السؤال ببساطة هو لماذا كان القرار أن تقوم مدينة زويل على حساب جامعة هي من أرقى الجامعات المصرية ومن أحسنها سمعة عالمية؟ لقد سمعت كثيرا عن جامعة النيل المصرية مما أثلج صدري وأشعرني بالفخر والعزة أثناء عملي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لسنوات طويلة وما تبع ذللك من سفر إلى معظم بلدان العالم المتقدم والنامي. وأتسائل لماذا تقام مدينة زويل, ذلك الصرح العلمي الكبير, علي حساب جامعة هي من أنجح الجامعات في مصر؟هل السبب هو إختيار الدكتور زويل نفسه لهذا الموقع وموافقة الدولة عليه لقرب الدكتور زويل من مراكز اتخاذ القرار؟ أم أن السبب أن الدكتور زويل حاصل على جائزة نوبل وهؤلاء الوطنيون القائمون علي شئون الجامعة ليسوا حاصلين عليها، وإن كان معظمهم درس بالخارج وحصل على شهادات الدراسات العليا من الجامعات الأجنبية؟ أعطوني سببا واحدا يبرر تدمير صرحا علميا عاليا لنبني علي أنقاضه صرحا آخر؟ لماذا من يأتي لينهض علميا بالبلد عليه أن يهدم أولا ما فعله أسلافه وهو الذي سبق في حديث له أنه في الخارج إذا نبغ شخص في فإن حتي أقرانه يشجعونه ويفرحوا له؟ فلماذا إذا لا نشجع كل من نبغ وعمل عملا طيبا لصالح هذا البلد؟ وهل الدكتور زويل حصل على جائزة نوبل من عمله كفرد أم من خلال فريق عمل كبير؟ وهل فعل ذلك في الولاياتالمتحدةالأمريكية فهدم ما تم أسلافه من إنجاز ليبدأ هو هذا الإنجاز الذي حصل بمقتضاه على جائزة نوبل؟ بالطبع لا ... إنما هو كان ترسا في ماكينة كبيرة أدى دوره إستمرارا لمن قبله وتركها ليستمرغيره على نهجه وتستمر عجلة التقدم والبحث العلمي. أنا موقن تماما أنه ما كان الدكتور زويل ليفعل ذلك من تلقاء نفسه ولكن مدفوعا من أعداء النجاح الذين اتخذوا من ذلك فرصة لتصفية حسابات أو خلافه من مصالح شخصية ودون مراعاة مصلحة الوطن. دعوة مخلصة لك يا دكتور زويل أن يبحث فريق العمل لديك عن مكان آخر خلاف موقع جامعة النيل, وذلك في أي محافظة خالية من أي جامعة, وتقيم فيها هذا الصرح العلمي الكبير، والذي أنت أهل لإقامته. وليكن ذلك في إحدى المدن الجديدة مثل مدينة العبور, التي لا يوجد بها أي جامعة حاليا وإن كان بها منطقة فضاء واسعة وعلى ربوة منها كتب فرع جامعة عين شمس. وأنا علي يقين أن الدولة, وخاصة بعد ثورة يناير ومع اتجاه برنامج النهضة الذي يتبناه فخامة الرئيس, ستخصص لك المساحات اللازمة وبالمرافق التي تحتاجها وفي المدينة التي يقع عليها الإختيار. وبذلك لانهدرعرق ومجهود وإخلاص فئة سعت لخدمة هذا البلد ومصلحته ودون مصلحة شخصية وهو ما لاتقبله سيادتك ولا أنا ولا أي مصري مخلص لهذا البلد ... وهنا أجد لزاما علي أن أقسم بالله العظيم أني لا أعرف أيا من أساتذة جامعة النيل أو من طلبتها أو من العاملين او الإداريين بها, كمالم أزر الجامعة في حياتي, كما لم يخاطبني بهذا الشأن أي من طلبة الجامعة أو خريجيها أو أعضاء هيئة التدريس بها... ولكن هي مجرد كلمة حق تقال لوجه الله تعالى لما بلغني أثناء وجودي بالخارج عن السمعة الطيبة لهذه الجامعة... وهي كلمة حق أقابل بها وجه الله تعالى وعملا بقول تعالي في سورة العصر (القرآن الكريم-سورة 103): بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ. وَالْعَصْرِ ﴿1﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿2﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿3﴾. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد خبير الشئون النووية و الطاقة كبير مفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا) _______________________________________ كاتب المقال حاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية عام 1986 وحاصل علي نوط الاستحقاق من الطبقة الاولي عام 1995 وحاصل علي جائزة نوبل عام 2005 ضمن مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مناصفة مع الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت.