو متكرر مع كل صباح داخل منازلنا مع بداية العام الدراسى. «بيطلع عينى مع ابنى علشان ياخد السندويتشات معاه المدرسة».. بهذه الكلمات استهلت عايدة فهمى، موظفة، حديثها وقالت إن نجلها فى الصف الخامس الابتدائى، وتحرص دومًا على تحضير السندويتشات فى اللانش بوكس لطفلها، وأضافت: ساعات ابنى يدى السندويتشات لزملائه ويشترى أكل من بره.. مغلبنى». من جانبها، قالت أسماء خلف، موظفة: إنها تعانى مع نجلها فى مرحلة الروضة الذى يعود إلى المنزل دون تناول وجبته من السندويتشات كاملة. وأشارت الأم إلى أنها تحرص على تنويع الوجبة بشكل يومى حتى لا يمل نجلها من تناولها، كما تحرص على توافر سندوتشات البيض والفول لتكوين جسم الطفل من البروتينات. «كل يوم بتابع برامج التغذية على التليفزيون علشان أعمل الأكل المفيد والجديد للأطفال».. هكذا تحدثت كوثر السيد، أم لأربعة أبناء فى المرحلة الابتدائية، وأوضحت أنها تحرص دومًا على تحضر السندويتشات لهم فى الصباح وبالرغم من ذلك يقبلون على شراء السندويتشات الخارجية. وتابعت: «أنا زهقت مع عيالى من كثرة الوصايا العشر اللى بقولها ليهم كل صبح ماتكلوش من الشارع وبالرغم من كده بيحبوا أكل الأرصفة». والتقطت منها أطراف الحديث، سماح صابر، قائلة: إن أطفالنا من الصعب إقناعهم عدم تناول الأطعمة من الشوارع ولكن إلى حد ما نحاول إقناعهم بمدى المخاطر التى تحاصرهم من تناول مأكولات لا نعلم مصدرها. وتابعت: «مفيش واحدة تقدر تتابع ولدها ثانية بثانية ولو عاوز يعمل حاجة هيعملها طبعًا وعلشان كده لازم نقنعهم بالعقل وابتعادهم عن مأكولات الشارع يكون عن قناعة وليس خوف». تأهيل صحى الدكتورة لبنى الحديدى، استشارى طب الأطفال والتغذية، تقول: إن مرحلة المراهقة تحتاج لتأهيل صحى منذ نعومة الأظافر، ومع بلوغ الطفل سن ال14 عامًا تصبح المسئولية الغذائية كبيرة حتى يتم بنيان جسده حتى يصل لسن الرشد 18 عاماً. وأشارت «الحديدى» إلى أن ما يحتاجه الشاب فى مرحلة المراهقة بروتينات وحبوب وكربوهيدرات وكالسيوم، كما يجب الحرص على تناول الفواكه، فيحتاج المراهق إلى وجبتين من الفواكه يوميًا ويفضل تناول التفاح والموز والبرتقال. وأوضحت أن تناول الخضراوات للشباب مهم جدًا حيث يحتاج إلى 3 وجبات خضار يوميًا على الأقل، مشيرة إلى أن من المفضل تناول كوب من الخضار المطبوخ «البروكلى، السبانخ، اليقطين، الجزر»، أو كوب من الخضراوات الورقية الخضراء أو سلطة الخضار غير المطبوخة، أو نصف كوب من العدس أو الفاصولياء المطبوخة أو المعلبة أو المجففة. وقالت: إن الشاب فى سن البلوغ يحتاج إلى 7 وجبات من الحبوب يومياً. ويبلغ مقدار وجبة الحبوب والكربوهيدرات حجم قبضة اليد فقط، وبجانب الكربوهيدرات يحتاج للبروتينات وتقدر ب «وجبتين ونصف الوجبة من اللحوم والدواجن والبروتينات» ويبلغ مقدار وجبة البروتينات حجم كف اليد. أما عن مرحلة الطفولة والدراسة فى الروضة، فمسموح للطفل تناول الطعام العادى مع الحرص على عدم إعطائه حليب البقر قبل أن يبلغ من العمر عاماً، وذلك بسبب إصابة الأطفال بالحساسية حال تعرضهم لمثل هذه الألبان فى هذا العمر، وكثيرًا من المشكلات الصحية للأطفال بعد عمر العام يكمن فى كون وجبة الحليب أكثر كمية يتناولها الطفل وتبعده عن باقى الغذاء الآخر، وهذا يسبب نقصًا فى تغذية الطفل. وأشارت خبيرة التغذية إلى أن الأطفال الذين لا يعتادون على تناول الطعام العادى يكون عندهم نقص فى الفيتامينات والبروتينات الأساسية، وهذا يتطلب حرمان الطفل فى البداية من وجبة الحليب مما يؤدى إلى إحساس الطفل بالجوع وإبداله بوجبة طعام أساسية وسوف يستحسن أكلها فيما بعد. وعن البرنامج الغذائى المفضل لطفل من سن عام، قالت: كوب حليب طبيعى صباحًا ومساء مع جميع أنواع الطعام، كما يمكنه تناول الفواكه مثل «مانجو - فراولة - موز – بطيخ». مخاطر السموم ياسر مختار، أستاذ أمراض الباطنة بجامعة أسيوط، يؤكد أن هناك العديد من المخاطر تحاصر أطفالنا فى الشوارع مع بداية العام الدراسى بسبب الوجبات السريعة التى تباع على الأرصفة والعربات، مشيرًا إلى أن تلك الأطعمة تؤثر على سلامة المعدة بداية من كم البكتيريا والملوثات التى تحويها وتدخل للأمعاء دون سابق إنذار، فقد تؤدى إلى زيادة نمو البكتيريا، والديدان بها ما يسبب إنهاكًا للمعدة، والشعور بالغثيان، وحدوث التسمم. وأكد «مختار» أن كثيرًا من البائعين يستخدمون الزيوت عدة مرات ما يحفز الإصابة بالتهاب المعدة، ويسبب أضرارًا بالحجاب الحاجز مع احتمالية حدوث نوبات التهاب القولون العصبى، كما أن عدم الاهتمام بنظافة طعام الشارع، وغسيل الخضراوات جيدًا قبل إضافتها إليه، قد يتسبب فى الإصابة بديدان المعدة، وإثارة المعدة، وارتجاع المرىء، كما قد يتعرض الطفل إلى الإصابة بالإمساك والبواسير. حكاية السندويتش كثير منا لا يعلم قصة أول سندويتش فى العالم، التى ترجع إلى رجل بريطانى يدعى جون مونتاجو الملقب بإيرل السندويتش الرابع، وكان ينتمى إلى عائلة أرستقراطية، واشتهر بين زملائه كشخصية سياسية بارزة تعشق القمار وألعاب الورق والطاولة. ومن كثرة إدمانه للقمار كان ينهمك فى اللعب ولا يبرح مكانه حتى يتناول طعامه، وفى يوم من الأيام طلب من الخادم وضع قطعة لحم بين قطعتى خبز حتى يتناولها بسهولة دون أن يتسخ المكان والطاولة، وطلب زملاؤه من الخادم نفس الشىء، ويقولون «اعطنا مثل سندويتش». أما عن قصة السندويتش عند العرب فترجع إلى عدة قرون حيث تعود العرب على لف قطعة الخبز بشرائح اللحم أو الجبن وغير ذلك، وقبل انتشار اسم سندويتش كان يطلق على هذا النوع من الأكل الخفيف خبز باللحم أو صمون.