رغم أنها أثيرت منذ ثلاث سنوات، وبالتحديد في 2016، الا أنها عادت لتتصدر المشهد ثانية، ومثلما بدأ ظهورها على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تجدد الحديث عنها تلك الأيام في وسائل التواصل أيضًا.. فقد شهد أمس ثورة عارمة على صفحات كثير من الشخصيات الإبداعية والمثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي، شاجبين ما أسموه عبث دار الشروق برواية نجيب محفوظ "عبث الأقدار" وتغيير عنوانها إلى "عجائب الأقدار"، وبدا الأمر كأنها طبعة خرجت للتو وليست متداولة منذ سنين. الغريب في الأمر أن تلك الأزمة بتفاصيلها عندما أثيرت في 2016، قد ردت عليها دار الشروق، حيث أصدرت بيانًا أكدت فيه أن الطبعة القديمة التى أصدرتها عام 1989 من رواية «عبث الأقدار» المبسطة للناشئين، تحت عنوان «عجائب الأقدار»، موجودة ومتداولة فى الأسواق منذ عام 1989، وقام بتبسيطها الأستاذ محمد المعلم وصدرت فى حياة وبموافقة واعتماد الأستاذ نجيب محفوظ، وفق عقد بين الدار والأستاذ محفوظ نفسه عام 1988، وقد أخرج هذه الطبعة فنيًّا ورسم لها اللوحات الداخلية الفنان الكبير حلمى التونى. وأشارت الدار إلى أن هذه النسخة الميسرة تتضمن تبسيطًا واختصارًا فى المتن وليس فقط تعديلا بالعنوان، وهو تبسيط تم بالاتفاق مع الأستاذ نجيب محفوظ وتحت إشرافه وباعتماده، وفى إطار السلسلة نفسها «تبسيط أعمال نجيب محفوظ» صدرت ثلاثة كتب أخرى للناشئين، هى «كفاح طيبة» و«كفاح أحمس» و«أمام العرش»، وهناك نسخة مبسطة قررتها وزارة التربية والتعليم فى طبعة مدرسية على طلاب الشهادة الإعدادية خلال الفترة من 1989 1992. وقالت الشروق إن الرواية الأصلية التى صدرت فى صورتها الأولى عام 1939 بعنوان «عبث الأقدار» موجودة كما هى بنصها وعنوانها فى الطبعات المتعددة التى أصدرتها دار الشروق دون أى تغيير، سواء فى الطبعات الفردية من أعمال نجيب محفوظ أو فى طبعة الأعمال الكاملة، وكلها موجودة ومتداولة فى المكتبات منذ سنوات. السؤال الذي لا نجد له إجابة شافية هو لماذا تعود تلك الأزمة لتطفو على سطح الشارع الثقافي بعد ثلاث سنوات من حسمها، وإلى متى سيظل المثقفون ينجرفون وراء شائعة تلو الأخرى، دون محاولة التثبت منها ؟، وإن كان هذا هو حال الوسط الثقافي والأدبي، فلا يلومن أحد إذن على المواطن العادي إن هو انجرف وراء شائعات وأقاويل مغرضة أو فقط مثيرة للغط.