اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن انهيار مفاوضات السلام بين الولاياتالمتحدة وحركة (طالبان) يسلط الضوء على الانقسامات الداخلية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كشفت الصحيفة- في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الإثنين- عن حالة التشويش والارتباك التي سيطرت على خطط انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وتعهد ترامب بإنهاء الحرب هناك، وذلك في أعقاب قرار ترامب بإلغاء اجتماع سري مع القادة الأفغان وطالبان للتوصل إلى اتفاق سلام. وذكرت أن الأسباب وراء إلغاء الاجتماع السالف ذكره، وتوقف أي مفاوضات أخرى، بصورة مؤقتة على الأقل، بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان، فضحت التوترات التي تعتري الإدارة الأمريكية، التي اندلعت مع اقتراب التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع الأخيرة. وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الانقسامات الداخلية في إدارة ترامب حول هذا الشأن كان أساسها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي عارض إبرام اتفاق مع طالبان، واختلف مع بومبيو بهذا الشأن، لافتة إلى أن مبعوث الوفد الأمريكي للمصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد، كان أعلن قبل أسبوع أنه تم التوصل إلى اتفاق "من حيث المبدأ" بعد 10 شهور من المحادثات مع المسلحين. وردًا على أسئلة حول احتمال تأجيل خطط الانسحاب المبدئي لما لا يقل عن 5 آلاف جندي أمريكي من أفغانستان- أي أكثر من ثلث إجمالي القوات الأمريكية هناك- المقررة في أوائل العام المقبل، على أن يتم الانسحاب الكامل نهاية عام 2020 المقبل، قال بومبيو: "آمل ألا يحدث ذلك"، وفي مقابل انسحاب القوات الأمريكية، تعهدت طالبان بقطع العلاقات مع القاعدة، ودعم جهود مكافحة الإرهاب. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن تصريح وزير الخارجية بومبيو في مقابلة صحفية، قوله إن خفض عدد القوات الأمريكية سيعتمد على الظروف الفعلية على أرض الواقع. في السياق ذاته، قال مسئول مطلع على مداولات البيت الأبيض في هذا الصدد إن بولتون أبدى تحفظًا بشأن الصفقة مع طالبان في وقت أطلع فيه المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان خليل زاد، الرئيس ترامب على شروطها في أواخر أغسطس الماضي. بينما قال مسئولون في وزارة الخارجية الأمريكية، إن ترامب كان راضيًا عن الصفقة وسمح ل"خليل زاد" بالمضي قُدمًا فيها، استدرك المسئول الأمريكي بالقول إن الرئيس الأمريكي لم يوافق على اتفاق نهائي، في وقت واصل فيه "بولتون" الدعوة إلى مسار آخر. وأوضح المسئول الأمريكي، أن بولتون لم يعارض خفض وجود القوات الأمريكية الحالي في أفغانستان إلى 8600 جندي، لكنه يرفض أي اتفاق مع (طالبان)، بدعوى أن ترامب يمكنه الوفاء بوعده الرئاسي حول الانسحاب من أفغانستان من دون صفقة، بخلاف موقف بومبيو المؤيد لإبرام الاتفاق مع (طالبان).