نشرت صحيفة "تليجراف" البريطانية مقالا تحت عنوان "الهجرة.. نقاش يجب أن يبدأ الآن"، مستنكرة تزايد أعداد المهاجرين إلى بريطانيا وتأثيراتهم السلبية على البلاد. وقالت الصحيفة إن أكثر الإدانات التي يمكن توجيهها للحكومة السابقة هي سياستها المتهورة في تشجيعها للهجرة غير المقيدة وتأثيرها الضار على التعداد السكاني لعام 2011. ولفتت الصحيفة إلى أن الأرقام الأولية عن التعداد السكاني لعام 2011 تؤكد أن عدد السكان في بريطانيا ارتفع في العقد الأول من القرن ال21، أكثر من أي وقت مضى في تاريخها، حيث وصلت الزيادة إلى 3 ملايين و700 ألف شخص في انجلترا وويلز، أي بزيادة تصل إلى 7% مما كانت عليه سابقا. وأكدت الصحيفة أن جزءا كبيرا من هذا الانفجار جاء نتيجة الهجرة، وفي حال استمرار هذا المعدل من الزيادة، فإن عدد السكان بريطانيا سيصل إلى 70 مليون نسمة في غضون 20 عاما، وبحسب التوقعات الحالية، فإن ثُلثي هذه الزيادة في المستقبل – أي نحو 5 ملايين شخص - ستكون نتيجة الهجرة، وأولئك الذين يؤكدون أن معظم الوافدين هم من مواطني الاتحاد الاوروبي الذين لهم الحق في الوجود ببريطانيا -هم على خطأ-، لأن معظم المهاجرين يأتون من دول خارج الاتحاد الأوروبي. وعلى مدى ال40 عاما الماضية، اعتمد وضع السياسات على السكان الأصليين، وترك الشعب البريطاني غير مهيأ لأي تغيير اجتماعي أو ثقافي يطرأ عليه من الوافدين، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الطبقة السياسية لا تزال تحول دون الانخراط في نقاش وطني ناضج. وقالت الصحيفة إننا بلد معتدل ومتسامح، وسوف يكون هناك صعوبة في التعامل حول هذا الموضوع المعقد والمثير للمشاعر، خاصة إذا اتسمت المناقشات بالشجاعة وتحدثت صراحة عن الآثار المترتبة على الهجرة الجماعية، وتعالت الأصوات المتطرفة لاستغلال هذه القضية لإثارة الكراهية.