إلي كل داعية إسلامية والي كل من يدعي أنه داعية إسلامية ... الي كل مصري مخلص لبلده والي كل مصري يدعي أنه مخلص لبلده ... إلي كل سياسي وإعلامي يعمل لمصلحة البلد وإلي كل سياسي وإعلامي يدعي انه يعمل لمصلحة البلد... إليهم جميعا : إسلاميين وغير إسلاميين, سياسيين وغير سياسيين, إعلاميين وغير إعلاميين, قضاه ومحامين وجنود قوات مسلحة وشرطة وحزبيين ومواطنين ...إليهم جميعا أقول أن: الإسلام يدعو للوحدة وينبذ الفرقة الإسلام يدعو للعمل وينبذ مجرد القول الإسلام يدعو إلي التسامح والتصالح وينبذ الإنتقام والتباغض الإسلام يدعو إلي تغليب مصلحة المجتمع علي مصلحة الفرد الإسلام الي دفع المضرة وتغليب جلب المنفعة الإسلام يدعو إلي المشاركة في الرأي والنصيحة ولا للهيمنة والمغالبة إذا كان الأمر كذلك ، فأين أنتم أيها المصريون... أين أنت يا مصر ياخير أجناد الأرض و ياأصحاب الحضارات يا مهبط الديانات ... أين أنت يا مصر يا أهل المودة والتراحم والأخوة .. لماذا هذا التخاصم والإنقسام ؟ لماذا كل هذه الفوضي والإحتجاجات والتجاوزات والصراعات؟... ألم يأن بعد أن تخشع قلوبكم لذكر الله ونحن مقدمون علي شهر كريم من شهور الرحمن ... كفانا تسلطات في الرأي وتصادمات في السلطات ... كفانا إتهاما للقضاء وإهانة للجيش العظيم واستهانا بالشرطة .. كفانا تحطيما للدولة وكيانها وأركانها .. وكفانا جريا وراء السلطة والتسلط ... كفانا نفاقا وتحولا وتلونا ... كفانا "اشوف كلامك يعجبني أشوف أمورك أتعجب" . لقد تعبنا ... تعبنا ... انحدر التعليم إلي أدني مستوياته ... تدني الإقتصاد إلي حد الخطورة ...تداعي الأمن والأمان ... ساد تهريب السلاح والمخدرات رغم مجهودات الشرطة الحميدة ... انخفضت مستويات التأمين الصحي ... زادت حوداث الطرق بسبب انعدام الأمن المروري ... زادت حوداث الخطف والاغتصاب . انقسم الشعب إلي جماعات وفرقاء ... وصدق من قال "إن مصر بها دارإفتاء واحدة ولكن بها أكثر من ثمانين مليون مفتي" إلي أين أنتم ذاهبون ... إننا صرنا نعيش في زمن يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق ... نعيش في زمن يؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الأمين ... نعيش في زمن يختلط فيه أقدار الناس يصبح الصغير كبيرا والكبير صغيرا ويغدو الجاهل عالما والعالم جاهلا ... عجبي من هذا الزمن. وختاما أذكركم بقول الله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (أل عمران 103) وقوله تعالي: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" (المائدة 8 ) وقوله تعالي: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (الأنفال 29 ) _____________________________________________________________ خبير الشئون النووية و الطاقة كبير مفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا) كاتب المقال حاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية عام 1986 وحاصل علي نوط الاستحقاق من الطبقة الاولي عام 1995 وحاصل علي جائزة نوبل عام 2005 ضمن مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مناصفة مع الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت.