تنكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرسالة وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان إلى الرباعية الدولية التي دعا من خلالها إلى الإطاحة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بواسطة إجراء انتخابات عامة في السلطة الفلسطينية. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" عن مسؤول رفيع المستوى في مكتب نتنياهو قوله اليوم الأربعاء إن "رسالة وزير الخارجية لا تمثل موقف رئيس الوزراء أو موقف الحكومة، ورئيس الوزراء يوافق على أن أبو مازن يضع صعوبات في المفاوضات لكنه يعتزم الاستمرار في دفع الحوار مع الفلسطينيين". وأضاف المسؤول أن "إسرائيل لا تتدخل في الانتخابات في أماكن أخرى". وقالت صحيفة "هآرتس" اليوم ، إنها حصلت على نسخة من الرسالة التي وجّهها ليبرمان إلى وزراء خارجية الرباعية الدولية وتبيّن منها أن دعوة وزير خارجية إسرائيل للإطاحة بعباس سببها سعي الفلسطينيين للحصول على إعتراف بهم كأعضاء في المؤسسات الدولية، وبينها الإعتراف بفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعدّد ليبرمان في رسالته خطوات إسرائيلية وصفها بأنها "مبادرات نية حسنة" تجاه السلطة الفلسطينية وبينها إتفاق إقتصادي بين الجانبين وزيادة عدد تصاريح العمل للفلسطينيين في إسرائيل. وأضاف ليبرمان أنه "للأسف الشديد، ورغم هذه الخطوات، فإننا نرى تصعيداً في نشاط الفلسطينيين في الحلبة الدبلوماسية والقضائية، وهناك محاولة فلسطينية لجرّ الإتحاد الأوروبي إلى البناء غير القانوني في المناطق C (الخاضعة للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية بموجب إتفاقيات أوسلو) وتشجيع المقاطعة للاقتصاد الإسرائيلي في المناطق (أي ضد منتجات المستوطنات) وحملة جديدة تتهم إسرائيل بقتل ياسر عرفات". واعتبر ليبرمان أن عباس "ليس معنياً أو ليس قادرا على التقدّم في عملية السلام بسبب مكانته السياسية الضعيفة والتغيرات في دول عربية"، وأنه بسبب "توجهات عباس وشركائه" فشلت محادثات عمّان التي حاول الأردن دفعها بين الجانبين في بداية العام الحالي. يذكر أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين مجمّدة منذ الحرب على غزة باستثناء محاولة أميركية لإحياء هذه المفاوضات في شهر سبتمبر من العام 2010 من دون أن تحقق نجاحاً بعدما رفض نتنياهو مطلباً فلسطينياً ودولياً بتجميد الإستيطان، كما رفض نتنياهو تقديم إقتراح خطي لحل قضيتي الحدود والأمن خلال محادثات عمّان. ووجه ليبرمان رسالته إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاترين أشتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. واعتبر ليبرمان في رسالته أنه "توجد في السلطة الفلسطينية حكومة مستبدة وموبوءة بالفساد... وعلى ضوء مكانة عباس الضعيفة وسياسته الرامية إلى عدم إستئناف المفاوضات، الأمر الذي يشكل عقبة للسلام، فإنه حان الوقت لدراسة حل خلاّق والتفكير خارج العلبة من أجل تقوية القيادة الفلسطينية". وأشارت الصحيفة إلى أن رسالة ليبرمان مشابهة لرسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في العام 2002 ودعا فيها إلى تغيير عرفات بادعاء أنه شجع وموّل عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية. وقالت "هآرتس" إن صحة الإدعاءات التي قدّمها شارون لبوش في حينه مشكوك فيها. ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إن ليبرمان تحدّث عن رسالته إلى الرباعية الدولية خلال لقائه مع 20 سفيراً إسرائيلياً أمس، وقال إنه قرّر أن يبعث هذه الرسالة لأنه شعر أن تصريحاته في الموضوع الفلسطيني لا تنقل بشكل مناسب لوزراء الخارجية في الغرب.