يشهد العصر الحالي ثورة معلوماتية قوامها وسائل التواصل الاجتماعي، انحسر معها دور الوسائل التقليدية في ربط العالم ببعضه البعض، حيث تمكن الأفراد باستخدامها من التواصل مع بعضهم البعض بسهولة ويسر دون تكلفة تذكر. ولكن مع الوقت، أصبح الإنترنت وسيلة فعالة للربح، حيث استخدمه الشباب للتسويق لأعمالهم والوصول إلى الشهرة والأضواء وبمرور الوقت ظهر مصطلح ال"فريلانسينج Freelancing" وال"فريلانسر Freelancer". مصطلح ال"فريلانسينج" بكل بساطة هو العمل الحر على الانترنت، حيث يقوم الفرد بعرض نماذج لأعماله الخاصة ويتلقى من خلالها طلبات العمل من العملاء سواءأكانوا أفرادًا أو شركات، ويسلم العمل في النهاية للعميل ويتلقى ثمنه، كل ذلك يتم عن طريق الانترنت، ولا يقتصر "الفريلانسينج" على مجال واحد بل يضم العديد من المجالات كالتصوير، والمونتاج، والبرمجة الحاسوبية، وتصميم الجرافيك، والتدريب، واعداد المحتوى، والتسويق الالكتروني.. وغيرها من الأعمال التي يمكن القيام بها باستخدام جهاز الحاسوب. فإذا كنت من ال"فريلانسرز" الجدد أو الراغبين في بدء العمل الحر، إليك مميزات وعيوب المجال وكذلك أسرار النجاح من المحترفين: أحمد جمال الدين الشهير ب"جيمي"، خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة متعدد المواهب، فهو بارع في التصوير والمونتاج والإخراج والتسويق، يعمل من خلال حسابه الشخصي وصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "Face book". من أبرز مميزات ال"فريلانسينج" في رأيه الحرية التي يتمتع بها الشخص مقارنة بالعمل الخاص أو الحكومي، فال"فريلانسر" هو من يقرر متى يعمل ومتى يتوقف، وهو من يتحمل نتائج عمله سواء بالنجاح أو الفشل بعيدا عن تسلط المديرين، كما أن كامل عائدات العمل تعود عليه بدلا من مشاركة جهة عمله في الربح. أما أبرز عيوب ال"فريلانسينج" في رأيه عدم الاستقرار، فقد يكون لديه اليوم عمل وغدا لا، وعلى ال"فريلانسر أن يجيد التسويق الإلكتروني لعمله سواء عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك" أو عبر المنصات الإلكترونية المخصصة لذلك كمجموعة" سوشيال ميدياوي" على "فيسبوك"، كما يجب أن يتابع التعلم والتطوير من قدراته كل يوم فالتكنولوجيا "ملهاش كبير". أما وليد سليمان، طالب كلية الإعلام جامعة القاهرة، والذي يعمل في مجال التصميم والجرافيك اتفق مع "جيمي" في أن الحرية هي أهم ما يميز ال"فريلانسينج"، فيكون له الحق في رفض أو قبول العملاء حسب ما يراه، كما أن حجم المهام التي يكلف بها من يعمل لدى مؤسسة أو شركة لا يتناسب أبدا مع ما يتقاضاه، بل وأكثر من ذلك فقد ينفق الشخص من راتبه ليغطي تكلفة إنجازها. وأضاف سليمان، أن من أكبر المشكلات التي تواجه أي "فريلانسر" مبتدئ هي "النصب" ، بحيث لا يكون الفرد على دراية كافية بأسعار السوق فيتم خداعه، كذلك صعوبة التسويق لعمله مما يقلل من فرص نجاحه ك"فريلانسر". وأوضح مصمم الجرافيك أن هناك منصات إلكترونية متخصصة تضم جميع ال"فريلانسرز" في مجال التصميم وتعد وسيلة فعالة لل"فريلانسر" المبتدئ مثل مجموعات : "مصممين عالناصية"، و"خبرات مصمم"على موقع "فيس بوك"، وكذا موقع 555.com. وحذر من أن النجاح في مجال ال"فريلانسينج" في مصر تحديدا غير مضمون ويواجه العديد من الصعوبات؛ لذا يمكن للشخص العمل ك"فريلانسر" إضافة لعمله لدى الشركات أو المؤسسات، وعليه تكثيف الدراسة والتدريب ومعرفة تسعيرات السوق والاعتماد على أشخاص يساعدونه في الظهور ويروجون له الخير. أما في مجال التعليق الصوتي "voice over" أكد مصطفى سعيد الشهير ب"جيكا"، أن الشركات تتجه حاليا لجعل موظفيهم "أشباه فريلانسرز" فيقوم العاملين بمجال التصميم والتعليق الصوتي وغيرها من مجالات ال"فريلانسينج" بممارسته من منازلهم توفيرا للنفقات وحاليا ينقسم ال"فريلانسيرز" إلى تابعي شركة أو مؤسسة معينة تقوم بتمويلهم بالاضافة لعملهم الحر كأحمد الغندور مقدم برنامج "الدحيح" التابع لمؤسسة "AJ+"على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب", أو "فريلانسر" حر يمول نفسه ذاتيا كأحمد سمير مقدم برنامج "إيجيكولوجي" على "يوتيوب". وفيما يخص العيوب، قال "جيكا" أن الشركات والمؤسسات تمنح عددا من الإمتيازات والمكافآت والتأمينات على الصحة والحياة لموظفيها أما ال"فريلانسرز" فهم المسؤولون الوحيدون عن أنفسهم, علاوة على أن المجال في مصر غير مستقر، وبالتالي يحجم من يتمتع بدوام عمل ثابت عن دخول هذا المجال، كذلك من أكبر المشاكل الاتفاق مع شركة أو مؤسسة معينة على عمل ما ولا تقوم بدفع باقي الاتفاق بمعنى آخر "تاخد نص فلوسك ومتاخودش الباقي"، لذا يحافظ المعلق الصوتي على حقوق ملكيته الفكرية باستخدام ال""demo CD وهو أشبه بال"لوجو" الخاص بمصمم الجرافيك أو يقوم بتسجيل أعماله في حقوق الملكية الفكرية فلا يستطيع العميل التصرف فيها بغير إذنه. ورصد المعلق الصوتي أشهر المنصات التي تضم ال"فريلانسيرز" ويتواجد عليها عملاء من مختلف المؤسسات:مثل موقع وتطبيق linked in""، موقع "Up work"،و"Speed lancer" ,و""People per hour، و."Top tale" ولخص تجربته في عدة نصائح يقدمها للمبتدئين، فعلى ال"فريلانسر" جمع أكبر قدر من المعلومات عن العميل الجديد عبر تصفح حسابه الشخصي و معرفة ردود الفعل من أشخاص سبق لهم التعامل معه، وتجهيز سيرة ذاتيةCV"" أو رابط عام "Show reel" لأعماله الابداعية كالتصوير والمونتاج أو الجرافيك، وكذا شراء معداته وأدواته الخاصة من أجهزة حاسوب، ومعدات صوتية، وأدوات تسجيل، وغيرها تجنبا لاستئجار الأدوات وحجز الاستوديوهات التي تمثل تكاليفا زائدة وتنقص من الأجر الذي يحصل عليه الشخص. وعلق نسيم واصل مدير شركة "لايت ميديا" للإنتاج الإعلامي التي تمارس عملها في اليمن ومصر ودول أخرى أن ال"فريلانسر" يمكنه استهداف عدد من العملاء المتعددين بشكل واسع وعدم التركيز على جهة محددة. وأكد واصل، أن من أشد الصعوبات التي تواجه من يعمل في هذا المجال هو عدم درايته بجهة العمل التي يقدم خدماته لها، سواء أكان في نظام عملها أو تصورها للمشروع أو معايير تقيمها له فيقوم بتنفيذ أعمال لا تتناسب مع الشركة مما يؤدي إلى ايقاف التعاقد.