تسعى القيادة السياسية بكافة الطرق في حدوث انتفاضة شاملة داخل القارة الإفريقية، وذلك من خلال بحث مشاكل القارة والعمل على حلها عن طريق فتح أبواب الاستثمار ومشروعات البنية التحتية، لتحقيق التكامل الاقتصادي للقارة من أجل ضمان مستقبل أفضل لشعوب القارة السمراء. وأكد عدد من الخبراء أهمية إنشاء منطقة التجارة الحرة الإفريقية من حيث زيادة معدل التبادل التجاري بين دول القارة و ارتفاع النمو الاقتصادي بها، لافتين إلى أن إفريقيا قارة غنية بالمواد الخام التي يجب استغلالها بالشكل الأمثل. وغادر الرئيس عبد الفتاح السيسي، مطار القاهرة الدولي، متوجها إلى النيجر للمشاركة في القمة الأفريقية الاستثنائية ، وذلك في إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019 وذلك لإطلاق منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية. ومن جانبه علق السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الإفريقية الاستثنائية المزمعة في النيجر، قائلًا: "مصر أصبحت تولي اهتمامًا كبيرًا بإفريقيا بعد انقطاع دام لفترة طويلة من الزمن كنا بمنأى عنها". وأضاف بيومي في تصريح ل"بوابة الوفد"، أن القيادة السياسية عادت بقوة في القارة السمراء من الدبلوماسية الرئاسية، مشيدًا بمبادرات والمنتديات التى تم إطلاقها لخلق فرص استثمارية أفضل في القارة الإفريقية. ولفت مساعد وزير الخارجية، إلى أن الهدف من إنشاء منطقة تجارة حرة في إفريقيا هو تذليل العواقب التجارية بين الدول، بالإضافة إلى إلغاء الجمارك لتحقيق أكبر استفادة ممكنة لرفع معدل النمو الاقتصادى للقارة. وأشاد الدكتور عبد المطلب عبد الحميد، أستاذ الاقتصاد والرئيس الأسبق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الإفريقية الاستثنائية المنعقدة في النيجر، مؤكدًا على أن القمة على درجة عالية من الأهمية بالنسبة لمصر وأفريقيا. وأضاف عبد الحميد، أن مصر من أكبر الدول الإفريقية، بالإضافة إلى أنها اصبحت دولة محورية في المنطقة، مشددًا على أهمية الاستفادة الكبرى من منطقة التجارة الحرة لتحقيق الأهداف المنوطة منها. وأوضح أستاذ الاقتصاد، أن إنشاء منطقة تجارة حرة يعني رفع الرسوم الجمركية عن الدول المشتركة في منطقة التجارة، وذلك خلال فترة زمنية محددة تم بناءً على اتفاقية الأعضاء، لافتًا إلى أن هذا ينعكس على الدولة التى تصدر كميات أكبر تحصل على مكاسب أعلى. وأشار إلى أن "القيود الكمية" تعنى عدم رفع حظر الاستيراد بين الدول، الأمر الذي يحقق المصالح المتبادلة لدول وشعوب القارة الإفريقية. قال إن إنشاء منطقة تجارة حرة في إفريقيا يأتي في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية المتبادلة بين دول القارة، لافتًا إلى أن منطقة التجارة ستفتح منافذ تجارة متبادلة داخل السوق الإفريقي. وأوضح أن المنطقة الحرة للتجارة في أفريقيا لها فؤاد عدة على مصر من حيث زيادة الموارد واستقرار أكبر للحصول على الدولار، مشيرًا إلى أن "النقد الإجنبي" سوف يزيد بزيادة الصادرات دون التأثر بأى أحداث خارجية أو طارئة مثل السياحة وبذلك يمكن ضمان الحصيلة من النقد الأجنبي للحفاظ على استقرار سعر الصرف. وكشف أن زيادة الصادرات المصرية تعتبر آحد أسباب انخفاض سعر الدولار، مضيفًا أن القارة الإفريقية تتمتع بمواد خام يمكن أن تستغل بين دول أعضاء منطقة التجارة الحرة و بأسعار تنافسية و أرخص من دول الخارج. وذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يحاول تحقيق أكبر إنجاز في القارة الإفريقية، واصفًا توغل مصر داخل القارة السمراء بأنه استراتيجي. وأكد على أهمية التعاون بين التكتلات الاقتصادية، مقترحًا إبرام إتفاقيات بين الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الإفريقي في مجال التجارة الحرة من خلال منظومة صفر جمارك. وقال النائب ماجد أبو الخير، وكيل لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، إن ترؤس الرئيس عبد الفتاح السيسي للاتحاد الإفريقي ساهم في عودة مصر إلى قلب القاهرة السمراء، مشيدًا بجهود الرئيس في تمثيل مشاكل القارة أمام المحافل الدولية و الإقليمية. وأضاف أبو الخيرأن القارة الإفريقية هدف من أهداف الرئيس السيسي منذ توليه رئاسة الاتحاد، لافتًا إلى أن منطقة التجارة الحرة الإفريقية بمثابة استثمار لعلاقات دول المنطقة. وأكد وكيل لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان أن القارة الإفريقية تمتلك مواد طبيعية غنية إذا احسن استغلالها بالشكل الأمثل ستحدث نقلة نوعية لشعوب القارة، مشيرًا إلى أن التجارة البينية بين الدول الإفريقية تهدف إلى تذليل عقابات التجارة بين دول القارة . وأوضح أن القيادة السياسية تخوض خطة طموحة نحو تحقيق نقلة عابرة للقارة من خلال مشروعات البنية التحتية مثل مشروع "كيب تاون"، مشيرًا إلى أن مصر بوابة الاستثمار الإفريقي.