.. هل سنعود لاخفاء رؤوسنا في الرمال المشبعة بدماء شهدائنا الاطهار؟ .. وهل ستتغلب مواءمات السياسة، وأحلام الزعامة، ومصالح الجماعات على مصلحة الوطن العليا؟ بيان المجلس الاعلى للقوات المسلحة كان واضحا، لا لبس فيه: «تزامن هذا الهجوم مع قيام عناصر من قطاع غزة بالمعاونة من خلال اعمال قصف بمدافع الهاون على منطقة معبر كرْم أبوسالم». دعونا نتحدث بصراحة، فالأمر وصل الى اطهر دماء.. دماء حراس حدود مصر. أولا: لا يختلف عاقلان، ان «اسرائيل» هي العدو الاول، والمستفيد الاول من أي ضر يقع على مصر، وان الصدام مع الصهاينة قادم.. ولو تأخر، وعلينا ان نكون له مستعدين. ثانيا: لماذا الاستنكار والدهشة المفتعلان اللذان وسما وجوه كل من يسمع باحتمال ان يكون الجبناء.. الكفار.. الفجار منفذو الاعتداء الوحشي «مصريين»! أو على الاقل بعض منهم، ألم يعلمنا التاريخ بوجود جماعات متطرفة، يحتاج افرادها لعلاج نفسي مكثف، ولا تزال الدولة في عقيدتهم كافرة، والدليل على ذلك ما قاله الجندي الوحيد الناجي الذي وصف الحادث، وقال: ان القتلة كانوا يهتفون: «الله اكبر.. الله اكبر يا خونه».. فمن - سوى مجنون مغيب - يعتقد ان اطهر جنود الارض «خونة»،و ان «عين باتت تحرس في سبيل الله» هي عين «خائن»! ثالثا: لا يستبعد ضلوع اسرائيل في «التخطيط» للعمل الاجرامي و«الدفع» لتنفيذه، لكن الحقيقة المرة التي علينا تقبلها والتعامل معها بمسؤولية، هي ان الايدي الغادرة التي نفذت الجريمة، والاصابع الحقيرة .. المغيبة التي ضغطت على الزناد ستكون للأسف مصرية أو فلسطينية.. او الاثنين معاً وللأسف الشديد بين ظهرانينا متشددون ومتطرفون وخونة وعملاء بوعي وبدون وعي، وما لم نعترف بالحقيقة ونتوقف عن البحث عن «شماعة» لتعليق الاخطاء والخطايا فلا جدوى من الكلام. رابعا: الكيان الصهيوني الحقير والعدو الاول لم يخف معلوماته حول العمل الارهابي،واعلنها يوم 2 اغسطس، وسحب سائحيه - لا اعادهم الله - من سيناء، ومنع دخول سياح جدد، وحذر من احتمال قوي لوقوع «عمل ارهابي» وخرج علينا السيد هنية مشكوراً مقللاً من اهمية هذه التصريحات مؤكدا انها غير جديرة بالاهتمام! خامساً: يجب أن نفرق جيدا بين معارضة «حكم العسكر»، ورفض اقترابهم من «السياسة» حفاظا عليهم وعلى مصر، وبين مصداقية جيش مصر الذي نكن له كل تقدير واحترام، فلا يوجد مصري وطني لا يحترم جيش بلاده، وبالتالي اصدق تماما ما جاء في بيان القوات المسلحة حول اطلاق مدافع الهاون من داخل قطاع غزة لتغطية العملية الارهابية، ولا مجال لتكذيب ذلك في رأيي. سادساً: لن تجدي هذه المرة بيانات الشجب والادانة والاستنكار، ولن يرضى المصريون الا بكشف الحقائق كاملة والرد المناسب والملائم لحجم العمل الوحشي، أيا كان منفذوه،.. وكائنا من كان المخطط له.. ومهما يكن المشارك والمتستر عليه. كما يجب وفورا محاسبة المقصرين، وبالتأكيد هناك تقصير واضح وفج، وغير مسبوق، ويؤسفني ان اقول ذلك لكنها الحقيقة، فأين اجهزة الامن في سيناء؟.. وأين المخابرات الحربية؟.. وأين الامن الوطني؟.. أين كل هؤلاء من أبسط قواعد الاستعداد، خاصة بعد ان قام بتحذيرنا «العدو الصهيوني الغاشم»؟!! اما الوضع في سيناء.. واتفاقية كامب دافيد.. والعلاقة مع الاخوة الاشقاء في غزة وحماس.. فلها حديث آخر وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. @hossamfathy66