في سابقة تكررت مرارا في الفترة الأخيرة .. تعرضت غدير احمد – 21 سنة - للضرب والتحرش بمترو الأنفاق لمجرد اعتراضها على ركوب الرجال العربة المخصصة للسيدات.. مما دعاها إلى تحرير محضر بالواقعة رقم ( 4 - 287 ) بمحطة مترو الأوبرا. وكانت غدير ، إحدى المؤسسات لصفحة رصد لانتهاكات المترو على الفيس بوك، قد فوجئت بمجموعة كبيرة من الشباب والرجال يملأون عربة السيدات بمترو الأنفاق أثناء صعودها بمحطة السادات الأربعاء الماضي، وعندما طالبتهم بالنزول والركوب في العربة المجاورة ما كان منهم إلا أن تطاولوا عليها قائلين: " إنتِ قليلة الأدب ، سيبينا نروح شغلنا" وعندما أصرت على تنفيذ القانون تحقيقا للنظام الذي تنادي به من خلال صفحة الفيس بوك أو إلغاء عربة السيدات نهائيا من القطار , اعترض عليها الكثيرون قائلين في سخرية: "يعني انتِ لما بتركبي عربة الرجال حد بيمنعك !!!" تحكي غدير: فور وصول المترو إلى محطة الأوبرا صرخت وقلت بأعلى صوتي: " انتم مكانكم مش هنا " فرد عليَّ أحدهم : "عايزة تنزلي انزلي انتِ" وحينما تابعت صرخاتي منادية على الأمن ،الذي لم يعد له وجود في المترو، حاول بعضهم أن يضربني على وجهي وتم التحرش بي مرددين: " مجنونة.. مجنونة". ووسط هذه الأحداث وبسبب الزحام تعطل المترو أكثر من خمس دقائق دون أن تكلف إدارة المترو نفسها للتعرف على أسباب العطل. وتتابع: بعد فترة ومع استمرار الاعتداء وعدم محاولة أحد ،حتى من النساء، مساعدتي والدفاع عني أحسست بعدم القدرة على المقاومة، فاستسلمت وقررت الخروج لتحرير محضرا بالواقعة وسط صيحات الفرح والانتصار من الشباب وكأن مصر أحرزت هدفا في كأس العالم..!! كالمستجير من الرمضاء بالنار موقف إدارة المترو - وفق رواية غدير- لم يكن أفضل كثيرا من الموقف داخل العربة، فعندما طلبت من أمين الشرطة تحرير محضر يثبت تعرضها للسب والضرب والتحرش في هذه المحطة وسط غياب أمني كامل , رد عليها بكل هدوء بأن هذا أمر عادي وطبيعي ويحدث يوميا..!! زاعما أن غياب الأمن بعد الثورة سبب طبيعي فيما يحدث داخل عربات المترو وفي مصر كلها. ولأن غدير كانت مصممة على تحرير المحضر وإثبات الواقعة أخبرها الأمين بعدم إمكانية تحرير المحاضر في محطة الأوبرا، وأنها إن رغبت في ذلك فعليها بالتوجه إلى محطة العتبة, وعندما طالبته بإثبات حالة رفض أيضا زاعما عدم وجود جريمة وعدم معرفتها بمواصفات من قاموا بالاعتداء عليها، على الرغم من ذكرها مواصفاتهم له وعلى الرغم من وجود أجهزة المراقبة بالمترو والتي من المؤكد أنها صورت ماحدث. تواصل غدير: مع رفض أمين الشرطة وإصراره عدم اتخاذ الإجراءات المطلوبة تعنته بدأت أصرخ في وجهه حتى أنني "لطمت" وجهي عندما أحسست بعدم القدرة على استرداد أبسط حقوقي في بلدي، وبدأ التفاف المارة والركاب حولنا يزداد مما اضطره لأخذ بياناتي وكتابة المحضر لكني فوجئت به يرفض كتابة اتهامي لهم بالتحرش، وتم تحرير محضر رقم 4 على 287- محطة مترو الاوبرا. ولسه.. غدير لم تكتف بتحرير هذا المحضر وطلبت في تغريدة لها على تويتر بمحامي حقوقي يقبل مساندتها في قضيتها ، وبالفعل تجاوب معي محاميان وسيتم تصعيد الموقف لإعمال القانون . وتختم الفتاة الشابة باستنكارها ليس فقط لحالة الغياب الأمني في المترو بل وحالة السلبية المتزايدة في سلوك المصريين وعدم انصاف السيدات لها أو وقوف إحداهن بجانبها قائلة: "مش هي دي مصر.. والقضية ليست قضيتي وحدي.. إنها قضية رأي عام لتكرار نفس الشكوى يوميا من فتيات غيري.. ولازم ناخد حقنا في بلدنا."