أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم. الزمان – 2000 المكان - مركز نجع حماد بقنا الواقعة - سرقة وقتل «إعدام عنتر» العقيد أحمد ضاحى، رئيس مباحث النقل والمواصلات بسوهاج، يحكى لنا جريمة وقعت أحداثها منذ 18 عاماً، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راحت ضحيتها سيدة عجوز، على يد مسجل خطر وابنه الحدث طمعاً فى سرقة مصوغاتها الذهبية، فقاما بذبحها وسرقتها، وشاءت إرادة الله تعالى أن تكشف خيوط تلك الجريمة البشعة، وينال المجرمان عقابهما على أيدى العدالة، ولقد توافقت هذه الواقعة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد». يقول العقيد أحمد ضاحى: فى شهر أكتوبر من عام 2000م، عندما كنت أعمل معاوناً لوحدة مباحث نجع حمادى بقنا، تلقينا بلاغاً من أهالى قرية النجاحية بعثورهم على جثة نعيمة محمود 71 سنة ربة منزل قتيلة فى منزلها، فانتقلنا إلى موقع الأحداث برفقة القيادات الأمنية بقنا فوجدناها مذبوحة، واكتشفنا سرقة مصوغاتها الذهبية، وتبين لنا أيضًا سلامة الأبواب والشبابيك، ما يعنى أن الجانى عرف كيف يدخل المنزل بدون اقتحامه، كما أضافت التحريات بأنها تعيش بمفردها بعد وفاة زوجها من بضع سنوات، فأخطرنا النيابة العامة التى أمرت بتشريحها لبيان سبب الوفاة، وكلفتنا بالتحرى عن الواقعة وسرعة ضبط الجانى. بدأ فريق البحث الجنائى الذى تم تشكيله برئاسة مدير مباحث قنا فى العمل ليل نهار لكشف خيوط الجريمة، وكانت المهمة شاقة لعدم اتهام أهلها لأى شخص بارتكاب الجريمة وكذلك عدم وجود شاهد إثبات، فقمنا باستدعاء المسجلين خطر فى قرى المركز والمعروف عنهم ارتكاب مثل هذه الجرائم، ولكننا لم نتوصل إلى شىء، واستمر العمل لأسبوعين متتاليين، وكادت القضية أن تقيد ضد مجهول لولا عناية الله التى شاءت أن تكشف غموض تلك الجريمة البشعة وينال المجرم عقابه على أيدى العدالة. فقد أبلغنا أحد مصادرنا السرية بأن شاباً صغيراً من القرية يدعى محمد عنتر 17 سنة عامل من جيران السيدة القتيلة، كان يريد بيع قرط ذهبى تتفق أوصافه مع مسروقات السيدة القتيلة، فى مكان بعيد عن المركز بعد الواقعة بأسبوعين، فقمنا بالقبض عليه، وبتضييق الخناق عليه ومواجهته بالتحريات وشهادة الشهود، فانهار واعترف بأن والده عنتر عبدالرحيم 48 سنة مسجل خطر من وراء الجريمة، حيث اتفق معه بعد خروجه من السجن على قتل السيدة العجوز، وأحضر سكيناً وطلب منى طرق باب السيدة ومجرد دخولنا قام بذبحها وسرقنا مصوغاتها الذهبية ولذنا بالفرار. ألقينا القبض على المسجل الخطر واعترف بجريمته تفصيلياً وقام هو وابنه بتمثيلها أمام النيابة العامة، فأمرت بحبسهما على ذمة التحقيق وأحالتهما محبوسين إلى محكمة جنايات قنا، فعاقبت الأب بإجماع الآراء وموافقة فضيلة مفتى الجمهورية بالإعدام شنقا، وقضت على الابن بالسجن 15 سنة.