الوحدات الصحية والمنتشرة بالقري والعزب ، والتى يصل عددها الي 376 وحدة صحية بمحافظة المنيا ، تعد بمثابة البديل في توفير الرعاية الصحية لأهالي القري ، عن المستشفيات ، وفي الغالب يتم انشاء الوحدات الصحية وتوزيعها ، في القري التي تبعد ما يزيد عن كيلو مترات ، عن اقرب مستشفي عامة ومركزي . تقوم الوحدات الصحية ، في وجود طبيب وممرض، بتوقيع الكشف الطبي علي المرضي ، ومنح العلاج مجانا، ومن المفترض ان يكون هناك طبيب مقيم بتلك الوحدات الصحية ، لإسعاف المرضي او الجرحي ، ولكن في الغالب ، ينشغل طبيب الوحدة الصحية ، بعيادته الخاصة ، متجاهلا المرضي ، ويبقي فقط خلال الفترة الصباحية ، متعللا بذلك ان مرتبات الحكومة بالنسبة للأطباء لا تكفي للاحتياجات الضرورية للمعيشة . والحق يقال ، ان هناك حملات مكثفة من قبل مديرية صحة المنيا ، برئاسة الدكتورة امنية رجب ، وتكون هناك جزاءات للأطباء المتغيبين عن موقع العمل سواء كان ذلك في الوحدات الصحية او المستشفيات العامة والمركزي ، ولكن من الواضح ان الاطباء قد تعودوا علي تلك الجزاءات والتي تكون في الغالب بالخصم المالي ، حيث يقارن الاطباء تلك الخصومات المالية ، بما يتربحونه من اعمالهم في العيادات الخاصة ، فتكون ذات تأثير ضعيف وغير رادعة . ولكون أي اهمال او تغيب عن موقع العمل ، بالنسبة للاطباء يكون علي حساب المرضي ، فتكون الطامة الكبري ، حينما يحتاج مريض إلي مصل لدغة عقرب او ثعبان ، فلا طبيب يغيثه ، وفي الاساس تلك الامصال غير متوفرة بالوحدات الصحية ، وبعد المسافة من القري وحتي الوصول للمستشفيات العامة او المركزي،كل تلك العوامل ، تكون سببا في وفاة المريض ، نتيجة الاهمال وعدم توفر العلاج اللازم للمرضي. وإذا كنا نتحدث عن الصحة فلابد أن يتم ، وضع تقنيين محدد لحالة الطب والطبيب فالأطباء ، هم العمود الفقرى للعلاج والذين يديرون عملية العلاج ، والمستشفيات والعيادات والمرضى، وإذا نظرنا إلى حال الطب فى مصر ، من منظور المستشفيات والنظام الطبى ، يمكننا ان نرى عيوبا كثيرة فى النظام والعلاج والمستشفيات . وغياب العلاقة بين الطب كمهنة إنسانية والمريض بصفته إنسانا ، فكان الطب لفترة طويلة فى مصر يرتبط بالحكمة ، والطبيب لم يكن فقط يمارس العلاج ، لكنه كان يتصل بمرضاه ويطلع علي مشكلاتهم الاجتماعية ، ويحارب الجهل مع المرض، لهذا كان الأطباء فى مصر دائما نجوما يعرفهم الناس ، أكثر من أى شخص آخر ، وكان يلقب قديما ب(الحكيم ). وقصة المصريين مع الطب قديمة ، منذ ايام الفراعنة عندما أرتبط الطب ، بالمعابد والكهنة وتطور الأمر وامتد فى الثقافة المصرية ، حيث كان الأطباء هم الذين أخرجوا المرض من دائرة السحر والأعمال الشريرة ، بوصفه خطرا يمكن مواجهته والتعامل معه وقهره ، وعرفت مصر أطباء كبارا طوال الوقت اغلبهم كان الطب بالنسبة لهم رسالة أكثر ، من كونه وظيفة أو عملا يدر ارباحا ضخمة. ومرت احوال الأطباء فى مصر بمراحل ارتبطت بمراحل التحولات الاقتصادية والاجتماعية ، وأصاب الطب ما أصاب غيره ظهر أطباء يتعاملون مع الطب ك(بيزنس)، ومع المرضى كأرقام او مصادر للكسب ، بدون أى تعاطف وفى المقابل هناك أطباء حملوا رسالة الطب الإنسانية ، ولم يقدموا حساباتهم فى البنوك على تحقيق انتصارات على بعض الأمراض الفتاكة، وبين هؤلاء أطباء يواجهون المرض بنفسية محاربين ، وليس كرجال أعمال. ولكن مايحدث الآن وهم كبير سمى كذبا بالعلاج المجاني بالمستشفيات العامة بالمنيا ، وبعد أن كان هذا الوهم يبدأ من الإهمال وينتهي عند اختفاء العلاج بالمستشفيات ، امتد الآن إلي عدم وجود الطبيب المختص ، ونقص الإمكانيات والأخطاء الطبية ، وتوج بشيوع البلطجة التي القت بظلالها علي المريض والطبيب علي السواء، نهاية بترك الطبيب لعمله والتفرغ لعيادته الخاصة ، والتى تدر عليه أموال طائلة ، حتى اصبحت مهنة إستثمارية ، كل ذلك على حساب المريض المطحون من شدة الألم والمرض. وتقول رضيه عبد النبي ، موظفة بابو قرقاص ، ليست الوحدات الصحية فقط ، التي يهجرها الاطباء ، فالأمر وصل إلي المستشفيات ، والتي في الغالب ، يهرول الاطباء إلي عياداتهم الخاصة ، تاركين المرضي والعناية بهم كما ينبغي ، وقبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية ، مناشدة المسؤلين بضرورة وجود رقابة لصيقة علي حضور وانصراف الاطباء ، بخلاف النوبتجيات ، سواء بالوحدات الصحية او المستشفيات . ويضيف سعداوي خلف ، موظف بالعدوة ، ان الوحدات الصحية ، اصبحت كالبيوت الخربة ، لاتقدم شيئا يذكر ، في ظل هجر الطبيب لها سعيا وراء الربح المالي ، من اجراء عمليات جراحية او الكشف بأجر بعيادته الخاصة ، هذا بخلاف ان حصة الادوية محدودة بالوحدات الصحية ولاتلبي اجتياجات المرضي . ومن ناحيته قال الدكتور خالد جمال، وكيل مديرية الصحة ، بالفعل تلقينا كثيرا من الشكاوى بسبب الفترة المسائية فى الوحدات الصحية، ولكن كان ذلك بسبب العجز فى الأطباء والتمريض خاصة فى المناطق النائية"، وأضاف: "الطبيب يأخذ 10 نوبجيات شهريا ، لكن فى ظل العجز فى الأطباء فإنه يحصل على أكثر من 15 نوبتجية فى الشهر، وهذا يمثل عبئا أكبر على الأطباء. وأكد جمال ، أنه لا توجد وحدات صحية مغلقة بشكل مطلق ، ولكن يتم تخصيص أطباء لها بعض الوقت، والفترة المسائية ، كانت المشكلة الكبرى لدينا، وتمكنا من إيجاد حلول لها عن طريق الوحدات المركزية، وضم مجموعة من القرى فى القرية الرئيسية والدفع بالأطباء فيها لسد العجز فى الأطباء. وأشار ، إلى ان العجز فى الأطباء يصل إلى 60 طبيبا قد يتغير فى اليوم التالى، ومؤكدا ، أنه أيضا لمواجهة العجز فى الأطباء تم التعاقد مع حوالى 50 طبيبا بمبالغ كبيرة، وأضاف: "بخصوص المستلزمات الطبية لا يوجد نقص بعد أن تم سحب تلك المستلزمات من المديريات إلى الوزارة بالقاهرة، حتى المبالغ المالية المخصصة للشراء تم سحبها من المديرية، وكل ما نستطيع القيام به هو إرسال طلب بالكمية المحددة للمحافظة ، والحصول عليها من الوزارة". كما أعلن الدكتور عماد محمد مهني، مدير الرعاية الاساسية بمديرية الصحة في المنيا، تحويل 5 وحدات صحية نموذجية إلى مستشفيات نموذجية، من بينها الوحدة الصحية بقرية قلندول بمركز ملوي ، وبني حسن الأشراف بأبوقرقاص، وحلوه بمطاي، وأبا الوقف بمغاغة، والجرنوس ببني مزار ، بهدف تقديم خدمه سريعة للمرضى. من جانبها قالت الدكتورة أمنية رجب، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، ان هناك طفرة في عملية في تطوير المستشفيات بالمنيا، حيث يتم إحلال وتجديد وتطوير 6 مستشفيات بينهم مستشفى سمالوط العام، والتي تعد صرح طبي كبير لخدمة أبناء المحافظة، و5 مستشفيات أخرى هي ملوي العام، ودير مواس العام، ومطاي العام، والعدوه العام، بني مزار العام. سيتم الانتهاء من استلام 3 مستشفيات هي سمالوط العام خلال 3 شهور، وملوي ودير مواس، مع نهاية العام الحالي ، واستكمال الاخرين خلال اوائل العام المقبل، وقد شهدت المنظومة الطبية بمحافظة المنيا ، تطويرًا كبيرا خلال العاميين الماضيين ، حيث تم إنشاء 52 وحدة صحية بالمراكز والقرى بالمحافظة لتوفير الرعاية الطبية لأبناء المنيا. وأضافت وكيل وزارة الصحة بالمنيا، إنه تم تحويل 5 وحدات صحية نموذجية ، إلى مستشفيات نموذجية، بينها الوحدة الصحية بقرية قلندول بمركز ملوي وبني حسن الإشراف بمركز أبو قرقاص، وحلوه بمركز مطاي، وأبا الوقف بمركز مغاغة، والجرنوس بمركز بني مزار ، بهدف تقديم خدمة سريعة للمرضى. وأشارت رجب ، إلى أنه جار حاليا تطوير 8 وحدات لطب الأسرة في قرى: نزلة العمودين، الطيبة، دير جبل الطير، كفر عبدالخالق، الشيخ حسن، عباد شارونة، بردنوها والأمل 8 بسمالوط، فيما تم تطوير 3 وحدات خلال العام الماضي: الاعتزاز 3 بمركز سمالوط، والصباحة البحرية بمركز بني مزار، و عمار خلاق غرب المنيا. ولفتت وكيل الوزارة ، أنه جاري إنشاء 8 وحدات جديدة بالمناطق الأكثر احتياجًا، حيث تمتلك المحافظة حاليًا 376 وحدة صحية، بالإضافة لإنشاء 14 وحدة صحية أخرى بتمويل سعودي، من بينها إنشاء 10 وحدات جدد، بجانب 4 وحدات صحية تدخل مرحلة الإحلال والتجديد، مع استكمال أعمال المستشفيات التي دخلت مرحلة الإحلال والتجديد في عام 2017. وفى نفس السياق متصل ، أعلنت مديرية الصحة، عن اعتماد 20 وحدة صحية على مستوى مراكز المحافظة التسعة ضمن اعتمادات جودة الأداء للعمل كوحدات طب أسرة، بما يساهم في الارتقاء بالمنظومة الصحية بالمحافظة وتوفير كافة أوجه الرعاية الصحية للمواطنين، وإن هذه الاعتمادات تأتى في إطار مشروع تحسين جودة الخدمات الصحية الممول من البنك الدولي. وأشارت وكيل وزارة الصحة ، إلى أن الوحدات الصحية التي تم اعتمادها للعمل كوحدة لطب الأسرة ، جاء توزيعها كالتالي وحدتي ( بان العلم بني عامر ) بالعدوة، وحدة العباسية بمغاغة، وحدات (طمبو صفط الخمار الغرباوى) ببني مزار، وحدات ( منبال منشأة منبال ابوان ) بمطاى، وحدات ( قلوصنا الجزائر الحتاحتة ) بسمالوط، وحدات (دماريس طوة بني محمد سلطان) بالمنيا، وحدة بني محمد شعراوي بابوقرقاص، وحدتي (المحرص سنجرج) بملوي، وحدتي (منشأة سمهان كفر خزام) بديرمواس. وأضافت رجب ، إن هناك 3 مستشفيات دخلت منظومة التطوير الكامل إحلال وتجديد" عام 2017 بتكلفة بلغت 867 مليون جنيه تقريبا، بواقع 299 مليون و484 ألف جنيه لمستشفى بني مزار، و283 مليون و 388 ألف جنيه لمستشفى مطاي، و248 مليون و177 ألف جنيه لمستشفى العدوة، بينما تم البدء في تطوير ثلاث مستشفيات أخرى منذ عام 2016، وهي مستشفيات ملوي العام، سمالوط، وديرمواس،حيث بلغت تكلفة تطوير المستشفيات الثلاث 700 مليون جنيه تقريبًا، وكذلك إجراء أعمال صيانة بمستشفيات أبو قرقاص، والرمد، والصدر، وتشغيل مستشفى الطوارئ بالشيخ فضل. ولفتت رجب ،إلي ان إجمالي عدد مستشفيات التكامل بالمحافظة، يبلغ 29 مستشفى، موزعة على مستوى مراكز المحافظة، ومدنها التسعة، منها ما تم استغلاله بالفعل وإعادة تشغيله مرة أخرى، ومنها ما هو مقترح استغلاله بالأسلوب الأمثل خلال الفترة المقبلة، وإن عدد مستشفيات التكامل التي تم استغلاها بالفعل على مستوى المحافظة، يصل إلى 17 مستشفى، كما تم إعداد مقترحات لإعادة استغلال عدد 7 مستشفيات أخرى، بينما توجد 5 مستشفيات تكامل تحتاج إلى تطوير وإزالة المباني المتهالكة. وتابعت القول بأن مركز ومدينة المنيا ، به عدد 4 مستشفيات تكامل، وهى مستشفى طهنشا، وجاري استغلاله كمعهد فني صحي، أو مستشفى أطفال تخصصي، ومستشفى زهرة، والذي تم استغلاله كمدرسة للتمريض مع خدمات الرعاية الصحية الأولية، ومستشفى صفط الخمار ، والذي يحتاج الى تطوير، ومستشفى دمشير، والذي تم إنشاء مبنى وحدة طب أسرة حديث به. وفى مركز ومدينة العدوة ، يوجد مستشفى عطف حيدر، والجاري تقييمه هندسيًا بمعرفة المحافظة، وفى مركز ومدينة مغاغة يوجد 4 مستشفيات تكامل، وهى مستشفى ابا الوقف، والذي تم استغلاله كمدرسة للتمريض، مع خدمات الرعاية الأولية، ومستشفى شارونة (شرق النيل)، والجاري دراسة استغلاله كمركز لعلاج الفيروسات الكبدية، ومستشفى برطباط، والجاري حاليًا استكمال المبنى الخاص به، ومستشفى حميدة الجندي، والمقترح استغلاله كعيادات تخصصية. أما في مركز ومدينة بني مزار، توجد عدد 5 مستشفيات تكامل، وهي مستشفى الشيخ فضل، والذي تم تجهيزه وتشغيله كمستشفى طوارئ، وتم نقل قسم الجراحة والعظام من مستشفى بنى مزار المركزى اليه، ومستشفى القيس، الذي تم استغلاله كمدرسة للتمريض بجوار خدمات الرعاية الاولية، ومستشفى صندفا، الذي صدر لها قرار ترميم. وجاري إعداد مقايسة من قبل الوحدة المحلية، ومستشفى بنى على، والذي تم إحلاله وتجديده كمجمع طبي، ومستشفى الجرنوس وهو أحد المراكز الصحية المميزة، بينما يمتلك مركز ومدينة مطاي، عدد 2 مستشفى تكاملي، وهي مستشفى لطف الله والذي صدر له قرار ازالة وسيتم احلاله وتجديده، طبقا للنموذج النمطي لوحدات طب الأسرة. وفى مركز ومدينة سمالوط يوجد عدد 3 مستشفيات تكاملية وهى مستشفى قلصونا والذي تم تشغيله بدلا من مبنى مستشفى سمالوط نظرا لإحلالها وتجديدها ومستشفى البيهو والجارى استغلاله كمعهد فنى صحى ومستشفى ابو سيدهم والمقترح استغلاله كمستشفى صحة نفسية، بينما فى مركز ومدينة ابوقرقاص يوجد عدد 4 مستشفيات تكامل . وتشمل ، مستشفى بنى عبيد ، والذى تم احلاله وتجديده كمجمع طبى، ومستشفى اتليدم ، والذى تم استغلاه كمدرسة للتمريض مع خدمات رعاية اولية، ومستشفى منسافيس ، والذى به عدد 2 مبنى (وحدة طب اسرة مبنى قديم) ، ومستشفى بنى حسن الشروق ، وهى احد المركز الصحية المميزة. وقال محافظ المنيا ، اللواء قاسم حسين ، إن عامي 2018 ، 2019 قد شهد تطورًا كبيرًا في قطاع الصحة بمحافظة المنيا، حيث انتهينا من بناء وتشغيل مستشفى طوارئ الشيخ فضل، وتطوير 52 وحدة صحية بالمراكز والقرى، وإن المحافظة تولي أهمية خاصة بقطاع الصحة، وتم وضع خطة شاملة لاستكمال وتطوير جميع المستشفيات بالمحافظة ووحدات الرعاية الأساسية، وكشف المحافظ عن قرب افتتاح مستشفيات العامة في ملوي، وسمالوط وديرمواس، بعد التطوير الشامل والإحلال والتجديد.