للصوم فوائد بنص الآية الكريمة «وإن تصوموا خير لكم» ولكن هناك فئات لا تستطيع الصيام، وهذه الفئات هم المرضي الذين يشكل الصيام خطراً علي صحتهم، ومن ثم فإن استفادتهم من رخصة الإفطار واجبة، ومع إطلالة كل رمضان تتكاثر الأسئلة من المرضي إذا كان المريض يستطيع الصيام أم لا؟.. والتحقيق التالي يوضح فئات المرضي الممنوعين من الصيام بأمر الطبيب. يقول الدكتور مصطفي كامل السيد اخصائي الأمراض الباطنة والسكر والقلب: هناك بعض مرضي السكر يمنعون من الصيام مثل حالات النوع الأول من السكر وهم الأطفال صغار السن وكبار السن جداً الذين لا يتحملون صيام 16 ساعة بدون سوائل، وكذلك مرضي قصور وظائف الكلي بسبب حرمانهم من السوائل لطول فترة الصيام، فمريض السكر في هذه الحالة يفطر خوفاً من حدوث هبوط في نسبة السكر بالدم، ونظراً لطول فترة الصيام، وكذلك مريض السكر الذي تصاحبه أمراض أخري مثل قصور الدورة التاجية، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، نظراً لأن معظمهم يتناول مدرات بول وأدوية لا يمكن تناولها علي فترات طويلة لحدوث نوبات قلبية أو نوبات ارتفاع ضغط. ويضيف الدكتور مصطفي حبيب استشاري الأمراض الباطنة والقلب: هناك قاعدة أساسية لمريض القلب وهي أن الصيام مفيد جداً له وينصح بشرب حوالي أربعة لترات سوائل يومياً، خاصة مع الحر وأن يتناول الطعام علي فترات متجزئة منعاً لعسر الهضم أو التلبك المعوي، وتجنب المخللات، ولكن بعض الحالات ينصح الطبيب المريض فيها بالإفطار مثل حالات الذبحة الصدرية الحادة ولكن بعد شفائه يصوم، وكذلك في حالة الهبوط المحتقن للقلب وترهل عضلة القلب، ومرضي القلب الذين يصاحبهم ضعف في وظائف الكلي أو الكبد، أما مريض الضغط فهو يستفيد جداً من الصيام، وينصح بشرب سوائل وشرب العصائر وتناول الخضراوات بكثرة حتي يتغلب علي اختلال التوازن الملحي في الجسم الذي قد يحدث أثناء النهار. أما مريض الكلي الممنوع من الصيام، فهو كما يقول الدكتور محمد حسني جابر إخصائي جراحة الكلي والمسالك البولية والتناسلية: مريض الفشل الكلوي له رخصة في الإفطار بسبب عدم تحمله للجفاف ونقص المياه في جسمه، وبالنسبة للمرضي الذين يعانون من تكوين حصوات في الجهاز البولي يراعي عند صيامهم تناول كميات كافية من السوائل أثناء الإفطار. ويوضح الدكتور رضا الوكيل أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس الحالات التي يمنع فيها مريض الكبد من الصيام مثل الالتهاب الكبدي الوبائي لأن المريض يحتاج إلي غذاء فيه سعرات حرارية عالية وعلي فترات متقاربة وبالتالي لا ينصح بالصوم، وكذلك مرضي تليف الكبد الذين يعانون من غيبوبة كبدية يحتاج إلي ضبط السوائل وحقنة شرجية علي فترات متقاربة، وأيضاً مرضي نزيف دوالي المريء لأن المريض في هذه الحالة يحتاج إلي سوائل وحقن شرجية، وكذلك مرضي استسقاء البطن الذين يتعاطون أدوية مدرة للبول حيث يحتاج المريض إلي كمية من السوائل لتعويض ما يفقد منه نتيجة استعمال مدرات البول وحتي لا يتعرض إلي اختلال توازن السوائل والأملاح بالجسم، وأيضاً مرضي أورام الكبد لا يتعرضون للصيام لأن المريض يحتاج للتغذية، خاصة علي فترات متقاربة، أما مرضي الجهاز الهضمي مثل مرضي قرحة المعدة النشطة لا ينصح بالصيام حيث يحتاج إلي تناول وجبات كثيرة علي فترات قصيرة لمعالجة تأثيرات الحامض علي جدار المعدة، أما مرضي الحميات الذين يعانون من ارتفاع درجة الحرارة لا ينصحون بالصيام حيث يحتاجون إلي سوائل باستمرار وتناول المضادات الحيوية والأدوية علي فترات محددة. ويضيف الدكتور شريف عبدالحميد أستاذ النساء والتوليد: أثناء الحمل تحدث بعض التغيرات في الجسم وهذه التغيرات في جميع الأجهزة مثل التهاب الدوالي والجهاز التنفسي والكلي مع وجود دورة دموية أخري بالأم وهي دورة الجنين، وبالتالي فإن الصيام في هذا العام سوف يكون ضاراً ومرهقاً للسيدة الحامل، حيث إن ساعات الصيام الطويلة مع الحرارة الشديدة قد تؤدي إلي نقص شديد بالسوائل في جسم الأم، خاصة عن طريق العرق، ولهذا فلا ننصح السيدات الحوامل في أي مرحلة من مراحل الحمل بالصوم هذا العام، وحتي إن استطاعت الأم تعويض السوائل في فترة الإفطار فإن ذلك يكون غير كاف لمواجهة احتياجاتها هي والجنين أثناء فترات الصيام، وهناك مجموعات أخري من الحوامل يشكل الصوم ضرراً بالغاً عليهن حتي ولو كان في أيام الشتاء مثل المصابات بارتفاع ضغط الدم أو تسممات الحمل، ومريضات السكر الذي يعتمد علي الأنسولين في فترات منتظمة، ويلاحظ أنه أثناء حالة الحمل يحدث نوع من التركيز في كثافة الدم وهذا يعرض السيدة الحامل للجلطات وذلك لأن الحمل يكون مصحوباً بنشاط في عوامل التجلط، وبالتالي فإن كثرة فترات الحرمان من السوائل قد يؤدي إلي حدوث جلطات دموية وتأثير بليغ علي الأم والجنين، أما بالنسبة لفترة الرضاعة فإن الأم تكون بحاجة إلي السوائل بصورة منتظمة وبكمية كبيرة للمساعدة علي إدرار اللبن، وبالتالي فإن الصوم لفترات طويلة قد يؤدي إلي ضرر بالغ للجنين حيث إن القاعدة الفقهية، تقول: «لا ضرر ولا ضرار» فيرخص للسيدة المرضعة بالإفطار.