قال الفنان محمود عبدالمغني إن مسلسل "طرف ثالث" الذي يعرض حاليا أثبت أن العمل الذي يحترم المشاهد سيلتف حوله الجمهور بغض النظر عن الدعاية له أو حتى عدد القنوات التي تعرضه. وقال عبدالمغني إنه قدم مسلسل "المواطن إكس" العام الماضي مع أغلب فريق "طرف ثالث" وحقق نجاحا جماهيريا لافتا، وحينها توقع البعض أن تكون مجرد تجربة ويصعب تكرارها لكننا راهنا على "طرف ثالث" وحتى الآن نجح الرهان. وأوضح أن أهم صفات العمل الناجح هو الاهتمام بالسيناريو والحبكة الدرامية لاقناع المشاهد، وهو مايظهر بوضوح في المسلسل حيث يجد المشاهد الأحداث تسير بشكل منطقي ومتسلسل،فضلا عن عدم تغليب أحد النجوم على حساب العمل نفسه. وأشار إلى أن "طرف ثالث" قد يخلو من الأسماء الكبيرة التي تحظى بتاريخ طويل في الدراما الرمضانية ويشعر المشاهد تجاهها بالألفة، لكن ذلك لم يحل دون أن يجد لنفسه مكانا على خريطة المشاهدين. ورفض عبدالمغني في الوقت نفسه اتهام العمل باثارة التعاطف مع "البلطجية" أو الخارجين عن القانون، وقال إن أغلب النماذج المقدمة في المسلسل لا يمكن وصفهم ب"المجرمين" لنهم نماذج من المجتمع دفعتهم ظروفهم الحياتية إلى الانحراف، لكننا أبدا لا ندعو الى التعاطف مع ما يرتكبونه من اجرام. وقال الفنان محمود عبدالمغني إن مسلسل "طرف ثالث" يهدف إلى "تشريح" المجتمع ونماذجه على طريقة الجراح الذي يخلص الجسم من العضو الفاسد، مشيرا إلى أن المسلسل فقط يبعث برسالة إلى الجمهور أن هناك نماذج من المنحرفين يمكن انقاذهم واعادتهم الى الطريق الصحيح بلقلي من الاهتمام وتوفير سبل العيش الكريم لهم. وحول اكتفاء المسلسل بالاشارة إلى الثورة دون الحديث عنها بشكل مباشر،قال عبدالمغني إن المسلسل لا يتناول ثورة 25 يناير كما روج البعض قبل عرضه، لكنه يتناول ثلاثة نماذج من الشباب الذين عايشوا الثورة ويتناول كيف تعاملوا معها. ولفت إلى أن أكثر ما يميز العمل حرصه على عدم تبني وجهة نظر بعينها خاصة عند تناول احداث وقعت خلال الثورة مثل أحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء وكذلك مذبحة استاد بورسعيد، نحن نعرض الحدث ونترك الحكم للمشاهد. وأشار إلى أن بعض الأعمال تورطت في الانحياز لطرف وبدأت في لعب دور المحلل وهذا ما أفقدها المصداقية وجعلها طرفا في الحدث، لكن هذا ما تجاوزه مسلسل "طرف ثالث" بحرفية تحسب للمؤلف والمخرج أيضا.