نظم مركز أحمد بهاء الدين الثقافي بأسيوط ورشة عمل حول إشكالية النجاح في الحياة ومتطلباتها بدءاً من تنمية الذات بالإضافة لتطوير العلاقات بين البشر وفق مفاهيم الثقافة المجتمعية فضلاً عن كيفية الإلمام بالمهارات اللازمة لبناء التواصل الاجتماعي الفعال والإيجابي. صرح بذلك الأديب حمدي سعيد المدير التنفيذي لمركز أحمد بهاء الدين الثقافي بأسيوط، والذي قال إن ورشة العمل قام بها الدكتور يكن حسام خبير الاتصال الاجتماعي وباحث أنثربولوجي بالولايات المتحدةالأمريكية. وأوضح الأديب حمدي سعيد أنه شارك في حضور الورشة 25 من أعضاء جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين والشباب المهتمين بقري صدفا، مضيفاً أن المحاضرات كانت ثرية ومفيدة للغاية وتناولت العديد من الموضوعات الهامة منها ما يدخل ضمن نطاق التنمية البشرية وأخري العلوم الاجتماعية الحديثة في التواصل. وأضاف الدكتور يكن حسام خبير التواصل المصري المقيم بأمريكا أنه فيما يخص التدريب على النجاح في الحياة فكان العامل الحاسم هو استيعاب المتدربين لكيفية تحمل مسئولية نتيجة رهان قرارات وخياراتنا الحياتية إن كانت ناجحة أو فاشلة بما في ذلك أفعالنا وكلماتنا وتعبيراتنا اليومية. وأشار خبير الأنثربولوجي إلى أن التواصل مع البشر عملية لا تنتهي من التعليم المبنية على الإخفاق والنجاح، منوهاً بأن علاقتنا الحميمية جداً قد تنكسر بسهولة جداً وفق رأي العالم الشهير كافيل لأنه كثيراً ما يستوي الفرق بين الحادثة والخطأ وفق رأي الفيلسوف الأمريكي أستون وبالتالي فالإدراك وفهم الذات والآخرين بالغ الأهمية وكذلك الاستفادة من الخبرات المتراكمة. وأوضح الدكتور يكن حسام أنه كان سعيد للغاية بتواجده للمرة الأولي في الصعيد، منوهاً بأن واقع شخصيات الصعيد وطبيعة مجتمعاتهم مختلفة تماماً عما يتم نشره بسوائل الإعلام أو يتناول في الكتب ، مشيرا إلى أنه سيكون حريصا على أداء ورشة أخري في مركز أحمد بهاء الدين قبل سفره للولايات المتحدة حيث إقامته منذ سنوات. وأضاف يكن حسام أن أطفال قري الصعيد الذين التقي بهم في المركز الثقافي مبهرون للغاية وذكاؤهم غير عادي، قائلاً "يمكننا أن نؤكد أن لديهم قدرات عبقرية في مختلف المجالات ولكن للأسف الشديد فإن الواضح أن مدارس التربية والتعليم في قري الصعيد لا تبذل أي مجهود أو رعاية مع هذه المواهب الإبداعية ولا تؤدي حتي دورها التعليمي المفترض وبالتالي فمن المتصور أن كل هذا الثراء البشري محكوم عليه بالإعدام لأنه لا يلقي الرعاية والدعم بل بالعكس تماماً فكل الإهمال وهو الواضح حتي في نسب الأمية المرتفعة بين طلاب الشهادة الإعدادية بشكل غير متخيل لطلبة مكثوا أكثر من 10 أعوام في الدراسة وهو ما لا يحدث في أي دولة في العالم أيضاً وخاصة أننا نتحدث عن التعليم الحكومي الرسمي أي معظم التعليم السائد في البلاد".