اتخذ الرئيس المصري محمد مرسي عدة قرارات وترتيبات خلال الفترة الأخيرة بدت أنها بمثابة تمهيد للقرارات التي اتخذها اليوم الأحد بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإقالة قيادات عسكرية. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية مساء الأحد أن الرئيس مرسي أحال وزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة ومسؤولين بارزين بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى التقاعد، كما ألغى الإعلان الدستوري المكمل في قرارات مفاجئة. كما أعلن مرسي عن تعيين المستشار محمود مكي، نائب رئيس محكمة النقض، نائبا لرئيس الجمهورية. وأعلن البيان أن الرئيس قرر إلغاء الإعلان الدستوري المكمل الصادر في 17 يونيو/ حزيران الماضي، والذي اعتبرته أحزاب وقوى مؤيدة لمرسي مقلصا لصلاحيات الرئيس. وقرر الرئيس الأربعاء الماضي إقالة مدير المخابرات العامة مراد موافي عقب الهجوم الذي شنه مسلحون على نقطة تفتيش أمنية على الحدود بين مصر وإسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 16 جنديا وضابطا مصري وإصابة سبعة آخرين بجروح، وكذلك إقالة قائد الحرس الجمهوري وتعيين بديلين لهما أكثر ولاء. وبالتوازي، حرص مرسي في الأيام القليلة الماضية على تكثيف اللقاءات والافطارات مع قيادات وأفراد القوات المسلحة. فالتقى مرسي مع قادة جنود وصف الجيش الثاني الميداني في الرابع من أغسطس/ آب الجاري، في حضور طنطاوي وقادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة. وأقيم اللقاء في الإسماعيلية بمقر الجيش الثاني الميداني. وتناول مرسي الإفطار مع الجنود عند نقطة التفتيش التي شهدت هجوم الأسبوع الماضي قرب الحدود مع إسرائيل، في تحرك لم تشهده مصر خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، ونظر إليه محللون على أنه يهدف إلى التقرب من قواعد القوات المسلحة. وبالتوازي، حصل مرسي في الفترة الماضية على دعم مادي كبير شمل حزمة مساعدات أمريكية أعلنت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها إلى مصر الشهر الماضي، ودعوتها لمستثمرين أمريكيين لزيادة استثماراتهم في مصر. كما أعلنت قطر أمس السبت إيداع ملياري دولار لدى البنك المركزي المصري، يصل منها 500 مليون دولار خلال الأسبوع الحالي، و1.5 مليار دولار قبل 15 سبتمبر/ أيلول المقبل. وقال ممتاز السعيد وزير المالية المصري اليوم الأحد إن ليبيا وعدت خلال المباحثات التي جرت مع بعض المسئولين الليبيين خلال الايام الماضية بتقديم وديعة لدى البنك المركز المصري بقيمة 2 بليون دولار في حالة الإفراج عن الأموال الليبية المجمدة في الخارج. ويلفت مصدر مقرب من الرئاسة أيضا إلى أن مرسي درس قراراته ورتب لها بعناية، بما في ذلك اختيار توقيت الإعلان الذي جاء قبل الإفطار بساعتين حيث تكون الأجواء عادة في مصر في شهر رمضان هادئة وأقرب للاسترخاء.