أوقعت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا 87 قتيلا اليوم الأربعاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، والقتلى هم 43 مدنيا و32 عنصرا من قوات النظام و12 مقاتلا معارضا. وتستمر الاشتباكات العنيفة اليوم الأربعاء لليوم السادس على التوالي في أحياء من مدينة حلب في شمال سوريا بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات في حي العسالي في جنوبدمشق. وقال المرصد في بيان بعد ظهر اليوم: إن اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ساعات في حي العسالي بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية، في وقت تعرض حي الحجر الاسود (جنوب) لقصف عنيف استخدمت فيه المروحيات طوال اليوم، بحسب المرصد وناشطين. وأفادت لجان التنسيق المحلية مساء عن سقوط قذائف هاون على حي التضامن (جنوب). واستعادت قوات النظام خلال الأيام الماضية السيطرة على معظم أحياء العاصمة، باستثناء جيوب وأجزاء من أحياء لا يزال يقاوم فيها المقاتلون المعارضون. وبدت الحياة شبه طبيعية في وسط العاصمة حيث كان الناس يتزاحمون من اجل شراء المواد الغذائية قبل نهاية الصيام، إلا أن طرقا عدة ظلت مقفلة امام حركة السير من القوى الامنية. ورغم انحسار الاشتباكات، لا يزال التوتر سيطرا. وقال تاجر ملابس: "لا يوجد زبائن لا أحد يشتري شيئا، الناس يلازمون منازلهم". وروى احد سكان القابون في شمال شرق العاصمة الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه قبل ايام بعد معارك عنيفة ان الجرافات جرفت هذا الصباح محال تجارية عدة كانت احترقت او دمرت في القصف. وتعرضت قرى وبلدات في ريف دمشق اليوم لعمليات قصف، لا سيما بلدة السبينة حيث افادت الهيئة العامة للثورة عن تدمير جزء من مشفى الهدى في بلدة السبينة نتيجة القصف العنيف بالطيران المروحي من قوات الأمن وجيش النظام. الى حلب في شمال البلاد، يتواصل ارسال التعزيزات العسكرية الى القوات النظامية، وكذلك اعداد ضخمة من المقاتلين المعارضين. واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان الثوار يعززون مواقعهم بالتأكيد، وسبق لهم ان اعلنوا ان معركة حلب هي معركة حسم وتحرير، مضيفا: "هي كذلك معركة مصيرية بالنسبة الى النظام". وقال ايضا ان القوات النظامية تواصل منذ 48 ساعة ارسال تعزيزات في اتجاه مدينة حلب من مناطق عدة. وتستمر الاشتباكات العنيفة في حيي بستان القصر وصلاح الدين في المدينة، بينما تستخدم القوات النظامية الطائرات الحوامة في قصف احياء الصاخور والسكري وطريق الباب والشعار وقاضي عسكر وصلاح الدين، بحسب المرصد وناشطين. وذكر مصدر امني سوري ان المعركة الاكثر اهمية في حلب تهدف الى استعادة قوات النظام الاحياء الواقعة بين المدينة والمطار (جنوب شرق حلب) والتي وقعت في ايدي الارهابيين. وقتل في محافظة حلب اليوم 23 شخصا معظمهم في المدينة. وبين قتلى اليوم، عشرة سقطوا في هجوم للقوات النظامية على قرية خراب باجار في محافظة الحسكة (شمال شرق). كما قتل اربعة مواطنين صباحا من عائلة واحدة في قصف تعرضت له بلدة قلعة المضيق في محافظة حماة (وسط)، وهم رجل ووالدته وطفلاه، واصيب احد عشر مواطنا في القصف. وكان القصف لا يزال مستمرا مساء على قلعة المضيق وقرى سهل الغاب وجبل شحشبو في محافظة حماة، بحسب لجان التنسيق. في محافظة حمص (وسط)، تعرضت مدينتا القصير والرستن الخارجتان عن سيطرة النظام لقصف عنيف ومحاولات اقتحام، وقتل اربعة مواطنين بينهم امرأة وطفلها في القصير، في حين استمر القصف على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصور في مدينة حمص بمعدل خمس قذائف في الدقيقة الواحدة احيانا، بحسب ما ذكر المرصد. وقتل مقاتل في محيط حي بابا عمرو الذي سقط في ايدي القوات النظامية منذ مطلع مارس وتدور منذ اكثر من شهر اشتباكات في محيطه.