تعالت الأصوات داخل الاتحاد المصرى للملاكمة وخرجت لتؤكد على حصول الملاكم محمد هيكل على ميدالية أوليمبية فى لندن الماضية لكن كالعادة جاء الخروج المبكر للاعب بمثابة فضيحة فجرت العديد من الحقائق كشفها لنا اللاعب بنفسه بعد مشاركتة فى الأوليمبياد للمرة الرابعة دون تحقيق أى شىء يذكر.. التقت الوفد مع اللاعب وجاء الكلام بدون رتوش أو مجاملة. فى البداية سألناه عن أسباب الخروج المبكر للملاكمة المصرية؟ - بصراحة الإعداد للأوليمبياد عار على الاتحاد لأن اللاعب يجب أن يلعب فى الموسم من 30 إلى 40 مباراة دولية لكى يكون جاهزاً للمنافسة على ميدالية أوليمبية إلا أننى لم ألعب سوى 5 مباريات فقط أما عن باقى اللاعبين فلم يخوضوا سوى 4 مباريات دولية فكيف ننافس عمالقة العالم فى الملاكمة ونحن بهذا المستوى المتدنى. ماذا عن الإعداد والمشاركة فى بطولات دولية قوية؟ - تحدثنا مراراً وتكراراً مع المسئولين بالاتحاد وكان الرد بأنه مفيش فلوس والظروف التى تمر بها البلد لا تسمح بأى معسكرات قوية أو بطولات دولية فى الوقت الذى تخرج فيه أموال الاتحاد فى السفريات الخاصة بأعضاء المجلس وخلافه. الجميع أكد أن ما حدث فى أثينا كان بمساعدة قوية من إسماعيل حامد رئيس الاتحاد وقتها وعضو الاتحاد الدولى وأنه لن يتكرر هذا الإنجاز مرة أخرى.. فما تعليقك؟ - بالفعل إسماعيل حامد كان سبب نجاح الملاكمة فى عهده وكان دائماً يحمينا من الظلم والاضطهاد والمحسوبية التى كان يمارسها بعض أعضاء الاتحاد وكان له الفضل فى إحراز معظم ميداليات الملاكمة وقتها، ومن أبرز صور الاضطهاد الذى برزت على الملاكمة مؤخراً هو ما يلاقيه ملاكمى كوبا وأمريكا رغم تفوقها الواضح. بدون رتوش ما هو دور الاتحاد فى إخفاق الملاكمة فى لندن؟ - الاتحاد يتحمل المسئولية بالكامل ويكفى أنه اهتم بخمسة لاعبين من بين 11 لاعباً الذين يمثلون أوزان الملاكمة كلها من 49 كيلو إلى وزن فوق الثقيل بحجة ضعف الإمكانيات والموارد المادية وتجاهل وجود أطباء فى الفريق الأمر الذى يجعلنا نخوض مباريات ونحن مصابون. وكشف «هيكل» عن مفاجأة بأن اللاعبين يصرفون من مالهم الخاص على الإعداد والتدريب. ما المشاكل الحقيقية التى تواجه الملاكمين فى مصر؟ - عدم الاستقرار لأن اللاعب لا يجد مصدر رزق ثابت من خلال عمل توفره له الدولة حتى يتفرغ للتدريبات، أما رواتب الاتحاد فهى عبارة عن مصروف جيب فقط فى اليوم التدريبى لا يتعدى 20 جنيهاً ومصروف الجيب الخاص بالوزارة أيضاً لا يكفى السفر لمعسكر فى الصعيد، فكيف لبطل دولى يتقاضى 15 دولاراً فى اليوم بينما يوجد لاعبون دوليون غير أكفاء تصل رواتبهم إلى 2000 دولار. وبالنسبة للملابس فهى لا ترقى للاستخدام الآدمى وأبسط مثال ما حدث فى لندن. هيكل.. إلى أين فى الفترة المقبلة؟ - أنشأت أكاديمية للملاكمة فى المركز الأوليمبى بالمعادى لتعليم فنون الملاكمة وإعداد جيل قادر على المنافسة دولياً وإفادتهم بالخبرات الدولية التى اكتسبتها طوال مشوارى مع الملاكمة والذى يبلغ أكثر من 20 عاماً. كريم عباس