قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن اختيار الرئيس المصري محمد مرسي لهشام قنديل رئيسا للوزراء جلب عليه موجة انتقادات عارمة من مختلف القوى السياسية لافتقاد قنديل للشروط التي وضعها مرسي نفسه في خطاب سابق حينما قال إنه سيختار سياسي وطني مستقل ليكون رئيس وزراء مصر، كما أن عدم الشفافية التي سبقت اختيار قنديل والضبابية في التشكيل الوزارية تسبب حرج بالغ للرئيس مرسي. وأضافت إن مختلف القوى السياسية بمصر انتقدت اختيار الرئيس محمد مرسي لأول رئيس وزراء في مصر الجديدة -الذين اعتبروه يفتقر للشفافية- خاصة أن قنديل يفتقر للسجل الحافل بالانجازات، ويمثل تراجع لمرسي عن وعوده خلال الحملة الانتخابية بتشكيل حكومة وحدة وطنية ، تضم كافة دعاة الديمقراطية من العلمانيين والإسلاميين المعتدلين الذين شاركوا في الإطاحة بالرئيس السابق حسن مبارك. وتابعت الثلاثاء الماضي فاجأ مرسي البلاد باختيار شخصية تكنوقراطي غير معروف وزير الري السابق هشام قنديل لرئاسة الوزراء، حيث يرى الجميع أن قنديل -المهندس الذي تلقى تعليمه بالولايات المتحدة- ليس ذو ثقل سياسي، خاصة أن الحكومة الجديدة تواجه أزمة متصاعدة، وسط فوضى تنذر بالخطر، واقتصاد ضعيف، وإحباط عام، حيث تتعرض المستشفيات للهجوم، بينما يقطع المتظاهرون الطرق بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر وعدم وجود مياه جارية، فضلا عن الإضرابات العمالية واسعة الانتشار. وأوضحت إن اختار مرسي لقنديل يأتي بعد شهر من توليه منصبه كأول رئيس مدني لمصر، ويقول مراقبون إن تأخير إعلان الحكومة يعكس تردد مرسي وفي الوصول إلى توافق قوي في الآراء حول شخصية معنية لرئاسة الوزراء. في مؤتمر صحفي، قالت بعض القوى السياسية التي دعمته خلال الانتخابات :إن" قرار اختيار قنديل يفتقر إلى الشفافية والوضوح، وكان مرسي تعهد مقابل هذا الدعم بالشمولية، وفي لقاء مع الشهر الماضي مع مختلف القوى السياسية قال إنه سيختار شخصية مستقلة، وسياسي وطني ليكون رئيس وزراء مصر. ونقلت الصحيفة عن هبة رؤوف أستاذ العلوم السياسية قولها:"لقد كان من المستغرب أن الشخص المسمى لم يستوفي المعايير المحدد وهذا هو المؤشر الأول على تغيير المسار .. وإن المحادثات حول الحكومة الجديدة اجريت وراء الأبواب المغلقة."