اعتبرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية أن القرارات الجرئية والمفاجأة التي اتخذها الرئيس المدني الجديد "محمد مرسي" وآخرها إقالة كبار مسئولي الجيش والمجلس العسكري خطوة فعالة زادت من شعبيته وأعادت ثقة الشعب فيه بعد أن انخفضت أسهمه مؤخرا. وقالت الصحيفة: إن قرارات الرئيس الإسلامي الجديد للبلاد "محمد مرسي" بشأن إقالة "المشير حسين طنطاوي" وزير الدفاع السابق و"سامي عنان" رئيس هيئة الأركان في الجيش وإحالتهما إلى التقاعد لقت ترحيبًا غير عادي بين طوائف الشعب الذين غمروا الشارع المصري أمس الأحد ليساندوا ويأيدوا قرارات الرئيس التي اعتبروها "قرارات ثورية" واستكمالًا لأهداف الثورة وتطهيرًا لمؤسسات الدولة من بقايا النظام السابق. وأضافت الصحيفة أن الرئيس "مرسي" لم يقصد بهذا الإعلان مواجهة بعض الأشخاص أو يهدف إلى إحراج بعض المؤسسات قائلًا في خطاب متلفز "لم يكن لدي عندما قررت أن اتخذ تلك الخطوة سوى اعتبار مصلحة هذا الوطن وشعبه مطالبًا كافة المصريين بالاحتشاد ورائه لمواجهة تحديات الأمة وصعابها مثنيًا على القوات المسلحة مناشدًا إياهم بتكريس أنفسهم لمهمة مقدسة وأسمى من السياسة الداخلية للبلاد وهي الدفاع عن الأمة وحدودها ضد أي عدوان خارجي غاشم". وذكرت الصحيفة أن الرئيس "مرسي" الذي خاض صراعا مريرا على السلطة وصلاحياتها مع المجلس العسكري منذ توليه مهام منصب رئيس الجمهورية في أواخر يونيو سعى بكل قوة لتأكيد سلطته واستعادة صلاحياته بعد حادث رفح الدموي الذي خلف 17 قتيلًا من حرس الحدود المصري بسبب تقصير قادة الجيش في آداء مهامهم في الدفاع عن الوطن، مؤكدة أن تلك القرارات اتت متسلسلة حيث أصدر الرئيس قرارا قبل بضعة أيام بإقلالة رئيس جهاز المخابرات وعدد من كبار المسئولين الأمنيين. وأوضحت الصحيفة أن قرارات "مرسي" تعني بكل وضوح انتهاء ستة عقود من الحكم العسكري فيما أسماه بعض المحللين "بالانقلاب المدني" منذ أن تولى ضباط الشرطة السلطة وأحكموا قبضتهم على زمام الأمور في انقلاب 1952، مبينة أن هذا لا يعني بالضرورة أنه قد تم هزم الجيش باعتباره أقوى مؤسسة في مصر أو أن الجيش سيتخلى عن عقود من امتيارزات والمكانة دون قتال وصراع آخر. وانتهت الصحيفة لتقول إن قرارات مرسى اتخذت بالاتفاق مع القادة العسكريين لعدم حدوث أي انشقاق في صفوف الجيش، وذكرت أن اللواء "عبد الفتاح السيسي" أتى ليحل محل "طنطاوي" كوزير للدفاع واللواء "صدقي سيد أحمد" ليجلس على كرسي "عنان" بعد أداء القسم أمس الأحد أمام الرئيس "مرسي" ورئيس الوزراء "هشام قنديل" قبل إعلان القرارات الحاسمة.